بعد النجاح في إنارة قريتين.. لماذا لم تعمم تجربة البايوجاز في مصر؟
في الوقت الذى نبحث فيه عن حلول بديلة لتوفير الكهرباء، واستخدام البنزين في بعض الأحيان، ومع تمسك إثيوبيا باستكمال بناء سد النهضة ما يؤثر على حصة مصر في نهر النيل، توجهت مصر إلى الطاقة الشمسية، فضلًا عن تجربة البيوجاز، الذي أثبت فعاليته في الإنارة.
"البيوجاز" غاز حيوي ينتج عن التحلل الحيوي لمادة عضوية كمخلفات المحاصيل وروث الماشية بطريقة اقتصادية وآمنة عند انعدام الأكسجين، وذلك لانتاج طاقة متجددة تكون بديلة للطاقة التقليدية، كما يمكن للمتر المكعب منها توليد طاقة كهربائية تتراوح من 1.3 إلى 1.5 كيلووات في الساعة الواحدة، الأمر الذى دفع المركز القومي للبحوث إلى طرحه للعلن منذ 7 سنوات، ونجح بالفعل في إنارة قريتين بالوادي الجديد، وبرغم نجاح الفكرة إلا أنها توقفت ولم تعمم.
"دوت مصر" فتح باب النقاش حول الغاز الحيوي "البيوجاز" لمعرفة السبب الرئيسي في عدم تعميم الفكرة رغم نجاحها، مع معرفة امكانية استخدامه في تخفيف أحمال الكهرباء أم لا.
تخفيف الأحمال
"إذا نجحت 4500 قرية في تنفيذ الفكرة نستطيع تخفيف أحمال الكهرباء بنسبة 15%"، هكذا علق الدكتور هاني الناظر، الرئيس الأسبق للمركز القومي للبحوث، في تصريحات سابقة، مشيرًا إلى أن البايوجاز يعد غاز غير سام ولا توجد أخطار بيئية عند استخدامه، ويتخلف عن احتراقه في المواقد ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء.
وأضاف "الناظر": يتم تجميع الفضلات في بيارات للتخلص من الصرف الصحي، مما يمنع من إصابة أهالي الريف بالأمراض أيضًا، لافتًا النظر إلى أن مشكلة تطبيق الفكرة منذ 7 سنوات لم تُفهم، فبرغم تقديم الفكرة لمسئولي الكهرباء آن ذاك، إلا أنها بقيت على "الرف" ولم تنفذ وكان لديهم حينها تعليلات كثيرة.
البايوجاز في القرى
قال الدكتور محمد شعبان، خبير الطاقة الدولية، إن استخدام البايوجاز في المدن يعد صعبًا للغاية، ومن الممكن استخدامه في قرى صغيرة، لأن الكهرباء التى تولد بنسب كبيرة تحتاج إلى توربينات عالية جدًا، لكنه يعد حلًا جوهريًا إذا استخدم كبديل للغاز الطبيعي وأنبوبة البوتاجاز.
وافقه في الرأي، الدكتور سامر المخيمر، خبير الطاقة النووية، الذي أكد أن البيوجاز لا يمكن أن يحل محل السولار أو البنزين.
وفي السياق نفسه أوضح مصدر مسئول بوزارة الكهرباء، أن جميع الحلول مطروحه ولا يتم استبعاد أى فكرة تطرح مهما كان تأثيرها، لكن التطبيق يحتاج إلى تنسيق جيد وخطوات مدروسة حتى لا يحدث خلل في التنفيذ.
اقرأ أيضًا..
شاهد| «المقابر السويسرية».. 120 عاما من العزف على أجساد الموتى
مستندات| "بريفلدج والمعراج".. نواصل فتح ملف "البيزنس الحرام" للمدارس الدولية (4-8)