التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 07:53 م , بتوقيت القاهرة

"الحرب الشاملة أم المحدودة".. خيارات أمريكا في التعامل مع كوريا الشمالية

قد يقرع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طبول الحرب، ضد كوريا الشمالية في أي وقت، وليس من المستبعد أن يخصص مناقشة تفاصيل الحرب الكبرى خلال جولته الآسيوية التي بدأت السبت الماضي، وتستغرق 12 يوميًا لزيارة اليابان، والصين، وكوريا الجنوبية، وفيتنام، والفلبين، لبحث ملف كوريا الشمالية وكيفية الرد على تهديداتها النووية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، في حال إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على الدخول فى حرب مع كوريا الشمالية، فهل ستكون حربًا شاملة أم محدودة؟


الحرب الشاملة


هي الحرب التي يستخدم فيها أحد طرفي الحرب أو كلاهما معظم الثروات المادية والبشرية المتوفرة للمجهود الحربي، إضافة إلى ذلك فاٍنه لا تتم في هذه الحرب التفرقة بين المحاربين والمدنيين، ونتيجة لذلك يدفع المدنيين العزل جزء لا يستهان به من ضريبة الدم بالإضافة إلى الجيوش المتحاربة.


الحرب المحدودة


هي صراع مسلح تستخدم فيه الأطراف المتحاربة أجزاء من قواتها المسلحة وشعوبها ومواردها المادية، ومصطلح الحرب المحدودة مناقض للحرب الشاملة التي يُستخدم فيها جميع موارد الدولة لتسخر لصالح المجهود الحربي، وتتميز الحرب المحدودة بأن المتحاربين يحددون عمدًا أهدافهم السياسية والعسكرية من الحرب، وحجم وطبيعة القوات والوسائل التي تشترك في الصراع ومناطق القتال، وكذا الأغراض المطلوب تدميرها أو الاستيلاء عليها، ولذلك يختلف مجال ومدة الحروب المحدودة اختلافًا كبيرًا طبقًا للقيود التي تفرضها الأطراف المتحاربة.


 


"كوريا الشمالية هي الدولة الوحيدة التي تستطيع أن تحارب الولايات المتحدة في حرب واسعة النطاق"..الجنرال توماس شوارزر، القائد العسكري الأمريكى في كوريا الجنوبية خلال جلسة في الكونجرس الأمريكي  في 7 مارس 2000 .


"الكوريين الشماليين يستخدمون الألياف البصرية تحت الأرض للاتصالات العسكرية وهذا لايمكن  أن نرصده"...وزير الدفاع الأمريكى الأسبق دونالد رامسفيلد.


 


جهزت كوريا الشمالية خطتها في حال إذا قامت الولايات المتحدة، بشن حرب شاملة ضدها، ستعتمد على عدة محاور، سيكون أولها صد الهجمات الأمريكية الاستباقية وجعلها من مجرد هجمات استباقية إلى حرب شاملة، خاصة وأنها لا تتوقع أي مساعدة من  الصين أو روسيا، مما يعني أنها ستقاتل بمفردها، بحسب خبراء عسكريين.


الرد الكوري على الحرب الشاملة


تتكون الخطة الكورية من عنصرين بحسب مقال لـ" هان سوك هو "، مدير مركز الشؤون الكورية، كالتالي: "العنصر الأول، حربًا تقليدية ضخمة، وأسلحة دمار شامل، فإذا قامت الولايات المتحدة بتوجية ضربة وقائية ضد كوريا، فان الكوريين الشماليين سيقومون بتوجية ضربة باستخدام أسلحة الدمار الشامل، فستشن هجمات نووية استراتيجية على أهداف أمريكية، والمخطط الأمريكي يعرف ذلك، ووضعوا خطة خاصة بهم لمواجهة هذه الحرب النووية، وفي هذه الحروب لا يوجد أماكن خلفية أو مواقع دفاعية أو تكتلات هجومية كالحروب التقليدية، ولا يوجد دفاع ضد الهجمات النووية سوى الهجمات النووية الانتقامية، فخطة كوريا الشمالية في الحرب ليست فقط صد الغزاة الأمريكيين، بل تصل لتدمير الولايات المتحدة، ولدى الأمريكيين خطة رقم "5027" للحرب ضد كوريا، وتهدف أولًا للقضاء على أسلحة الدمار الشامل الموجودة لدى كوريا الشمالية.


زعيم كوريا الشمالية ( ارشيفية )


القدرة العسكرية لكوريا الشمالية


تنتج كوريا الشمالية سنويًا 200.000 رشاش كلاشينكوف، 3000 مدفع ثقيل، 200 دبابة، 400 مدرعة وعربات برمائية، بالإضافة إلى أنها  تصنع غواصاتها بنفسها، وكذلك لنشات الصواريخ عالية السرعة، وأنواع أخرى من القطع البحرية، وهذه الأسلحة محلية الصنع تمكن كوريا الشمالية من الحفاظ على قوة عسكرية ضخمة بميزانية صغيرة.


المدفعية الكورية


وتمتلك كوريا الشمالية 17 نموذجًا للبنادق والمدفعية، 35 نموذجًا للذخيرة، 5 نماذج للدبابات والعربات المدرعة، 8 نماذج للطائرات، 5 نماذج للقطع البحرية، 3 نماذج للصواريخ بعيدة المدى، 5 نماذج لوسائل الاتصالات، و8 نماذج للرؤوس البيوكيمائية، بمجموع نماذج 134 نموذج.


ويؤكد الخبراء العسكريون في مختلف تقاريرهم، على الـ"جاهزية" والتدريب الجيد لجنود الجيش الكوري الشمالي، ولا تستطيع الدول أن تخوض حروبًا دون أن تكون جيوشها مستعدة، وكوريا الشمالية تستعد على محورين أساسيين، فلديها الجيش النظامي للقيام بعمليات نظامية، وميلشيات مسلحة ومدربة تابعة له مخصصة أساسًا لعمليات دفاعية عن الوطن، وتشمل 1.6 مليون فرد، و100 ألف في كتائب الحراس، و3.9 مليون في ميلشيات العمال، و900 ألف في ميلشيات الشباب، بينما يتكون الجيش هناك من 4 فيالق في المقدمة، و8 فيالق في مناطق العمق، وفيلق دبابات، و5 فيالق مدرعات، وفيلقين للمدفعية، وفيلق للدفاع عن العاصمة "بيونج يانج"، بينما يقتصر الأمر في كوريا الجنوبية على 18 كتيبة فقط.


المدفعية والدروع والأسلحة النووية


"يمكن للمدافع الكورية الشمالية إطلاق نصف مليون قذيفة تقليدية وبيوكيمائية على الكتائب الأمريكية في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، وفي غضون ساعات يمكنها إزالة القواعد الأمريكية الستة في كوريا الجنوبية بالأسلحة التقليدية فقط، فهى تمتلك 30 كتيبة مدفعية مسلحة بمدافع عيار 120 مم ذاتية الحركة، ومدافع 170 مم بمدى يصل إلى 50 كم، وقاذفات صواريخ بمدى 45 كم، والعديد من المدافع الثقيلة الأخرى، وتصل أعداد المدافع التي يملكها الجيش الكوري الشمالي إلى 18 ألف مدفع، منهم الثنائي الأقوي في العالم، وهما المدفع عيار 170 مم طراز Goksan، والقاذفة عيار 240 مم، وهذه المدافع يمكنها ضرب عاصمة كوريا الجنوبية "سيول".


ومنذ عام 2012، طورت كوريا الشمالية صواريخ باليستية من نوعي KN-08 وKN-14، ثم ظهر صاروخ باليستي آخر طويل المدى KN-08 ويستطيع أن ينطلق من ظهر ناقلة، بمدى يتجاوز 11,500 كيلومتر، وكذلك صاروخ KN-14ا الذي يبلغ مداه نحو 10 آلاف كيلومتر، عطفًا على ذلك، نجحت بيونج يانج في اختبار قنبلة هيدروجينية في سبتمبر الماضي، الأمر الذي يؤكد أن خوض حرب شاملة معها سيكبد الولايات المتحدة خسائر فادحة.


صورة تمثيلية لرئيس كوريا الشمالية وخلفه ترسانة نووية


قنبلة نووية - أرشيفية


اقرأ أيضًا:


تفاعلي| المجنون والكلب.. حرب الشتائم بين ترامب وكيم جونج


"آبي": اليابان ستسقط أي صواريخ لـ كوريا الشمالية إذا لزم الأمر