منتدى الشباب العالمي
في تقرير التنمية البشرية لجمهورية مصر العربية الصادر عن العام 2016، جاءت مقدمة التقرير لتلقى نظرة عامة على الشباب في العالم بشكل عام، وفرص الإستفادة من طاقاتهم وتوظيفها في إطار خطة وطنية لدعم مجتمعهم في أوقات الأزمات.
كان يقيم التقرير مجهودات الحكومات في أغلب دول العالم وقدرتها على توظيف طاقات الشباب، بشكل عام في المنطقة العربية والتي تعد أكثر المناطق التي تحتوي على دول العالم يمثل الشباب غالبية سكانها، ولو كان هناك برامج وطنية لتوظيف طاقات الشباب، لاستطاعت كثير من دول المنطقة ان تتجاوز محنتها بشكل أسرع.
ومن ثم فإنني أظن أن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي بإطلاق فكرة مؤتمر الشباب وصولا لإقامة منتدى شباب العالم من أجل الإبداع، هي مبادرة تنطبق تماما مع الأجندة الإنمائية العالمية، وأظن أنه على نفس المستوى من هذا الوعى تم وضع رؤية الدولة المصرية المستقبلية 2030، وهو ذات الاتجاه الذي اتخذته المملكة العربية السعودية بوضعها رؤية المملكة لـ 2030، والتي تستند إلى أن أكثر من نصف سكان المملكة من الشباب، وهو نفس المنطق الذي بناء عليه تم وضع جدول فاعليات منتدى شباب العالم الذي يعقد في شرم الشيخ في الفترة ما بين 4 إلى 10 نوفمبر في مدينة شرم الشيخ، ويشارك به أكثر من 3 آلاف ضيف ينتمون لحوالي 100 جنسية، روعي في اختيارهم التوازن الجغرافي والتكافؤ بين الشخصيات العامة والقيادات الشابة والحضور المتساوي للجنسين في مختلف الجلسات.
جلسات المؤتمر تناقش قضايا الإرهاب ودور الشباب في مواجهتها، لمشكلة تغير المناخ والهجرة غير المنتظمة واللاجئين، ومساهمة الشباب في بناء وحفظ السلام في مناطق الصراع، وكيفية توظيف طاقات الشباب من أجل التنمية، وكيف تصلح الآداب والفنون ما تفسده الصراعات والحروب، ومناقشة البعد الثقافي للعولمة وأثره على الهوية الثقافية للشباب.
جدول مليء بكثير من ورش العمل التي لا مجال لمناقشتها هنا لكل تفاصيلها، ولكن يأتي فكرة منتدى شباب العالم في هذه المرحلة، بعد خمسة لقاءات للشباب تمت على مدار العام الماضي كان أولها في شرم الشيخ في 2016، ثم القاهرة وأسوان والإسماعيلية وأسوان والإسكندرية، كانت بمثابة معمل ضخم، اكتسب داخله الشباب القائمين على تنظيم المؤتمر واختيار موضوعاته وإدارة جلساته، مستوى من المهارات العالية في التنظيم والتحضير والإدارة، ولم يقتصر الأمر فقط على اكتساب خبرات على مستوى مجموعات الشباب المشاركة في التنظيم ولكن حتى على مستوى المتحدثين، بعض المتحدثين من الوزراء الذين شاركوا في جميع المؤتمرات الخمسة اكتسبوا خبرة في عرض إنجازاتهم، واكتسبوا خبرة التركيز على النقاط الهامة، دون الإخلال بعرض المهام الموكلة لهم، فمؤتمرات الشباب الخمسة السابقة كانت فرصة لتبادل الخبرات والتطوير والمناقشة، للشباب والكبار على حد سواء.
في حقيقة الأمر فإننا نحتاج للتوسع في نموذج مؤتمر الشباب ومنتدى شباب العالم في جميع المؤسسات الحكومية، وأن تتحول مقار الوزارات لورش عمل ضخمة يشارك فيها أصحاب الخبرة والشباب جميع الخبرات بداية من خبرة تنظيم دولاب العمل اليومي وحتى الخبرات الفنية، ولا يقتصر المر عند هذا الحد فحسب بل أن التحديات التي ينجح الشباب في إجتيازها كل مرة يؤكد أننا أمام جيل يعتمد عليه، ولا ينقصه سوى منحه الفرصة والمسئولية.