سلطت المملكة العربية السعودية الضوء داخل الأمم المتحدة، على انتهاكات ملف حقوق الإنسان داخل إيران، وبصفة خاصة تجاه إقليم الأحواز، مؤكدةً أن الشعب الإيراني يجني ثمار سياسة حكومته العدائية تجاه العالم، منوهةً أن طهران لم تقدم مؤشرات بأن نظامها "يعتزم معالجة الظلم والاضطهاد الذي يعاني منه عرب الأحواز ومصادرة هويتهم العربية وحقوقهم المدنية".

وعقب البيان السعودي، خرج الناطق الرسمي باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، في مؤتمر صحفي قائلًا: "على الحكومة السعودية الاهتمام بحقوق مواطنيها، بدلًا من الانشغال بالروبوتات عليها الحفاظ على حقوق مواطنيها في العالم الحقيقي، هذه الحركات لن تساعدهم أبدًا". متناسيًا في الوقت ذاته القمع والقبضة الأمنية من جانب قوات الحرس الثوري الواضحة للعيان تجاه المعارضة الإيرانية، خلال تجمعات لاحتفال تقليدي كل عام بمناسبة ما يطلق عليه "يوم الملك كوروش الكبير"، خشية تحوله إلى تظاهرات حاشدة ضد سياسات نظام الملالي.

قمع ورعب

منعت قوات الحرس الثوري الإيراني، تنظيم تظاهرة شعبية كبيرة في مدينة "باسارجاد"، بمحافظة فارس، جنوبي البلاد، للاحتفاء بذكرى ميلاد كوروش، أول ملك فارسي.

وتتخوف إيران الرسمية من مثل هذه التجمعات في وقت تتزايد فيه أعداد المعارضين لسياسة نظام الملالي، خاصة مع استمرار التردي الاقتصادي، فضلًا عن قمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان، حيث أعلنت قوات الحرس عددًا من الإجراءات القمعية لمنع التجمع الذي كان يفترض إجراؤه الأحد الماضي، بينها اعتبار كل من يشارك في التظاهرة مشمولًا بالمادة 610 لقانون التعزيرات الامنية، بحسب بيان لأمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية المعارض، تلقى "دوت خليج" نسخة منه.

ووُضع جيش النظام في محافظة فارس في حالة التأهب وتم إلغاء كل الإجازات لمنتسبيه، فضلًا عن إغلاق الأجهزة الأمنية الأراضي الزراعية في هذه المنطقة ونشر عناصر مسلحة على أطراف جميع القرى.

وروعت عناصر الحرس الثوري المعارضين الذين كانوا في طريقهم لمدينة "باسارجاد"، عبر إطلاق رصاصات في الهواء بهدف تفريقهم، وشنت القوات الأمنية في مناطق مختلفة حملة اعتقالات استهدفت أعدادًا كبيرة من المواطنين وحتى الأهالي بسبب مساعدتهم للمسافرين الذين جاءوا للتجمع في "باسارجاد".

وتجلى رعب النظام الإيراني في مقال لـحسين شريعتمداري، ممثل المرشد الإيراني علي خامنئي، بصحيفة "كيهان" الإيرانية، معربًا فيه عن غضبه من شعارات مناوئة للحكم لاسيما "الموت لمبدأ ولاية الفقيه"، واعتبر أن المتجمعين "إذا كانوا حقًا حماة كوروش وإذا كانوا صادقين في ادعائهم يجب أن يرفعوا شعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل"، في إشارة لشعارات دعائية عادة ما يستخدمها النظام الإيراني وأتباعه.

قمع الحمدين

بينما حرص متحدث الخارجية الإيرانية على إسداء النصح للسعودية، على الرغم من خطواتها الإصلاحية تجاه مواطنيها، والتي كان أبرزها قرار العاهل السعودي مؤخرًا بقيادة المرأة للسيارة بعد عقود من المنع، في الوقت الذي تخلو حكومة حسن روحاني الإصلاحية، من أي عنصر نسائي، تناسي متعمدًا انتهاكات تنظيم الحمدين، في توسيع نطاق ملاحقة المعارضة القطرية ومنع أية أصوات تنادي بالتغيير أو تصحيح مسار السياسات العدائية الداعمة للإرهاب بالمنطقة، فخلال الأسابيع الماضية استخدم النظام القطري أسلحة عديدة لمواجهة المعارضة ولكن جميع محاولاته باءت بالفشل.

ويُعد ملف سحب الجنسيات من القبائل القطرية، وغيرهم من الأفراد الذين يخالفون تنظيم الحمدين - حكومة قطر - في الرأي، قضية الساعة بالنسبة للخليجيين، والمنظمات الحقوقية على المستويين العربي والدولي.

اقرأ أيضًا

خاص| بيان السعودية بشأن "قضية الأحواز" يسلط الضوء على انتهاكات إيران

رغم التحذيرات العربية.. قطر تواصل الارتماء في أحضان إيران

الانتهاكات ضد المعارضين.. رابط مشترك بين قطر وإيران

من "الشريفة" إلى "الرزينة".. قطر تناقض نفسها تجاه سياسات إيران

السعودية: إيران لديها سجل أسود في "حقوق الإنسان"

بعد تجميد أموال "آل ثان".. وسائل تنظيم الحمدين القمعية ضد المعارضين