التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:00 م , بتوقيت القاهرة

في ذكرى وفاته.. تعرف على محطات بارزة بحياة مصطفى محمود

كتبت- هناء قطب


تحل اليوم الذكرى الثامنة لوفاة الدكتور والمفكر مصطفى محمود، الذي رحل عن عالمنا السبت 31 أكتوبر 2009 بعد رحلة علاج استمرت عدة أشهر عن عمر ناهز 88 عامًا.


ويعد مصطفى محمود من أشهر علماء وكتاب عصره، لما عُرف عنه من كتاباته وآرائه المثيرة للجدل، ويستعرض "دوت مصر" أهم اللمحات عن حياة الدكتور مصطفى محمود.


 حياته


مصطفى محمود عالم وكاتب و طبيب و أديب وفنان مصري وُلِدَ في محافظة المنوفية مصر1921م، درس الطب وتخرج عام1953م و لكنه تفرغ للكتابة والبحث عام1960م، قام بتأليف 89 كتابًا، يتراوح بين القصة والرواية الصغيرة إلى الكتب العلمية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، إضافة إلى الفكر الديني والتصوف، و مرورا بأدب الرحلات، ويتميز أسلوبه بالقوة والجاذبية والبساطة.


حب القراءة


وكان مصطفى محمود محباً للقراءة لدرجة أن ابنته "أمل" تقول إنهم كانوا يظنون أنه‏ ‏غير ‏موجود‏ ‏في‏ ‏المنزل‏ ‏بسبب‏ ‏اعتكافه‏ ‏على‏ ‏الكتب ‏بالساعات‏ والأيام،‏ وازداد حبه للقراءة ‏بعدما‏ ‏اعتزل‏ ‏التأليف‏ ‏بكل‏ ‏أنواعه‏‏، ‏وكان لا يشاهد ‏التليفزيون‏ ‏إلا‏ ‏لمتابعة‏ ‏الأخبار،‏ ‏وأصبحت‏ ‏عبارة‏ "شيء‏ ‏مؤسف" ‏تعليقه‏ ‏الوحيد‏ ‏على‏ ‏معظم‏‏ ما‏ ‏يراه‏، وكان ميّالا إلى العزلة ويعترف بأنه ‏فقد‏ ‏مَلـَكة‏ ‏الابتكار.


مصطفى محمود والقراءة


تاريخه الفكري


"مصطفى محمود" رجل شغل الناس بأفكاره وآرائه التي ظهرت من خلال ‏مؤلفاته، والتي ‏تتراوح‏ ‏بين‏ ‏القصة‏ ‏والرواية‏ ‏‏والمسرحية، والمؤلفات‏ ‏العلمية‏ ‏والفلسفية‏ ‏والاجتماعية‏ ‏والسياسية‏ ‏‏وأدب‏ ‏الرحلات، فضلاً عن آلاف المقالات بالجرائد والمجلات المختلفة، و400 ‏حلقة‏ ‏من‏ ‏برنامَجه‏ ‏التليفزيوني‏ ‏الشهير‏ ‏"العلم‏ والإيمان".


العلم والايمان- مصطفى محمود


أشهر كتبه


أشهر كتبه وقصصه: «تأملات في دنيا الله»، و«حوار مع صديقي الملحد»، و«العنكبوت»، و«رائحة الدم»، و«ألاعيب السيرك السياسي»، و«إسرائيل البداية والنهاية»، و«أكل عيش»، و«الإسلام في خندق»، و«زيارة للجنة والنار»، و«عظماء الدنيا وعظماء الآخرة»، و«عنبر 7»، و«شلة الأنس»، و«المستحيل»، و«رجل تحت الصفر».


أشهر كتب مصطفى محمود


وتعرض الدكتور مصطفى محمود للعديد من الأزمات الفكرية أشهرها:


أزمة "كتاب الشفاعة"


وتعد تلك الأزمة من أبرز الأزمات التى تعرض لها الدكتور مصطفى محمود والتي وقعت عام 2000م لتثير الكثير من الجدل حوله وحول أفكاره، وتتلّخص فكرة الكتاب في أن الشفاعة التي سوف يشفع بها رسول الله عليه الصلاة والسلام لأمته، لا يمكن أن تكون على الصورة التي نعتقدها نحن المسلمون، ويروِّج لها علماء وفقهاء الشريعة والحديث!.


إذْ الشفاعة بهذه الصورة تمثل دعوة صريحة للتواكل الممقوت شرعًا، وتدفع المسلمين إلى الركون إلى وهْم حصانة الشفاعة، التي ستتحقق لنا لمجرد الانتساب إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.


وعليه ظهر الدكتور مصطفى محمود وكأنه مُنكر لوجود الشفاعة من أساسه وانفجرت الثورة في وجهه من جميع الاتجاهات، وكثرت الردود على كتابه، حتى تجاوزت (14) كتابًا أهمها كتاب الدكتور محمد فؤاد شاكر، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة عين شمس، وقد رد على إنكار الشفاعة ردًا مفحمًا وقاسيًا للغاية.


وحاول الدكتور مصطفى محمود الصمود والانتصار لفكره، خاصة أنه لم يكن يقصد إساءة للدين الذي قضى جلّ عمره حاملًا راية الدفاع عنه، ودافع عن تصرفه بحرية الفكر والرد والاعتراف بالخطأ، إلا أن هذه الأزمة مع كبر سنه وضعف صحته أدت إلى اعتزاله الحياة الاجتماعية، فامتنع عن الكتابة إلا من مقالات بسيطة في مجلة الشباب، وجريدة الأخبار.


كتاب-الشفاعة-–-مصطفى-محمود


اتهامه بالكفر


اتهم الدكتور مصطفى محمود بالكفر ‏‏في‏ ‏نهاية‏ ‏الستينيات‏ ‏بعد‏ ‏سلسلة‏ ‏من‏ ‏المقالات،‏ ‏و‏صدور‏ ‏كتابه‏ "الله‏ ‏والإنسان" الذي‏ ‏تمت‏ ‏مصادرته‏ ‏وتقديمه‏ ‏بعدها‏ ‏للمحاكمة‏ ‏التي‏ ‏طلبها‏ ‏الرئيس‏ ‏جمال‏ ‏عبد‏ ‏الناصر‏ ‏بنفسه، ‏‏‏بناء ‏على ‏تصريح‏ ‏الأزهر‏، ‏باعتبارها‏ ‏قضية‏ ‏كفر‏، وتم مصادرة الكتاب.


وجاء رأي الرئيس أنور السادات عكس ذلك، فأبلغه عن مدى إعجابه بالكتاب وقرر إعادة طباعته وطرحه في الأسواق مرة أخرى.


وعندما‏ ‏طلبه‏ ‏السادات‏ ‏ليكلـّفه‏ ‏بمهام‏ ‏وزارة‏ ‏من‏ ‏الوزارات‏ ‏اعتذر‏ ‏قائلًا:‏ "أنا‏ ‏فشلت‏ ‏في‏ ‏إدارة‏ ‏أصغر‏ ‏مؤسسة‏ ‏وهي‏ ‏زواجي ، ‏فقد‏ ‏كنت‏ ‏مطلقًا‏ ‏لمرتين‏، فأنا‏ ‏أرفض‏ ‏السلطة‏ ‏بكل‏ ‏أشكالها".


كتاب الله والانسان -مصطفى محمود


السادات ومصطفى محمود


شربه للخمر


اعترف بشربه الخمر في مذكراته، إبان الستينيات من القرن الماضي، قائلًا: «جربت ولكن لم أستفد منها، فشربت معهم على سبيل التجربة، لأنني فى ذلك الوقت كنت فى مرحلة الشك، وتجربة كل الأشياء، ولكني أحسست أنها ليس لها طعم بالمرة، وكانت تجعل جسمى ثقيلا جدًا، وكانت سامية (زوجته الأولى) تنهاني، وتؤكد لى أنها غير مفيدة وتفسد علاقات الناس بالآخرين، ولهذا فلم أحب الخمور، ولم أعرف لها طعما بعد ذلك».


اقرأ أيضا..


برلمانية: الإهمال الطبي في "أبو الريش" فاق الحدود