دقت الساعة السابعة صباحًا، التلاميذ يسرعون بحقائبهم المدرسية للحاق بطابور الصباح والوصول في الموعد المحدد، بطونهم تبحث عن أقرب "مطعم" للحصول على "سندوتش" سريع قبل الدخول للمدرسة، وعلى بعد أمتار قليلة تقف عربات الباعة المتجولين بجميع أنواع الأطعمة، الأسعار في متناول الجميع، فالباعة يدركون إمكانيات المواطن محدود الدخل، لكن نظافة الوجبات المقدمة تبقى هي السؤال الأهم، "نشترى؟، ولا منشتريش".

بعد اندلاع ثورة 25 يناير، تسببت حالة الانفلات الأمني في ضعف الرقابة على منافذ إنتاج وبيع السلع الغذائية، مما أدى إلى تزايد عدد المصانع والشركات المنتجة للأغذية غير المرخصة وغير الخاضعة للرقابة بنسبة 80%، ما زاد من الكارثة، كما كشفت بعض التقارير الصادرة عن وزارة التموين أن هناك عددا من السلع غير خاضة للرقابة والجودة، ما أدى إلى تلاعب العديد من الأشخاص في الاتجار بالمواد الغذائية الفاسدة والمنتهية الصلاحية، إضافة إلى قيام آخرين بعدم اتخاذ الإجراءات الوقائية للحفاظ على الأطعمة من التلوث، لتبقى معها صحة "الزبون" على "كف عفريت".

فيروس سي

"صحة الطلاب واجب الجميع"، بداية يمكن أن تكون رسالة للباعة بدأ بها الدكتور محمد السيد، أخصائي الباطنة حديثه، مشيرًا إلى أن أخطار الأطعمة الموجودة على أرصفة الشوارع أمام أبواب المدارس خطر كبير على صحة الأطفال، خاصة أن العديد منهم لا يتمتعون بمناعة لمواجهة أي تلوث حتى ولو كان صغيرا.

وأضاف "السيد" في تصريح خاص لـ "دوت مصر" أن حالات التسمم التى تحدث داخل المدارس تكون معظمها الوجبات والأطعمة والسندوتشات التى يحصل عليها الطلاب من عربات الباعة الجائلين سواء قبل دخول المدرسة أو في وقت "الفسحة".

وتابع: "تسببت هذه الأطعمة في انتشار أمراض مزمنة بين الأطفال في مقتبل العمر، جاء على رأسها فيروس سي، والذي أصبح مشكلة كبيرة تواجه جميع الطلاب".

البواسير

ويرى الدكتور أمجد ممدوح، أخصائي الباطنة، أن هذه الأطعمة يتم طهيها أكثر من مرة قبل بيعها في العربات، ما ينجم عنه تكون الغازات ذات الرائحة الكريهة والتي تتسبب في الإصابة بالإمساك والبواسير.

واستطرد: "هناك أمراض أخرى لا يتم ملاحظتها سريعًا، إلا أنها تكبر وتتضحم مشاكلها مع مرور الوقت".

حدوث التسمم

وفي السياق نفسه، يقول الدكتور محمد جمعة، أخصائي طب الأطفال، أن العناية بوجبات الطلاب منذ الصغر تلعب دورًا كبيرًا على نموه خاليًا من الأمراض المزمنة ولعل معظمها تنشأ مع الطفل منذ صغره نتيجة الإهمال في تناول الأطعمة الملوثة في الشارع.

وأوضح "جمعة"، أن أطعمة الشارع تتسبب في دخول البكتيريا والملوثات التي تحويها إلى الأمعاء دون سابق إنذار، فقد تؤدى إلى زيادة نمو البكتيريا والديدان بها ما إنهاكًا للمعدة، والشعور بالغثيان، وحدوث التسمم.

اقرأ أيضًا..

صور| وثيقة تكشف طلب أوغندا الانضمام لحدود مصر

سرقة وقتل واغتصاب.. 3 أسباب وراء تحول الفرد لـ«بلطجي»