من أبو رجل مسلوخة للنداهة.. "عو الهالوين" يطارد المصريين طوال العام
الخوف من الأرواح الشريرة، الرهبة من الحسد والعفاريت، الهروب من النداهة، كلها أساطير خرافية تجري كالدم في وريد المصريين، فكم من طفل خشى النوم خوفًا من اقتحام "أمنا الغولة" لغرفته، وكم من رجلًا هاب النزول ليلًا خاشيًا من أن تندهه "النداهة" أساطير نشأنا عليها، ونضج عقلنا معها، حتى أصبحت إرثًا توارثته الأجيال فيما بينهم، ليعيش المجتمع المصري في هالوين طوال العام.
واليوم يحتفل العالم الغربي بعيد الهالوين، أو يوم الفزع والهلع كما يُطلق عليه البعض، وذلك نسبة لاعتقاد كهنة بريطانيا وأيرلندا القدماء بأنه في يوم 31 أكتوبر يستدعى إله الموت العظيم " سامان" الأرواح الشريرة للاحتفال بالخريف، واستئناف الحياة، خرافة قديمة لإخافة الناس، وخاصة الأطفال تحولت إلى عيدًا ليقوم المواطنون حتى الآن في هذا اليوم بارتداء الأزياء التنكرية، وإخافة الجيران، ويقوم البعض منهم بسرقة الأبواب وقطع الأثاث، لإقناع الناس أنها سُرقت من قِبل الأرواح الشريرة.
ومن بلاد الفرنجة لبلدنا مصر، نرصد لكم مخاوف وعادات جعلت المصريون يعيشون في الهالوين طوال العام.
أمنا الغولة وأبو رجل مسلوخة:
امرأة "منكوشة" ذات عين حمراء، ترتدي الأزياء المُمزقة، لتُخيف الأطفال الذين لا يستمعون لكلام أهلهم، وزوجها، أو أحد أقاربها "أبو رجل مسلوخة" ذلك الرجل الذي حُرقت قدميه وأصبحت مشوهة، فيخيف الأطفال ويجري خلفهم إذا لم يذاكروا دروسهم، تلك القصص والأساطير التي روتها لنا جدتنا وأمهاتنا، لنرويها نحُن لأولادنا فيُصابوا بالخوف والرُعب دومًا.
الحسد والخرزة الزرقا
الحسد أمر مذكورًا في القرآن، فكم من سٌحرة عاشوا في العصور القديمة مع الرُسل والأنبياء، وأمن بقدراتهم الشعوب، وإلى الآن ما زال المصريون يخشون من السحر، ويعتقدون أن "الخرزة الزرقاء" تُبطل مفعوله.
النداهه:
تلك المرأة الجميلة، التي تفتن بجمالها الرجال، تظهر ليلًا وسط الحقول والتِرع لتندهه على اسم رجلًا بعينه، فيهرول مُسرعًا إليها فيُصاب بالسحر أو الجنون، إذا لم يستطع قتلها أو تحمل جمالها.
رقم 13:
رُبما لم يكتف المصريون من أساطيرهم، فاتجهوا لأساطير الغرب القدمية، الخوف من رقم 13 أو الاعتقاد انه رقم "نحس" روايات قديمة انتشرت في بلاد الغرب نتيجة للعديد من القصص المُصادفة والتي حدثت في هذا اليوم، فأصبح المصريون أيضًا يُهابونه، ففي روما القديمة كانت تجتمع الساحرات في مجموعات تضم 12، أمّا الرقم 13 فكان الشيطان، كما يعتقد البعض أن آدم تناول التفاحة يوم 13، وأن قابيل قتل هابيل في هذا اليوم.
ولصدفة أخرى قد أيقن البعض إنه بالفعل رقمًا "شؤم" ففي العام 1970، انطلق "أبولو 13 وفي ثلثي المسافة إلى القمر وقع انفجار في المركبة أجبر الرواد على قطع رحلتهم في يوم 13، حتى أن أغلب الفنادق في أمريكا لا يضعون رقم 13 على الغرف، فتجدها بالترتيب التالي، غرفة رقم 12، يتبعها رقم 14.
يوم الثلاثاء:
رُبما كان لمجتمع "السوشيال ميديا" دور مهم في تسليط الضوء على هذا اليوم، ليتحول من يوم منتصف الأسبوع ليوم نحس، فتداول المنشورات والحكايات من قِبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي التي تربُط معظم الأحداث المسيئة أو المخالفة للتوقعات بيوم الثلاثاء، أيقن العديد من المصريون إنه يومًا "شؤم".
اقرأ أيضًا..
لحفلات الهالوين.. 3 أفكار لتقديم الحلويات للأطفال