رغم التحذيرات العربية.. قطر تواصل الارتماء في أحضان إيران
في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط قطر وإيران، على خلفية الأزمة الخليجية الممتدة على مدار أكثر من أربعة أشهر، وتعنت الدوحة إزاء المطالب العربية الرامية إلي تغيير نهج سياستها الداعم للإرهاب، أعلن وزير الطرق وبناء المدن الايراني، عباس آخوندي، اعتزام طهران تشكيل لجنة مشتركة للتعاون التجاري مع الإمارة الخليجية، خاصة في مجالي الشحن الجوي والبحري.
وفي التفاصيل، نقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية عن آخوندي،- بعد اجتماع له بوزير النقل القطري، جاسم بن سيف السليطي، في طهران اليوم الإثنين، قوله: "ندرس تشكيل لجنة تعاون مشتركة، تبحث على المدى القصير، توسيع أوجه الاستفادة من امكانيات البلدين".
طيران وشحن جوي
وأوضح أنه أجرى مباحثات وصفها بـ"الممتازة"، مع ضيفه القطري بمجال الشحن والنقل والمواصلات، تصدرتها بحث التعاون بمجالات الشحن والنقل البحري، مشيرا إلى أن "الاجتماع تطرق الى إمكانية تأسيس شركات في المناطق الحرة، وخارجها تنشط بالمجال التجاري بين الجانبين". على حد قوله.
وأكد الوزير الإيراني أن "المناقشات تمحورت أيضًا حول تعاون شركات خطوط الطيران القطرية والايرانية". ومن جهته أكد وزير النقل القطري، جاسم بن سيف السليطي، أن "الاجتماع تتطرق للتعاون التجاري والعقود المبرمة بين البلدين والشحن والنقل الجوي والبحري".
وبشأن العلاقات القائمة بين النظامين الإيراني والقطري، أعرب السليطي عن "تأكيده بتواصل وعدم محدودية التعاون الاستثماري والتجاري لبلاده مع ايران". والتي وصفها مراقبون للشأن الإيراني في تصريحات سابقة لـ "دوت خليج"، بأنها ليست دعمًا، إنما تسهيلات من جانب إيران.
العلاقات الإيرانية القطرية، أكد عليها تميم بن حمد، أمير قطر في مقابلة أجراها عبر شاشة قناة "سي بي أس" مع الإعلامي الأمريكي، شارلي روز مبرراً استمراره في رفض مطالب دول المقاطعة العربية لفك تحالفه مع إيران، والتخلي عن نهج التحريض والرعاية الإعلامية للإرهاب الذي تتولاه الجزيرة ، بقوله: "هذه مسألة سيادة ، واصفًا إيران أنها "دولة جوار"، ونهج الجزيرة بأنه حرية رأي".
الجزيرة
وعقب تصريحات لوزير الخارجية البحريني - في تغريدات عبر حسابه بموقع "تويتر" - أن البحرين لن تحضر قمة "وتجلس فيها مع قطر وهي التي تتقرب من إيران يومًا بعد يوم، وتحضر القوات الأجنبية، وهي خطوات خطيرة على أمن دول مجلس التعاون"، ألقي مدير مكتب فضائية "الجزيرة" القطرية بطهران، عبد القادر فايز محاضرة على هامش معرض "الصحف ووكالات الأنباء"، المقام في إيران، محاولًا خلالها الترويج لمصطلحات مثل "الانسانية، والمهنية الإعلامية في وقت الأزمات والحروب"، بينما تغيب عن مؤسسته القطرية أدني معايير مواثيق العمل الإعلامي المهني.
لوبي إعلامي
تصريحات فايز لا تأتي بعيداً التقارب الإعلامي بين الدوحة وطهران، والذي بات أشبه بـ "اللوبي"، لا سيما بعد إعلان وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أنها ستفتتح مكتبًا لها في العاصمة القطرية الدوحة.
جاء ذلك خلال اجتماع للحكومة الإيرانية برئاسة الرئيس حسن روحاني، حسبما ذكرت الوكالة، منتصف أكتوبر الحالي، وكانت قطر أعادت سفيرها إلى طهران في أغسطس الماضي، بعدما تم سحبه في يناير من العام الماضي، عندما قطعت السعودية العلاقات مع طهران إثر إندلاع أزمة دبلوماسية بينهما.
آخر أشكال التعاون الإيراني القطري جاء نهاية يوليو الماضي، بإعلان وكالة الأنباء الإيرانية، إرنا، تباحثها مع الجزيرة القطرية بهدف تعزيز العلاقات الإعلامية بينهما، ومن الوارد أن تكون هذه الخطوة تمهيدًا للوبي إعلامي معادٍ لمصالح الدول العربية، في ظل استمرار النهج الإعلامي المشترك في الاساءة والهجوم على الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.
جدير بالذكر، أن مدير عام وكالةالأنباء الإيرانية "ارنا"، محمد خدادي، التقي حينها بمدير عام قناة الجزيرة القطرية، مصطفي سواق في الدوحة؛ لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك.
اقرأ أيضًا..
بعد تعاون الجزيرة وارنا.. هل تخطط قطر وإيران لـ "لوبي إعلامي"؟
وكالة الأنباء الإيرانية تدشن مقرًا لها في الدوحة
خاص| باحث في الشأن الإيراني: تسهيلات إيران لقطر "باهظة الثمن"