التوقيت السبت، 02 نوفمبر 2024
التوقيت 05:23 م , بتوقيت القاهرة

هل تسعى قطر إلى توريط الإدارة الأمريكية وتغيير بوصلتها عن محاربة الإرهاب ؟

ظهر أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في وقت باكر من صباح اليوم الأثنين عبر شاشة القناة الأمريكية الشهيرة CBS مع الإعلامي، شارلي روز، مدافعًا عن نفسه ونظامه الذي ورط بلاده في دعم وتمويل الإرهاب، ما أساء إلى سمعتها أمام العالم.


الأمير القطري حاول خلال حواره إنكار ما تسبب به تنظيم الحمدين – حكومة قطر – في فوضى بمنطقة الشرق الأوسط، وتهديد سياساته ونظامه لأمن المنطقة. كما استمر "تميم" عاكسًا سياسات تنظيم الحمدين بالتوجه إلى الغرب، ولاسيما الولايات المتحدة الأمريكية دون النظر إلى الدور الكويتي، ووساطة الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح منذ بداية الأزمة القطرية.


اقرأ أيضًا : فيديو| «راحت عليه».. حوار أمير قطر مع شارلي روز طموحات «كنستها» الأيام


وبدلًا من أن يتوجه إلى التهدئة مع الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، ولاسيما أشقاءه من دول الخليج؛ اتجه إلى إعلان معاداتهم والتعنت تجاه المطالب العربية التي من شأنها إحتواء الورطة القطرية، مهددًا بعلاقات نظامه مع النظام الأمريكي، مشيرًا إلى قاعدة "العديد" العسكرية الأمريكية المتواجدة على أرض الدوحة، لافتًا إلى أن تنظيم الحمدين لم يفعل شيئًا إلا بموافقة أمريكا على مدار سنوات طويلة، وأن تواجد مكتب لطالبان بالدوحة كان بناءًا على طلب الإدارة الأمريكية.


أيضًا حاول "تميم" المراوغة عند نقله لما قاله له الرئيس الأمريكي أثناء لقاءه في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، قائلًا "ترامب أبلغني لن أقبل أن يتشاجر أصدقائي فيما بينهم"، متناسيًا أن "ترامب" أكد عبر 4 مواقف تمت في سبتمبر الماضي على محاربة الإرهاب وتنفيذ مخرجات قمة الرياض التي عقدت في مايو الماضي عند التفاوض حول أزمة قطر، من خلال تواصله مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو الأمر ذاته الذي أكد عليه خلال لقاءه الرئيس عبدالفتاح السيسي في نيويورك، حتى عند استقباله لأمير الكويت، أعلن "ترامب" على دعمه للوساطة الكويتية ولكن في ضوء نتائج قمة الرياض.


ترامب


الجدير بالذكر أن ذلك الحوار الذي أجراه الأمير القطري، ليبث عبر القناة الأمريكية الشهيرة، تم تصويره على أراضي الدوحة، حيث توجه "روز" إليها في بداية أكتوبر الجاري للقاء "تميم" وإجراء الحوار معه، وذلك على عكس عادة الإعلامي الأمريكي الشهير، في استقبال ضيوفه أثناء تواجدهم في الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة أن أمير قطر كان في نيويورك قبل اللقاء بأسابيع قليلة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ72. وأتي ذلك الأمر وسط أحاديث البعض حول أنه كان لقاءًا مدفوع الأجر.


شارلي روز في الجامعة الأمريكية في قطر


ولكن ربما أنه ليس مدفوع الأجر بشكل مباشر، فهو أتي في إطار شراكات قطرية إعلامية في مجال التعليم والإعلام، حيث تم اللقاء في استديوهات الجامعة الأمريكية في قطر، والتي اصطحب "تميم" "روز" لها في جولة في أرجاءها، كونها واحدة من الأماكن الأمريكية التي تساهم قطر في تمويلها؛ ففي أغسطس الماضي كشفت صحيفة "صنداى تليجراف" عن تمويل قطر لجامعات ومدارس أمريكية وبريطانية، في أنحاء عدة، ما أثار قلق عدد من النواب والمسؤولين أمريكيين وبريطانيين.


شراكات


وكانت المستشارة الإعلامية والثقافية والتعليمية في السفارة الأمريكية، جولي عيده، أكدت في عام 2014 بحسب "الشرق" القطرية، على حرص الولايات المتحدة الأمريكية على تعزيز العلاقات مع قطر في المجال الثقافي والتعليمي، معلنة أن هناك 6 جامعات أمريكية بالمدينة التعليمية في قطر، إلى جانب إنشاء الشبكة الأولى لخريجي قطر من الجانعات الأمريكية، لافتة إلى أنه تم انشاءها تقديرًا لمساهمات العديد من خريجي أمريكا في تحسين العلاقات بين قطر والولايات المتحدة، ولتوفير منصة لتعزيز الحوار بين الأمريكيين والقطريين.


عن جامعات امريكا في قطر


وتزامنًا مع بث ذلك اللقاء، نشرت بوابة "الشرق" القطرية اليوم الأثنين تقريرًا بعنوان "الفخ.. مفاجأة جديدة في قضية قرصنة قنا"، لم يضف جديدًا يبرئ الأمير القطري من تصريحاته التي أدلى بها وتسببت في تصاعد الأزمة بين قطر وأشقاءها من دول الجوار، ولكن بدا التركيز عبر التقرير على الفكرة التي يحاول تنظيم الحمدين العمل عليها كمحاولة للوقيعة في العلاقات بين دول الخليج والإدارة الأمريكية بأن مقاطعة قطر تهدف إلى ايقاع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب فيما أسماه التقرير القطري "فخ".  


مانشيت الشرق القطرية


ويبدو مما سبق ذكره أن تنظيم الحمدين يلجأ إلى الخارج بعد أن فشل في تقليب دول الجوار بعضها على بعض، محاولًا توريط الإدارة الأمريكية في مواجهة أصدقاءها وحلفاءها من دول الخليج وغيرها من الدول العربية، حتى يمكنه الإستمرار في نهجه وممارساته الداعمة للإرهاب في المنطقة ولاسيما العالم.


وعن مزاعم "تميم" بأن بلاده لا ترعى الإرهاب، مستندًا على توقيع اتفاقية وقف تمويل الإرهاب بين بلاده والولايات المتحدة الأمريكية، يرى الكاتب الأمريكي ريتشارد مينيتر، في مقال نشر له بمجلة "فوربس" الأمريكية، أن انهاء الأزمة القطرية استنادًا على تلك الإتفاقية لن يؤدي إلى أى تغيير في السياسات القطرية، مستشهدًا بما حدث من قبل في 2014 ، حينما قامت دول الخليج بسحب سفرائها من قطر، بينما أعادتها بمجرد توقيع قطر على اتفاقية الرياض التي تقوم على توقف الدوحة عن سياساتها ودعمها لزعزعة الإستقرار في المنطقة، مؤكدًا أن هناك حاجة لتنازلات أكبر من قبل الدوحة، مؤيدًا استمرار امتناع الطرف الأمريكي عن التدخل في الأزمة الخليجية بشكل مباشر.


ويذكر أن وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، صرح على هامش زيارته للسعودية وحضوره اجتماعات مجلس التنسيق السعودي العراقي خلال الأسبوع الماضي، لـ"بلومبرج"، قائلًا: "لا توجد أي مؤشرات لاستعداد أطراف الأزمة للحوار فيما بينهم، لذا لا يمكننا فرض حوار على أشخاص ليسوا مستعدين للحديث".


وكانت الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت في 5 يونيو الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر إثر ثبوت دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الإستقرار في المنطقة.


اقرأ أيضًا :


خاص| تصريحات "تميم" عبر CBS تثير الغضب الخليجي.. وخبراء: قطر «مش حتجيبها البرّ»


مغردون ينتقدون لقاء "شارلي روز" مع أمير قطر بعد تهم تمويل الإرهاب