بعد إراقة دماء الأبرياء.. كيف تسقطب الجماعات الإرهابية أعضاءها؟
تتعرض مصر منذ اندلاع ثورة الثلاثين من يونيو، إلى عمليات إرهابية ممنهجة، لبث الذعر والخوف في نفوس المصريين، مع محاولة توصيل رسائل مختلفة بأن الأمن في البلاد غير مستقر، وهو ما تفشل فيه التنظيمات الإرهابية حتى وقتنا هذا، فعلى الرغم من تنفيذ بعض الهجمات التي استشهد فيها عدد كبير من رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل إلا أن ذلك لم يزد المصريين إلا عزيمة وإرادة في التصدي للإرهاب بكافة أشكاله.
وفي إحصائية أعدتها وكالة "سي إن إن" الإخبارية أوضحت أن عدد العمليات الإرهابية التي شهدها مصر عام 2016 بلغت نحو 199 عملية، ويلاحظ أن العمليات الإرهابية قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا خلال الربع الأخير من عام 2016 (أكتوبر – نوفمبر – ديسمبر) بواقع 104 عمليات إرهابية، حيث شهد شهر أكتوبر 2016 وقوع (53 عملية) وهو الشهر الأعلى في عدد العمليات خلال عام 2016، كما لوحظ استهداف الجماعات الإرهابية لطبقة الشباب واللعب بكافة الأشكال والطرق لاستقطابه، ليكون ضمن أعضاء الجماعة المتطرفة، وذلك من خلال طرق تسكلها هذه الجماعات المتطرفة نستعرضها خلال السطور التالية.
الانتماء إلى كيان
يقول اللواء محمد مكرم، الخبير الأمني، إن الجماعات الإرهابية تعمل جاهدة على إشعار الشاب بأنه ينتمي إلى كيان أو فكرة أو جماعة، وغرس الشعور عندهم بأنهم جزء من كيان له رسالة سامية تتمثل بإعادة أمجاد الأمة التي حكمت العالم من المحيط إلى الصين يومًا ما، مع توفر المساندة الاجتماعية والعاطفية والمادية أيضًا، ما يجعلهم يشعرون بأنهم في "ملكوت تاني".
وأضاف "مكرم" في تصريح خاص لـ "دوت مصر": أن توفير مناخ مهيأ للشاب بكافة النواحي يجعله لا يفكر سوى في حالة الترف والحياة الأفضل التى يعيشها معهم، وهو ما يجعله يتمادى في إراقة الدماء وإطاعة الأوامر.
المهملين أسريًا ومحدودي الدخل
ويرى الدكتور محمد مهنى، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الإسكندرية، أن أطفال الشارع والمهملين أسريًا تكون الفئة الأكبر التي تلعب عليها التنظيمات الإرهابية، فهذه الطبقة لا يسأل عنها أحد، كما تعاني من افتقار في الخدمات والماديات وكافة مستويات المعيشة، ما يجعل أقل اهتمام يحقق مكاسب سريعة للإرهابين.
وتابع "مهنى": اللعب أيضًا على قلة الدخل والحاجة للمال تعد سبب كفيل لانضمام الشاب إلى جماعة إرهابية خاصة وأن الشباب يبحثون اليوم عن رواتب كبيرة وبدون مجهود، كما يشترط البعض رواتب بعينها وهو ما ليس متوافرًا في سوق العمل.
عوامل نفسية ودينية
وفي السياق نفسه، أكد الدكتور محمد مدكور، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الوادي الجديد، أن الجماعات المتطرفة تمتلك محترفين يلعبون على الشق النفسي للشباب، وبالأخص من يعانون من تأثيرات اجتماعية مثل التشتت العائلي كاليتم والطلاق وضعف العلاقات الاجتماعية والانحراف بالإضافة إلى في ضعاف الثقافة الدينية، ما يجعل الشق النفسي عند عدد كبير منهار.
اقرأ أيضًا..
بعد وصولهم لـ18 مليون شخص.. لماذا ترتفع معدلات الأمية ؟