قد يتوقع البعض أن احتفال روسيا بالذكرى المئوية للثورة البلشفية سيكون حدثا شعبيا يعيد ذكرى لينين وقادة الاتحاد السوفيتي، ولكن على أرض الواقع فإن 6% فقط هم من عبروا عن فخرهم بالثورة الحمراء، لدرجة أنه لم تعد هناك فكرة واضحة عما سيفعله الكرملين في هذه المناسبة.

راسبوتين وليس لينين

بحسب موقع "ديلي بيست" فإن هناك نوعا من الحنين لذكرى روسيا القيصرية وليس السوفيتية، بل إن شخصية مثل راسبوتين أصبحت محل التركيز بين الروس بدلا من لينين.

وبعض المتدينين الروس يريدون تخليد الراهب المثير للجدل ومنحه مكانة القديس باعتباره صديقا لأخر القياصرة نيكولاس الثاني الذي نصبته الكنيسة الروسية هو وعائلته كشهداء.

كما تجدر الإشارة إلى أن المؤرخين الروس حاليا يعتبرون الأمير فيليكس يوسوبوف الذي يقف وراء اغتيال راسبوتين.. هو من يتحمل اللوم فيما جرى من مذابح بحق الملايين في الثورة البلشفية وأن اغتيال الراهب المقرب من العائلة القيصرية قبل شهور من ثورة لينين تسبب في إضعاف الحالة المعنوية للقيصر الذي ربما تصرف بشكل أفضل.

وهناك من قال أيضا من المؤرخين إن "راسبوتين.. هو أول ضحية بين ملايين قضوا في الثورة البلشفية" التي اعتبروها انقلابا من لينين على الحكم.

فلاديمير بوتين الحذر

وبحسب صحيفة "ديلي اكسبريس" البريطانية فإن الكرملين حاليا يتصرف بحالة من الحذر تجاه التاريخ الروسي حيث الرئيس فلاديمير بوتين يلقبه البعض بقيصر روسيا الجديد بينما هو نفسه يظل معجبا بالعهد السوفيتي الذي تربى فيه.

ومع تطلعات بوتين في الانتخابات الرئاسية عام 2018 من المستبعد أن يدلي بأي تصريح يثير الانقسام حول ملف يختلف حوله الروس بهذا الشكل.

احتفالات صامتة

ويقول المؤرخ جون لويس ستامبل إنه لا يوجد ما يدعو للاحتفال في الذكرى المئوية للثورة الحمراء التي جلبت الشيوعية لروسيا، فالنظام الحالي رأسمالي لحد كبير.

وحتى بوتين نفسه يقف على الحياد فهو أعلن من قبل أن سقوط الاتحاد السوفيتي كان من أكبر الكوارث في القرن العشرين، ولكنه من جهة أخرى يحافظ على مظاهر التدين المسيحي الأرثوذكسي وعلاقته قوية للغاية بالبطريرك كيريل الأول رأس الكنيسة الروسية والذي قال عن بوتين في إحدى المناسبات أن الله أرسله لحماية البلاد.

اقرأ أيضا..

صور| قصر ماساندرا.. تحفة قياصرة روسيا في القرم

القديس بوتين.. تعرف على الطائفة التي تعبد الرئيس الروسي