بورما ليست الأولى.. الأقليات المسلمة تواجه الاضطهاد الديني حول العالم
مع تصاعد العنف ضد الإسلام بسبب انتشار التنظيمات الإرهابية، بدأت حملة مضادة ضد الأقليات المسلمة في عددٍ من بلدان العالم، كان أشهرها تلك المجازر التي تتعرض لها الأقلية المسلمة من الروهينجا في ميانمار، والتي انعكست سلبًا على أوضاع المسلمين، لتمتد العدوى إلى عددٍ كبيرٍ من الدول الكبرى، التي واجهت المسملين بالقتل والتهجير أو تنازلهم عن الهوية مقابل البقاء، لتندرج جميع تلك الإجراءات تحت العنصرية التي لا تخلو من تبادل العنف وتصاعد المواجهة، وفي هذا التقرير نستعرض أبرز الأزمات التي تتعرض لها الأقليات المسلمة حول العالم:
الروهينجا في ميانمار
يواجه مسملو الروهينجا اضطهادًا كبيرًا من حكومة ميانمار، التي تقوم بمجازر يومية تجاه المسلمين، دفعت عددًا كبيرًا منهم إلى التهجير، وأكد تصنيف لجنة الولايات المتحدة للحرية الدينية الصادر عام 2017، أن ميانمار تشهد أكثر المناطق الملتهبة التي تزخر بالإضطهاد الديني من قِبل البوذيين، ما دفع إلى تهجير ما يقرب من 400 ألف شخص إلى بنجلاديش، بالإضافة لمئات القتلى والمنازل التي أُحرقت.
اندلعت الأزمة في ميانمار، بعد سقوط الحكم العسكري الذي كان يؤيده المسلمون، ليندلع بعده العنف بين المسلمين والبوذيين، وفي عام 2012 بدأت الأزمة تتفاقم، لتشهد تحولًا خطيرًا في أكتوبر2016، مع قيام مجموعة من المتمردين بسلسلة هجمات في ولاية راخين نتج عنها مقتل 9 ضباط شرطة.
وردًا على ذلك، قام الجيش والشرطة بالرد بعملية تطهير شاملة، وقطعا المساعدات الإنسانية ومنعا وصول المؤسسات الإعلامية المستقلة إلى ولاية راخين.
الأويغور في الصين
تتعرض أقلية الأيغورالمسلمة في الصين إلى عددٍ كبيرٍ من وسائل القمع التي تفرضها الحكومة الصينية على المسلمين، بزعم مكافحة التطرف الديني، ويواجه ما يقرب من 10 ملايين مسلم يعيشون في إقليم"الإيغور" بحكم ذاتي في شمال غرب الصين، القمع، وتفرض عليهم السلطات تدابير مشددة، إذ تعتبرهم مذنبين إذا قاموا "بنشاطات دينية غير قانونية"، ومنها الصلاة أو امتلاك مواد دينية، كالقرآن في المنزل.
وتشمل القيود المفروضة على المسلمين في الإقليم منع إطلاق اللحى وارتداء النقاب في الأماكن العامة، ومعاقبة من يرفض مشاهدة التلفزيون الرسمي، وقامت السلطات الصينية مؤخرًا بسحب جميع المصاحف وسجاجيد الصلاة أو غيرها من المتعلقات الدينية، وإلا سيواجه رافضو تلك الإجراءات "عقوبة"، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة الإندبندنت البريطانية عن مصادر إيغورية بالمنفى.
وفي يوليو 2016، فرضت السلطات تدبيرًا جديدًا أضيف إلى قانون صدر قبله بسبعة أشهر تحت مسمى "مكافحة الإرهاب"، يحتوي على تعريفات غامضة للتطرف الديني والإرهاب، وتستخدمه الحكومة بشكل روتيني لاستهداف حريات الأويغور وتعبيرهم السلمي عن الدين، مثل تسجيل أسمائهم للذهاب إلى المساجد والحصول على تصريحات للتنقل بين القرى.
مسلمو جمهورية إفريقيا الوسطى
يتعرض مسلمو جمهورية إفريقيا الوسطى إلى العنف والاضطهاد من الميلشيات المسلحة المعروفة بـ" أنتي بالاكا"، والذين نفذوا أعمال عنف كبيرة ضد المسلمين، ما ساهم في إجبار العديد منهم على التهجير، رغم أن الديانة الإسلامية تشكل ثان أكبر الديانات في إفريقيا، واندلعت الأزمة تجاه المسلمين في عام 2013، الذي رافق انقلاب المسلمين في عام 2013، عندما انقلبت أربع ميليشيات مسلمة (سيليكا) لإسقاط الحكومة، وتمكنت من خلع الرئيس فرانسوا بوزيزي، ثم أعلنت قائد السيليكا، مايكل دجوتوديا رئيسًا للبلاد، في ظل إدانات دولية.
وفي يونيو 2013، تمكن بوزيزي ودائرته الخاصة والجيش المنحل، من تجنيد ميليشيات مضادة مسيحية (أنتي بالاكا)، وبعد شهرين، اندلعت أعمال القتال بين الطرفين، وتصاعدت بشكل مأساوي حينما هاجمت القوات المسيحية ضواحي المسلمين في العاصمة بانغي، لتنزلق الحرب نحو استهداف المدنيين على أساس الهوية الدينية، لتقوم بعددٍ من المجازر التي تندرج تحت التطهير الديني، ليُخيروا بين الموت أو التهجير، ولم تسلم المساجد من هذا العنف، حيث دمرت الميلشيات ما يقرب من 417 مسجدًا من أصل 436.
مسلمو جنوب تايلاند
ومنذ عام 2004، تضاعف الصراع الانفصالي في المنطقة وقمعت تحركات الجماعات المتمردة التي تصنفها السلطة المركزية بالإرهابية. ووصل ضحايا هذا العنف اليوم إلى الآلاف، كما تعيش قرى الصيادين تحت تهديد المذابح.
اقرأ أيضًا