التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 09:34 م , بتوقيت القاهرة

بـ"التحريض على قتل العلماء".. "داعش" يحاول التغطية على هزائمه

سلط تنظيم "داعش" شذوذه الفكري على علماء المسلمين، كلما اشتدت هزائمه في المعارك التي تدور لضرب معاقله في سوريا والعراق، ليقود مقصلة التحريض على القتل والاغتيال على عدد كبير منهم، وهو ما انعكس بدوره على إصداراته المرئية التي حولها إلى منابر لإطلاق السهام على العلماء دون تفرقة أو احترام لقامة.


وارتبط هذا الهجوم بأي خطوة يقدم عليها العلماء لمهاجمة أنصار التنظيم، وتحريمه للقتل والردة اتجاه المسلمين، والتي حولها"داعش" إلى نغمة في فمه دون ضوابط، ومع كل خطوة للإصلاح من جانب علماء المسلمين للقضاء على التطرف ومقاومة أفكار"داعش"، يكشرالآخير عن أنيابه، ويطلق سهام هجومه عليه في إصداراته المرئية.


داعش1


مهاجمة الدعاة السعوديين


والتى آخرها ذلك الإصدار الذى أصدره أمس وحمل عنوان "في بطونهم نار"، والذى هاجم فيه عدد من الدعاة السعوديين من المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، واللذين تم إلقاء القبض عليهم مؤخرا ضمن الخلية التي كشف عنها أمن الدولة السعودي. وكان على رأس من هاجمهم تنظيم داعش الإرهابي في هذا الإصدار الداعية الإخواني سلمان العودة، والداعية محمد العريقي، والداعية غرم البيشي، وسعد البريك.


والمتابع للإصدارات التى يطلقها "داعش" لا يجدها فقط تقتصر على الخصوم، ولكنها امتدت إلى عددا كبيرا من العلماء اللذين لم يتورطوا فى عمليات إرهابية بل قاوموا الفكر المتطرف وتصدوا لنهج "داعش" فى نشر الإرهاب، وهو ما ظهر جليا فى مجمل الإصدارات المرئية التى روجها "داعش" عبر منابره الإعلامية، والتى إستهدفت العلماء، وكان أبرز هؤلاء العلماء اللذين تم مهاجمتهم من قبل "داعش" مفتى السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الذى هاجم التنظيم، ودعا إلى "تحريم الخروج إلى مناطق الصراع والفتنة، ونبّهت صاحبه من مغبّة فعله، ووقوعه فيما لا تحمد عقباه"،


ولم يكن مفتي السعودية هو فقط المستهدف من الهجوم بل سبقه عددا من العلماء فى مقدمتهم"الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ"، و"الشيخ عبدالرحمن السديس"، الرئيس العام لشؤون الحرمين الشريفين، و"الشيخ سعد الشثري، وصالح المغامسي، وعائض القرني، وسلمان العودة، ومحمد العريفي" بالإضافة إلى الداعية "عادل الكلباني، وعبدالله المطلق، ومحمد السعيدي، وسعيد بن مسفر، وعوض القرني، وسليمان الماجد، وعبدالعزيز الفوزان"،


أحمد عطا


فضح "الخلافة المزعومة"


ولم يسلم علماء الأزهر من قائمة الهجوم والتهديدات بالقتل حيث شن من قبل إصدارا مرئيا دعا فيه للتحريض على اغتيال الدكتور أحمد جمعة، مفتى الجمهورية الأسبق، عندما هاجم فكرة "الخلافة المزعومة"، قائلا:"الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأمر بتأسيس الخلافة الإسلامية مرة أخرى إذا سقطت، وإنما أمر المسلم بالجلوس في بيته واعتزال كافة الجماعات"


ويحلل أحمد عطا، الباحث فى الحركات الإسلامية، ظاهرة التعدى على العلماء المسلمين من قبل "داعش"، مؤكدا أن أسبابها ترجع الى احتقان التنظيم من قائمة العلماء التى تقف بمواجهته، لأنها تكشف عبر المناظرات الفكرية عوار التنظيم، وأن تلك الحملات نجحت فى الهجوم على  القاضى الشرعي لداعش، وهو السعودي الجنسية عبدالله المحيسني، الحاصل علي الماجستير في الفقه المقارن ودكتوراه في احكام لاجئ الحرب في الاسلام، وهي الرسالة التي اعتمد عليها المحيسني" في صناعة التنظيمات المسلحة في سوريا ، والتى ساهمت تحركاته التى قادها فى التوافق بين كافة الفصائل التكفيرية المسلحة وهو مقاتل مستقل - ولم يبايع اي فصيل مسلح ولكن كان دوره استقطاب الطلاب المستبعثين في سوريا والدفع بهم داخل التنظيمات المسلحة في سوريا -


لعبة "لي ذراع" الأحاديث النبوية


ويستطرد "عطا" أن "داعش" سيواصل قائمة الهجوم على علماء المسلمين، وتحديدا علماء السعودية خلال الفترة المقبلة، بالتزامن مع تأسيس هيئة لمراجعة الأحاديث النبوية الشريفة، والتى تعد بداية حقيقية لمحاربة التطرّف علي مستويات علمية مختلفة، مؤكدا أن تلك الخطوة ستفتح جبهة تحريض كبيرة من جانب "داعش" على علماء السعودية، لأنها ستفضح لعبة لى ذارع النصوص الدينية، التى استخدمها"داعش" فى الترويج لفكره، والتى قادت لإستقطاب عددا كبيرا من الشباب، فى الوقت الذى نجح هذا الزيف الدينى الذى يقوده "داعش" فى تواجد أكثر من 40 مركزا إسلاميا متشددا على مستوى العالم يمول من "التنظيم" منهم 19 مؤسسة دعوية تكفيرية متشددة في بريطانيا حسب آخرتقرير للأمن القومي الأمريكي لعام 2016، و10 في بلجيكا، و8 في فرنسا، وهو ما يؤكد أننا فى مواجهة مستويات مختلفة من المواجهات مع التنظيمات التكفيرية وعلي رأسهم "داعش".


اقرأ أيضًا 


السعودية تلجأ لمراقبة استخدام الأحاديث النبوية لمواجهة التطرف