تعد ظاهرة التحرش من الملفات الهامة التي تواجه المجتمع، بعد أن طالت جميع الفئات، ورغم وجود قوانين رادعة تطبق بحزم على مرتكبيها إلا أن ذلك لم يمنعهم من مواصلة نفس السلوك.

ووفقًا للتحليلات والإحصائيات الصادرة مؤخرًا من جهات عدة سواء كانت رسمية أو غير رسمية، فإن العقوبات الرادعة أثرت بشكل كبير في اختفاء بعض الوقائع، فإن إحصائية إدارة مكافحة الآداب كشفت استمرار العديد في ممارسة نفس سلوكه الخاطئ بعد أن ضبطت 45 ألفًا و230 حالة آداب، فيها 21 ألفًا و210 حالات تحرش جنسي.

المادة 306 مكرر من قانون العقوبات كشفت الجزاءات الموقعة على مرتكبي هذه الوقائع والتي تتضمن الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر مع دفع غرامة مالية لا تقل عن 33 آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأية وسيلة بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية، كما تتضمن العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف جنيها وبإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجني عليه، ما يهدد مستقبل الفاعل.

طرق التأهيل

ولأن تأهيل المدانين في هذه الوقائع فكريًا ونفسيًا أمرًا مطلوبًا، بدأ "دوت مصر" في البحث عن طرق التأهيل لهؤلاء، وكانت البداية عند الدكتور محمد مسعد، الطبيب النفسي، قائلًا: "على الشباب عدم الانسياق وراء الثقافات الغربية التي نشرها الانفتاح الكبير ومواقع الانترنت"، مشيرًا إلى أن زيادة المعرفة الثقافية بثقافة مجتمعهم وعاداتهم وتقاليدهم تحد من هذه الظاهرة السيئة تدريجيًا.

وأضاف "مسعد" في تصريح خاص لـ "دوت مصر": القرأة المستمرة في الثقافات الشرقية تؤثر بشكل إيجابي في الحد من هذه التصرفات.

مناقشة مستمرة

ويرى الدكتور أمجد عبدالمحسن، أخصائي تأهيل نفسي، أن تكون الأسر أقرب ما يمكن لأبنائها، مع ضرورة معرفة كافة تفاصيل حياتهم الشخصية، وينصح بمناقشة مستمرة بين الأباء والأبناء عن السلوكيات الصحيحة والخاطئة، وبالتالي ننشأ جيل خالي تمامًا من هذه التصرفات المسئية للمجتمع بالكامل.

تعليم أحكام الدين

ومن الناحية الدينية، أكد الدكتور أحمد سعفان، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن غرس الجوانب الدينية وتعليم الشاب منذ نشأته أحكام دينية جيدًا يمنع ظهور هذه المشاهد، لافتًا النظر إلى أن غياب الوعي الديني لدي العديد من الشباب، ما يجعلهم يرتكبون هذه الأفعال الغير لائقة.

اقرأ أيضًا..

فيديو| بسيارة 128.. حكاية عائلة مصرية أنقذت "سوري" من الموت