التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 11:52 م , بتوقيت القاهرة

نرصد صراع "نجاسة الكلاب" بين الأزهر والسلفيين والأئمة الأربعة

إذا كانت تربية الكلاب "نجسة"، فلماذا رافق أهل الكهف في معجزتهم..؟، وهل تتفق تعاليم الإسلام والرسول بالرفق بالحيوان مع الازدراء من الكلاب وتربيتهم وتحريم ملامستهم، وإن كان الكلب نجسا فلماذا ذكره القرأن ثلاث مرات في آياته؟.


كلها تساؤلات تتجدد بين العقل والفقه، كلما تصاعد الجدل بين الإفتاء والسلفيين حول تربية الكلاب، والتي حسمتها فتوى أخيرة من دار الإفتاء تقر بعدم نجاسة ملامسة الكلاب، وهى تحل تربيتها وصيدها، لتمنح مظلة الرحمة للكلاب التي تحولت على أيدي السلفيين إلى حيوان مكروه ومنبوذ في أكثر من فتوى قادها شيوخهم، ويستند السلفيون إلى الحديث الشريف الشهير، والذي يؤكد" أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة".


وفور إطلاق هذه الفتوى قامت دار الإفتاء برئاسة علي جمعة المفتي الأسبق حينها بالرد عليهم، حين قال "الملائكة تدخل المنازل حتى في وجود الكلاب" وهو ما أثار وقتها جدلا كبيرا بين الأزهريين والسلفيين ليتجدد الصراع بينهما عند كل فتوى تحل تربية الكلاب، وفى ظل هذا الجدل نرصد رأى المذاهب الأربعة تجاه تربية الكلاب.


طهارة الكلاب


أقرت كل من المالكية والظاهرية والأباظية بطهارة الكلاب منهم الحسن البصري وعروة بن الزبير ومالك بن أنس وداود والزهري والثوري والشوكاني والإمام الشافعي ابن المنذر النيسابوري وابن حزم،


كما استدل مالك وداود والزهري على طاهرة الكلب عينه وريقه بالنص القرآنى، حين قال الله عزل وجل :"يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ"، واستدل كلا من مالك وداود بهذه الآية وهم يؤكدون أنه :" لو كَانَ نَجِسًا لَأَفْسَدَ مَا صَادَهُ بِفَمِهِ، وَلَمَا وَرَدَ الشَّرْعُ بِإِبَاحَتِهِ ، فدل ذلك على طهارة ريقه"،


وفى البخاري روى عن ابن عمر أن الكلاب كانت تبول وتقبل وتدبر في مسجد الرسول، ولم يكن الرسول يرش شيئا بعد تبولها، وهو ما يستدل به على طهارة الكلب


وامتدت نظرة التقدير إلى الكلب في الحديث النبوي الشريف الذي يدفع المسلمون إلى الرحمة والرفق بالحيوان في الحديث الشريف الذي رواه عن أبى هريرة في صحيح البخاري، والذي قال أن:" رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش ، فأخذ الرجل خفه فجعل يغرف له به حتى أرواه ، فشكر الله له فأدخله الجنة/ أما اللذين أقروا بطهارة شعْر الكلب وَنجاسة رِيقه، فهم الأحناف وكذلك ابن تيمية


نجاسة الكلب


أما من قاد نجاسة الكلاب فكان الشافعية وجمهور الشيعة وكذلك رواية ضعيفة عن ابن حنبل ، وكان من أشهر العلماء اللذين قادوا لنجاسة الكلاب كل من ابن العثيمين وابن الباز، وهم يستندون إلى الحديث الشريف الذي روى عن أبى هريرة في صحيح مسلم :"طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات"، وإستدل من قادوا بنجاسة الكلاب أنه لو لم يكن نجسا لما أمر بإراقته لأنه يكون حينئذ إتلاف مال،


كما انضمت الشيعة إلى الشافعية بنجاسة الكلاب، حيث أنه مشهور بين فقهاء الشيعة الأمامية أن نجاسة الكلب عينيه، وأن كل شيء فيه نجس شعره وجلده وأظافره وفضلاته من لعاب وغيره وحجتهم.


وما يستند إليه الشيعة من تحريم من رواه الفضل أبي العباس قال أبو عبد الله" عليه السلام": "إن أصاب ثوبك من الكلب رطوبة فاغسله، وإن مسه جافا فاصبب عليه الماء، قلت: "لم صار بهذه المنزلة؟ قال: لأن النبي (صلى الله عليه والسلام) أمر بقتلها".


اقرأ أيضًا..


خلافا لما هو شائع.. دار الإفتاء: الكلاب طاهرة ولا تطرد الملائكة