التوقيت الأحد، 17 نوفمبر 2024
التوقيت 09:57 ص , بتوقيت القاهرة

بعد تهديده بإبادة الشعب القطري.. محمد المسفر يكشف تناقضات تنظيم الحمدين

جدل كبير تسبب به أحد أذرع تنظيم الحمدين - حكومة قطر - خلال الأسابيع الأخيرة بسبب تهديده لأبناء الشعب القطري بالإبادة من خلال استخدام الأسلحة الكيماوية والغاز السام.


مقال المسفر


القطريون مهددون بالإبادة


الأكاديمي الكاتب القطري، الدكتور محمد المسفر، ظهر عبر شاشة تلفزيون إمارة قطر الرسمي، لينقل رسالة تهديد "حكومة الحمدين" للقبائل القطرية التي بدأت حراكها ضد النظام القطري الحالي لمواجهة انتهاكاته وممارساته القمعية؛ بأنه في حال استمرار ذلك الحراك أو أى تهديد يمكن أن يؤثر على بقاء النظام؛ فإن الإبادة ستكون مصيرهم، قائلًا: "لو تجمع 10 أو 20 أو 50 أو 200 ألف رجل، فإن قنبلة من الغازات السامة تسحق هذه القبائل كلها بأعدادها، وتنتهي منها، فلم يعد السيف ولم يعد الحصان ولم تعد البطولة الشخصية واردة كما كان في حرب البسوس"، مضيفًا أن "... الدبابة والصواريخ بعيدة المدى والطائرات والأسلحة الكيميائية، حلت الآن محل كل النزاعات، وأنا أعتقد في مثل هذه الحالة ستستخدم جميع الأسلحة الساحقة لا سمح الله، لو تم شيء من هذا القبيل".


وحاول «المسفر» نفى ما نسب له من تصريحات، زاعمًا أنه تم اجتزاءه حتى يفهم بتلك الصيغة، في حين أن مقطع الفيديو الخاص بتصريحاته منشور وصريح، ويؤكد على ما كان يعنيه.


 





 


اعتراف بأكذوبة الحصار


ويبدو أن الأكاديمي القطري متخبطًا في آراءه، أو ربما أنه متناقضًا بسبب انصياعه لأوامر "الحمدين" دون تفكير فيما يقوله أو يكتبه؛ ففي مقال له نُشر بجريدة «الشرق» القطرية اليوم الثلاثاء، بعنوان «ثلاث محطات خليجية تستحق الإهتمام»، أخذ في استخدام مصطلح «الحصار» الذي يحاول لنظام القطري الترويج له منذ بداية الإشكالية القطرية الناجمة عن دعم الدوحة وتمويلها للإرهاب وكل ما يضر الأمن القومي للمنطقة؛ في ذات الوقت الذي أكد قلمه بأن مقاطعة قطر لا تعني حصارًا كما يذكرون، قائلًا: "أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني خرج إلى خارج حدود دولة قطر مرتين، والحصار الإقتصادي والإجتماعي والتعليمي ما برح مفروضًا على بلاده"، مشيرًا إلى الجولتين الخارجيتين التي قام بها الأمير القطري، إحداهما تجري حاليًا إلى دول جنوب شرق آسيا - ماليزيا وسنغافورة وإندونيسيا -، هذا إلى جانب زيارته للولايات المتحدة الأمريكية، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ72.


وبهذا تأتي كلمات «المسفر» لتثير الكثير من السخرية؛ فهو يتحدث عن الحصار، في حين أن أمير دولته بجولة خارجية، تعد الثانية خلال شهر، حيث تضمنت جولته الأولى كُلًا من تركيا وألمانيا وفرنسا.


اقرأ أيضًا : تعرف على حقيقة 4 مصطلحات زائفة يروج لها تنظيم الحمدين


المتاجرة بقضايا المنطقة


التناقضات كثيرة على مدار مقال «المسفر»؛ فهو يتحدث حول جولة «تميم» الحالية لدول جنوب شرق آسيا، مدعيًا أنها تهدف في الأساس للتباحث حول قضايا الخليج العربي والشرق الأوسط عامة، وبالأخص الشأن الفلسطيني وقضية الروهاينجا في ميانمار، في الوقت الذي تحتفي به الأذرع الإعلامية الشهيرة لتنظيم الحمدين عبر حساباتها  الرسمية على موقع التدوينات القصيرة، تويتر بتنفيذ ما هدفت له الزيارة في الأساس من تعاون اقتصادي وتجاري واستثمارات بمليارات الدولارات، هذا إلى جانب أن حديثه بالشأن الفلسطيني في مثل تلك الجولة، هو أمر باعث للدهشة لعدة أسباب أهمها، أن تلك الدول الآسيوية ليست ذات ثقل سياسي في القضية الفلسطينية، والأمر الأهم أن الإدارة المصرية حققت نجاحًا متقدمًا في ذلك الملف خلال الأسابيع الماضية، تكللّ بنجاح المصالحة بين حركتي فتح وحماس.   


اقرأ أيضًا : خليجيون يشيدون بدور مصر في المصالحة الفلسطينية


أيضًا لم يصبح خافيًا على أحد متاجرة قطر بقضية الروهاينجا، وخاصة بعد أن كشفت التقارير الصحفية في الأسابيع الأخيرة من سبتمبر الماضي عن ظهور سفير قطر لدى ميانمار، حسن بن محمد العمادي، مع رئيس الأركان العامة للجيش في ميانمار، ميا تون أو، ذلك الأمر الذي أثار التساؤل حول العلاقة المريبة بين تنظيم الحمدين والحكومة الميانمارية، التي تمارس أساليب قمعية تجاه الروهاينجا.



القمة الخليجية


وعلى الرغم من توجه قطر الحمدين إلى الغرب في الشهور الأولى من أزمتها، ولاسيما لولايات المتحدة الأمريكية، في تجاهل للوساطة الكويتية، وجهود أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح لدعم المصالحة بين قطر والرباعي العربي؛ إلا أن «المسفر» بارك زيارة الشيخ صباح أمس إلى المملكة العربية السعودية، متمنيًا أن تكون نجحت في جنيّ ثمار إيجابية تساهم في رأب الصدع الخليجي لافتًا إلى رغبة قطرية في المشاركة بقمة مجلس التعاون الخليجي المقررة في ديسمبر المقبل، وذلك بعد أن تم تداول الأحاديث حول سناريوهات متوقعة بتجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي، أو إلغاء القمة من الأساس بسبب عدم إستجابة طلب لمطالب الرباعي العربي، متناسيًا أن حكومة بلاده هددت سابقًا بالإنسحاب من مجلس التعاون الخليجي.


اقرأ أيضًا : خاص| الاستبعاد والتجميد.. سيناريوهات تهدد قطر في «التعاون الخليجي»


الإساءة للرباعي العربي


ولم يتوقف الأمر عند حد التناقضات بل تعمد الأكاديمي القطري في الإساءة إلى مصر ونظامها، مدعيًا أنها سببًا في فشل مرشح الدوحة في الحصول على مقعد منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة. كما أساء إلى دول الخليج متهمًا إياها بمحاولة منع زيارة «تميم» إلى ماليزيا، في الوقت الذي نقلت فيه عدة صحف خليجية، أمس الأثني، تصريحات رئيس وزراء ماليزيا، نجيب عبدالرازق بأنه أحرج الأمير تميم مؤكدًا له أن بلاده تربطها علاقات جيدة بالدول العربية، وبالأخص السعودية، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن ماليزيا لا تمتلك القدرة على القيام بدور الوسيط في الأزمة الخليجية بين قطر والرباعي العربي، مضيفًا: "زيارة تميم لن تؤثر على علاقتنا مع الدول العربية".


اقرأ أيضًا : بعد مسلسل البكاء على اليونيسكو.. ثلاثة مواقف صوتت فيها قطر ضد العرب


الوجه القبيح لإعلام قطر


كما انتقد «المسفر» المعالجة الإعلامية للرباعي العربي، متناسيًا ما يقوم به إعلام بلاده، الذي كشف عن وجهه القبيح خلال الأسابيع الأخيرة، حتى وصل الأمر به إلى التجاوز اللفظي والسباب عبر صفحات الجرائد، ولعل مقالات الكاتب القطري ربيعة بن صباح الكواري في نفس الجريدة المنشور بها مقاله؛ خير دليل.



وكانت الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت في 5 يونيو الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر، إثر ثبوت دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة. فيما يستمر تنظيم الحمدين - حكومة قطر - في تعنته تجاه قائمة المطالب الـ13 التي قدمتها الدول الأربعة، ومن شأنها احتواء وإنهاء الأزمة القطرية.