التركمان.. "ورقة تركيا" في أزمة كركوك وكردستان
في الوقت الذي تشتعل فيه أزمة "كركوك" خرجت تركيا لتؤكد دعمها للعملية العسكرية العراقية ودخول القوات العراقية للمدينة، وظهرت صور لمؤيدي دخول القوات العراقية المدينة، ولم يكن كلها من العرب بل أيضًا من التركمان أحد أهم أسباب تركيا لدعم العملية.
الوصاية التركية
في أغسطس الماضي، صرح المتحدث باسم الرئاسة التركية "إبراهيم قالِن" عن المدينة قائلا "نعم فيها الأكراد وفيها العرب أيضا إلا أن الهوية الأساسية لكركوك أنها مدينة تركمانية".
وأضاف بحسب صحيفة زمان التركية، فإن شمول المدينة في عمليات التصويت باستفتاء كردستان كان أحد أهم أسباب الغضب التركي.
وذلك لأن تركيا استغلت معاهدة 1926 لدخول معركة الموصل ضد داعش والأمراد في 2016، وهي المعاهدة التي تم توقيعها بين أنقرة وبريطانيا والعراق لتسوية النزاع حول السيادة على الموصل والتي كانت ولاية عثمانية شمال العراق.
ونصت المعاهدة على أن تتخلى أنقرة عن السيادة على المنطقة بالكامل مقابل الحصول على امتياز ضمان حماية التركمان في كركوك والموصل والسليمانية.
مرحلة استفتاء كردستان
لتركيا مصلحة مباشرة في عدم قيام دولة مستقلة للأكراد فهي تقابل بشكل مباشر ضد حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره منظمة إرهابية، وكثيرا ما نفذت غاراتها داخل الأراضي العراقية بدعوى مطاردة عناصره.
بل إن صحيفة "الجارديان" وغيرها أكدت أن السبب الأساسي للتوغل التركي في سوريا والعراق كان القتال ضد الأكراد وليس قتال داعش.
وعارضت أنقرة الاستفتاء قبل قيامه، حيث قال الرئيس التركي إن بلاده لن تسمح بإقامة "دولة إرهابية" على حدودها بحسب قناة TRT التركية.
وبعد العملية العسكرية العراقية قالت الخارجية التركية إن على إقليم كردستان "تجنب تكرار مزيد من الأخطاء" معلنة دعمها لما وصفته بفرض سيادة الدولة العراقية على كامل أراضيها.
ولذا يتضح دعم التركمان في كركوك للقوات العراقية على الرغم من أنهم ليسوا عربًا، وإن كان بعض التركمان الشيعة انضموا فعلا لمليشيات الحشد الشعبي.
بل إن النائب بالبرلمان العراقي عن كركوك شاخوان عبدالله صرح، أمس الإثنين لقناة السومرية، بأن بعض النواب التركمان كانوا السبب في العملية العسكرية وأنهم من حرض الحشد الشعبي للمشاركة في العملية، وذلك في إشارة لما نشرته قناة "سكاي نيوز" أمس حول أن القصف بين الحشد الشعبي والأكراد بدأ أصلا بتبادل إطلاق نار بين البيشمركة والفصيل التركماني بالحشد.
اقرأ أيضا
غليان كركوك.. القوات العراقية والبيشمركة تصفيان حسابات الاستفتاء