خاص| جولة "تميم" الآسيوية تؤكد على عدم الإستقرار في الداخل القطري
جولة خارجية أخرى يقوم بها أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، خارج بلاده، منذ إعلان الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية معها، تشمل ماليزيا وإندونيسيا وسنغافورة.
الأمير القطري غادر بلاده أمس الأحد، متوجهًا إلى ماليزيا كمحطة أولى لجولته الثانية، وأعلنت الصحف القطرية المحلية اليوم الأثنين عما يجمع بين البلدين من فرص استثمارية في مختلف القطاعات، بالأخص قطاع التجارة والزراعة والسياحة والخدمات، وغيرهم، في إشارة إلى تعاون بين الجانبين في المجال الإقتصادي بشكل خاص.
وعن جولات "تميم" بعد إعلان مقاطعة حكومته المتورطة في دعم الإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة، يرى الخبراء والمحللون السياسيون أن الجولة الأولى لم تكن أكثر من محاولة توطيد العلاقات مع دول أبدت تعاطفها إلى حد ما إلى موقف بلاده مع بداية تلك الإشكالية منذ يونيو الماضي، وللحفاظ أيضًا على الشراكات التجارية والإقتصادية بين الدوحة وكًلًا من ألمانيا وفرنسا، وتركيا.
أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام، الدكتور عبدالله العساف، يؤكد على أن تلك الدول التي يتجه إليها "تميم" خلال جولته الجارية ليست مؤثرة في المشهد السياسي، وأن اتجاهه إليها ما هو إلى هروب، ومحاولة إيهام المتابعون بأنه قادر على التحرك، وأن الوضع الداخلي في بلاده مستقر، والخارج يُرحب بها، موضحًا أن تلك الدول ليس لديها ما تقدمه لقطر؛ إلا إذا كان هناك نية لبيع أصول قطرية أو وجود صفقة تجارية تسمح لقطر بالحصول على الأموال بعد السحب المستمر من الإحتياطي وآثاره السلبية على التصنيف المالي لقطر".
وقال الخبير السياسي السعودي في تصريحاته لـ"دوت خليج" أن تلك الدول لن تستطع تقديم سوى الاسترخاء والمكاسب النفسية، لتنظيم الحمدين، حيث الشعور بأن لديهم حرية في الحركة، وخاصة أن الدول العظمى التي توجهت إليها الدوحة من روسيا شرقًا إلى أمريكا غربًا لم تستطع التأثير في مسار الأزمة والضغط على الرباعي العربي، وإنما اتفقت على الإجابة بنقطتين جوهريتين؛ ألا وهما: نحن ندعم الوساطة الكويتية.. والحل في الرياض فقط، في حين أن النظام القطري يتعامى عن تلك الحلول ويكابر".
وأضاف "العساف" أنه لو كان هناك رجل رشيد بدوائر صنع القرار في قطر؛ لإتخذ القرار وتوجه إلى الرياض؛ فالحل جاهز والكلفة أقل".
ويرى مدير وحدة دراسات شؤون الخليج بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور معتز سلامة، أن سلوك "تميم" وسياسته الخارجية المتبعة خلال الشهور الأخيرة، تعكس أنه محاصر عربيًا وخارجيًا، وأن المتاح أمامه من منافذ أصبح قليل جدًا، قائلًا: "خروج تميم الآن إلى الساحة الدولية، يؤكد ازدياد عزلته، كما أن الوضع الداخلي في الدوحة بدا مهددًا بالإنشقاق، ما انعكس في كلمة الأكاديمي القطري والمقرب من دوائر صنع القرار في قطر، محمد المسفر عبر التلفزيون القطري الرسمي، حيث تهديد القبائل القطرية بالإبادة بالأسلحة الكيميائية".
وأضاف "سلامة" في تصريحاته لـ"دوت خليج" أن يعتقد بأن "تميم" يحاول أن يؤكد على أن بلاده لازال لديها منافذ تتحرك تجاهها، كما أنه من المؤكد تلقيه لإشارات من تلك الدول التي يذهب إليها بأنها ليس لديها مانع من استقباله، وإقامة شراكات اقتصادية تصب في صالحها، فمن المؤكد أنه يريد الإستفادة من موانئ سنغافورة بالأخص بعد افتتاح ميناء حمد الدولي أغسطس الماضي، وبالنسبة لإندونيسيا فربما عرضت عليه القيام بدور الوسيط لحل الأزمة القطرية".
ومن جانبه قال الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني وأبحاث الشرق الأوسط، أمجد طه عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة، تويتر أن جولة "تميم" تؤكد على فشل وزارة خارجيته في الغرب، ما دفعه للتوجه شرقًا، محاولة لإنقاذ نظامه مما وصفه بـ"تسونامي اقتصادي قادم"، مضيفًا مساء أمس الأحد "نتمنى أن لا تكون جولة تميم لماليزيا وسنغافورة وإندونسيا لبيع أرض وأموال قطر، وتغيير التركيبة السكانية لأهلنا في الدوحة".
وكانت الدول الأربعة الداعية لمكافحة الإرهاب، السعودية والإمارات والبحرين ومصر أعلنت في 5 يونيو الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر إثر ثبوت دعمها وتمويلها للإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة.
اقرأ أيضًا :
إنفوجراف| خلال يومين.. صفعات تلقتها قطر
بعد التحفظ الدولي على "النووي الإيراني".. هل تواصل قطر تمسكها بإيران؟
مؤشرات على اقتراب تشكيل "حكومة قطرية في المنفى".. تعرف على التفاصيل