التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:32 م , بتوقيت القاهرة

جرائم قطر ضد "التراث".. مسلسل مستمر تشهد عليه حلب والموصل

كتبت: هناء قطب


مازالت قطر تدفع بأموالها الحرام لغسل سمعتها في المجتمع الدولي، وهو ما ظهر جليًا في محاولتها الآخيرة لشراء الأصوات لصالح مرشحها القطري، الذي يسابق فى ماراثون حصد مقعد رئاسة اليونسكو، ليحصد على 19 صوتا في الانتخابات التي تنافس فيها المرشحة مشيرة خطاب ممثلا عن مصر، وفى خطوة تعكس تناقضا كبيرا بين دور قطر في دعم الإرهاب وتدمير التراث وترشحها لمنصب خطير ممثل في اليونسكو، من المفترض أنه يحمي تراث العالم ويحافظ عليه، تتفاقم التخوفات على طاولة اليونسكو من إسناد المنصب لمن لا يستحق شرف حمل الأمانة.


وفي هذا التقرير نحاول تسليط الضوء على الكوارث التي قادتها قطر لتدمير التراث عبر دعم الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق وشتى بقاع العالم .


تدمير التراث في العراق


بصمة قطر الإرهابية المناهضة للتراث تأكدت فى دولة العراق، حيث قاد تنظيم الحميدين تمويل عددا من الجماعات الإرهابية ، وعلى رأسها "داعش" لتدمير عددا من مواقعها الأثرية ونهبها والإتجارفى بيعها لتمويل عملياته الإجرامية، وكانت من أبرز تلك المواقع التى دعمت قطر تدميرها مدينة الموصل التراثية، والتى كانت تشكل أحد معاقل تنظيم" داعش" حيث قام التنظيم بنسف جامع النورى الأثرى، بالإضافة إلى تدمير مدينة "الحضر" أثناء بقاء عناصر التنظيم بها، والتي بنيت فى القرن الثالث قبل الميلاد، وكانت تتميز بمزيج من الهندسة المعمارية اليونانية والرومانية والشرقية، ولكن فى عام 2014، جرفت داعش المدينة، ونهبتها وأتلفتها، وأضافة إلى قائمة الجرائم التراثية التى مولتها قطر تدميرها، حرق المكتبة المركزية بالموصل بالعراق فى عام 2014، وتدمير مقام النبي يونس في الموصل كما استهدفوا المعالم الأثرية القديمة.


تدمير مدينة حلب الأثرية في سوريا


أما فى سوريا ، فدعمت قطر "داعش"، الذى أقدم على تدمير مدينة "حلب" الأثرية، إحدى أكبر المدن السورية الأمر، وهو ما نجم عن مآساة انسانية وحضارية للسوريين، بالإضافة إلى تدمير ثلاثة مزارات تاريخية لشخصيات إسلامية فى مسجد عمار بن ياسر، وهو موقع للحج الشيعي، وقد تم الإبلاغ عن الأضرار التى لحقت بالمدينة القديمة التاريخية، التى كانت العاصمة العباسية بين عامى 796 و 809، وتحديدا فى المنطقة المحيطة بمتحف الرقة، الذى كان مكرسا للحفاظ على التراث الثقافى، وغيره من الكوارث فى حق الثقافة والتراث فى ليبيا ومصر .


تدمير داعش لتراث سورياتدمير داعش لتراث سوريا


حذف المسجد الأقصى من قائمة التراث الإسلامي


كما قادت قطر عبر مرشحها فى اليونسكو وعودا بحذف المسجد الأقصى من قائمة التراث الإسلامية، بعد قرار اليونسكو اعتبار المسجد الأقصى بأنه تراث إسلامى، مشيرة إلى أن المرشح القطرى نشر هذا الكلام للترويج لنفسه، وهو ما كشفت عنه الدكتورة عبلة إبراهيم مستشارة منظمة اليونسكو، فى تصريحات صحفية سابقة


قطر واسرائيل


وفي مصر تورطت قطر في الأزمة الشهيرة التي قادتها منذ سنوات عبر تقديم طلب إلى وزارة الآثار المصرية لتأجير الآثار، مقابل 200 مليار دولار، وهو ما آثار ضجة كبيرة حينها بعد أن رفضت مصر ذلك، بل شن عليها عددا من خبراء الآثار هجوما كبيرا لمنعها من إقامة مجرد معرض خارجي لعرض الآثار المصرية في قطر، وألقت تلك الأزمة بظلالها على واقع "تنظيم الحمدين" الذي عشق سرقة تراث وحضارة الغير.


وامتداد لجرائمها المتكررة للسطو على تراث الحضارة المصرية، برز دور قطر فى محاولة الاستيلاء على تمثال سخم كا "تمثال الكاتب"، والذى كان معروضا من قبل متحف إنجليزي بعد بيعه في مزاد، وبعد أن وصل السعر إلى مليون جنيه استرليني، دخلت أميرة قطرية في اللحظات الحاسمة وأشعلت المزاد، وعرضت 16 مليون جنيه استرليني ثمنا للتمثال الأثري.


اقرأ أيضا ..


المال الحرام وإسرائيل والتزوير.. ثلاثية صعود مرشح قطر بـ"اليونسكو"