التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 03:44 ص , بتوقيت القاهرة

"شيطان" مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيره على الأطفال.. بين الوقاية والعلاج

كتبت - آية فرج


تعتبر شبكات التواصل الاجتماعي أكبر وأسرع قناة اتصال لأكبر شريحة من الأشخاص في العالم، يكفى أن نعلم أن مستخدميها وصلت أعدادهم للمليارات لنعرف خطورتها وتأثيرها الكبير على المجتمع والعالم بأثره، فتعد منبرا مفتوحا للجميع وعلى كافة المستويات والمجالات المختلفة سواء سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية لنشر الأكاذيب والأفكار الغريبة عن المجتمعات الشرقية بشكل فج بضمان سهولة وصول هذه المعلموات لجميع مستخدمي هذه المواقع مهما كانت أعمارهم.


وأشار علماء وباحثون لخطورة إدمان الشباب وخاصة الأطفال لأجهزة التكنولوجيا وبصفة خاصة شبكة الإنترنت عبر الفيس بوك وغيرها من شبكات التواصل الاجتماعي لما تسببه من انعزال وانطواء وخلق هوة كبيرة بينهم وبين محيطهم الاجتماعي ، وتتكون مع استمرارية استخدامهم لها أصدقاء افتراضيين قد يكونوا مختلفين عن الحقيقة أصدقاء تتشكل سماتهم وملامحهم من الخيال .


وقد أكدت بعض الدراسات أن الإقلاع عن التدخين والمشروبات الكحولية أسهل بكثير من التخلص من إدمان الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي .


ومواقع التواصُل الاجتماعي رغم اسمها إلا أنها لا تقوي التواصل الاجتماعي بين مستخدميها أو مع الآخر كما يعتقد البعض وإن كان في الظاهر فقط ، ولكنها تجعلهم منعزلين وانطوائيين يعيشون في عالم افتراضي خيالي قد لا يطابق الواقع والحقيقة في أحيان كثيرة . وقد تؤدى بهم للتواصُل مع أشخاص وهميين فيقعون فريسة للمكر والغدر. استخدام الأطفال لشبكات التواصل الاجتماعي له آثار سلبية جسدية ونفسية واجتماعية وثقافية دون تجاهل أثارها الايجابية .


فقد لوحظ التزايد الملحوظ وبشكل سريع في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك من مختلف الفئات العمرية وخاصة بين الشباب والأعمار الصغيرة ، والمخاطر تكون كبيرة وخطيرة في عدم وجود رقابة على مواقع التواصل الاجتماعي ، أو من أولياء ألأمور على ذويهم . وقد يكون قصور أولياء الأمور لعدم ثقافة أو معرفة بالمخاطر والآثار السلبية لاستخدام هذه المواقع ، مما يتطلب ضرورة توعية وتثقيف أولياء الأمور وأطراف العملية التعليمية بمخاطر وايجابيات استخدام الشبكة العنكبوتية بشكل عام ومواقع التواصل بشكل خاص .


 


AAEAAQAAAAAAAAMEAAAAJGZiZWQwZjMwLTQ5MWItNGNmMy04ZGFhLThlYzUwNDI2MTVhMA


وهو ما يبرر ضرورة وجود القوانين التي تنظم استخدام شبكات التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتر ويوتيوب من قبل الأطفال و الناشئة دون سن الثامنة عشر، ووضع المخاطر الناجمة عن الدخول واستخدام هذه المواقع ضمن الأخطار التي قد تعترض حياة أطفالنا ، مثل الصور والألفاظ والتلميحات الخادشة للحياء العام ً، والنشرات والعبارات البذيئة .. الخ .


وتوجيه الآباء لأبنائهم وإرشادهم بالاستخدام السليم لمواقع التواصل لحمايتهم عن طريق برامج والتكنولوجيا الحديثة التي تسمح الاستخدام الآمن للإنترنت لأبنائنا وحمايتهم من مخاطره الغير الملائمة والمنتشرة بشكل كبير ، ووضع قوانين تجرم الأفعال الخاصة بإنتاج واقتناء وتوزيع المواد المخلة للآداب العامة من خلال شبكة الإنترنت باستعمال وسائل التقنية الحديثة . والعمل على نشر الوعي على مستوى المجتمع والأسرة والفرد حول كيفية الاستخدام الإيجابي للشبكات الاجتماعية وإقامة دورات تدريبية ولقاءات تناقش أخطار هذه الشبكة ، وإيجاد بدائل جاذبة وترفيهية تقلل من سطوة هذه المواقع على عقول الأطفال والشباب .


13077098_1072096796195864_8808345831853016_n


وقال  الدكتور كمال مغيث, الخبير التربوي, والباحث بالمركز القومي للبحوث التربوية  ,أن الأطفال من سن العاشرة وحتى سن الثانية عشر سنة أصبحت لديهم القدرة علي التعامل بمرونة مع هذه المواقع , ويتصفحون بسهولة,مشيراً إلي أن هذه الوسائل كما لها إيجابيات لها سلبيات .


فالآثار الإجابية ,أنها  في أبسط الأمور تساعد الطفل علي القراءة من خلال قراءة التعليقات والتواصل مع الأصدقاء، نظراً لجاذبية هذا العالم الافتراضي ,الذي يساعد الطفل على توسيع مداركه من خلال الأخبار المنشورة، والصور، والألوان والتواصل مع أناس من مختلف أنحاء العالم وبلغات متعددة.


أما الآثار السلبية فهي: أولاً التأثير علي الروابط الاجتماعية من خلال قضاء الأطفال معظم أوقاتهم علي أجهزة التليفون والتصفح عليه ,علي اختلاف الأمر في الماضي فقد كان الأطفال يقضون أوقاتهم مع العائلة والأصدقاء, أما اليوم فهو يقضيه في عالم افتراضي وهذا هو حال كل فرد في العائلة .


وأكد مغيث، أن الأمر يزداد  سوءًا خاصة إذا كانت الأسرة ذات دخل متوسط فهذا الأمر يؤدي بالطفل إلي اضطراب في الشخصية ناتج من تفاعله مع الواقع بعد اندماجه مع العالم الافتراضي, كما انه يقع ضحية العصابات والمواقع المشبوهة من خلال استغلاله بصور شتي وهذه الصور منها البيانات الشخصية من صور وغيرها, فيخضع للابتذال والتهديد. 


وفي نفس السياق قال الدكتور محمود بدوي ,رئيس الجمعية المصرية لمساعدة الأحداث وحقوق الطفل:أن الإنترنت كغيره من الوسائل سلاح ذو حدين ,ولذلك يتحتم على الأسرة فلترة المضمون الذي يقدم إلى الطفل وذلك لأن الفضاء الإكتروني مفتوح , فكما يشاهد الطفل المحتوي الجيد الذي  يشمل  المواقع التعليمية وفن التواصل ,يشاهد ايضاً المحتوي القبيح المتمثل في الأفلام الإباحية، والأفكار المتطرفة، الألفاظ الاباحية وغيرها.


ولكن المعيار هو دور  الأسرة في  عدم إنزلاق الأطفال وراء هذا المحتوي غير الجيد وذلك في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة وذلك لأن مستقبل الاطفال هو مستقبل امة باكملها.


وأفاد" بدوي " أن سبب ولع الأطفال بمواقع التواصل الإجتماعي هو عوامل الجذب التي تحويها هذه المواقع ,مؤكدا ضرورة تقليل إسخدام الأطفال لهذه المواقع وذلك بالحوار والنزول الى عالم الطفل ,وذلك لحمايته من خطر هذه المواقع حتي لايقع فريسة لها، وهنا يتطلب الأمر تعاون الأسرة والمجتمع والمدرسة معاً, في مواجهة هذه الظاهرة .


وفي سياق متصل أكد الدكتور أسامة عبد الغني، الأخصائي النفسي، علي ضرورة متابعة الأسرة للطفل ,فعند بداية ظهور التليفون كانت بعض الأسر تمنع الأطفال من استخدامه خوفا عليهم ,فيقع  علي الأسرة المتابعة غير المباشرة علي الأطفال وليس الرقابة.


وشدد عبد الغني، على ضرورة التعامل مع هذه المواقع بذكاء لأنها أصبحت أمر واقعي ,كما أنها لها فوائد كثيرة علي الأطفال وغير الأطفال، لأن الحضارة هي حضارة التواصل، وعصر المعلومات، مضيفا أن السبب وراء ذلك هو محاكاة الكبار في استخدام هذه المواقع.


وأشار الأخصائي النفسي، إلى أن هذه المواقع قد تسبب في أمراض  نفسية يعاني منها الطفل مثل التوحد,الإنطواء, العزلة الاجتماعية عن المحيطين به ,ولهذا يجب المتابعة المستمرة علي الأطفال داخل وخارج المنزل .


 


اقرأ أيضاً


محاكمة مسؤولين في وزارة الصحة بتهمة إهمال تخزين تطعيمات الاطفال


ضبط فتاه تستغل الاطفال باعمال التسول بمرور القليوبية