المال الحرام وإسرائيل والتزوير.. ثلاثية صعود مرشح قطر بـ"اليونسكو"
انتهت عملية فرز التصويت فى الجولة الأولى لانتخاب المدير الحديد لليونسكو خلفًا للبلغارية إيرينا باكوفا، منذ قليل، وقد أدلى أدلى مندوبو 58 دولة أعضاء بالمكتب التنفيذى للمنظمة بأصواتهم فى الانتخابات التى يتنافس فيها 7 مرشحين على رأسهم مرشحة مصر وأفريقيا مشيرة خطاب.
وحصلت مشير خطاب على المركز الثالث بـ11 صوتًا، بينما حصلت الفرنسية أودريه أزولاى 13صوتا، وأسهمت التربيطات القطرية الإسرائيلية في حصول القطرى حمد بن عبدالعزيز الكواري 19 صوتا، وكيان تانج من الصين على 5 أصوات.
هل تحسم الجولة الأولى الانتخابات؟
لا تعد الجولة الأولى مؤشرًا دقيقًا للنتائج المتوقعة، وإنما تكشف فقط عن شكل التربيطات السياسية بين أعضاء المجلس التنفيذى، فعلى سبيل المثال، إيرينا باكوفا المدير الحالى لليونسكو حصلت في الجولة الأولى في انتخابات 2009 على 8 أصوات بينما حصل الوزير فاروق حسنى على 22 صوتًا، وتواصل التنافس إلى أن تعادل باكوفا وحسنى في الجولة قبل الاخيرة بـ29 صوت لكلا منهما، إلى أن استطاعت باكوفا بفضل التكتل الأوروبي المدعوم من اللوبي اليهودي في حسم الانتخابات لصالحها في الجولة الخامسة والأخيرة بفارق أربعة أصوات عن المرشح المصري.
ودائما ما تمارس قطر دورا غير شريفا فى سياساتها تجاه الدول التى تتعامل معها، رغم تدخلها في الشئون الداخلية فى البلدان العربية ودعهما للإرهاب، الأمر الذى أدلى لدول الرباعى العربى مقاطتها، فسعت لاستخدام طرقها الملتوية لمعركة"اليونسكو"، وسعت بشتى الطرق للزج بمرشحها حمد الكوارى الذي لا يسجل تاريخه نقطة فى بحر مشيرة خطاب المرشحة المصرية، فلجأت لـ"المال الحرام" لتقديم الرشاوى، والتزوير، والاعتماد على تربيطاتها مع إسرائيل.
التزوير
كشفت صحيفة الليموند الفرنسية في عددها الصادر الجمعة الماضي، في تقرير تحت عنوان "اليونسكو تبحث عن مدير"، استخدام بريد إلكتروني مزور باسم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم الثقافية "اليونسكو"، وإرسال سيل من الرسائل من خلاله، لدعم المرشح القطري، حمد الكواري 69 عامًا وهو وزير سابق ودبلوماسي لرئاسة المنظمة، مسندة في ذلك إلى تقرير ترجمته الوكالة الدولية للصحافة والدراسات الاستراتيجية في باريس.
وقال التقرير، الذي نشره موقع "24"الإماراتي: "تنتهج قطر بعض الأساليب التي لا تتوافق مع تاريخ وسياسة المنظمة، مثل إرسال فيضان من الرسائل الإلكترونية على عناوين الصحفيين المعتمدين لدى المنظمة مستخدمة في ذلك عنوان إلكتروني وهمي يشير إلى أنه أحد عناوين المنظمة: "information.unesco@gmail".
وأضاف: "تفيد هذه الرسائل أن المرشح القطري قد طمأن كافة الموظفين المتضررين من الأزمات المالية التي عانت منها المنظمة مؤخراً، وأنه تمكن من إبعاد منافسيه، وأن بعض المرشحين قد انسحبوا بالفعل لصالح المرشح القطري، إضافة إلى سيل من التمجيد في مرشح الدوحة ولازالت المعركة دائرة".
الدعم الإسرائيلي
في برقية سرية نشرها موقع ويكيليكس، علل مندوب وزارة الخارجية "الإسرائيلية" لشؤون الشرق الأوسط ياكوف حاداس، العلاقات السرية التى تقوم بها قطر مع "إسرائيل" لاعتقاد الدوحة بأن تل أبيب لها تأثير على واشنطن.
وكشفت مصادر مطلعة فى تقارير إعلامية، أن حمد الكواري مرشح قطر بمنظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة "اليونسكو"، قدم ضمانات لإسرائيل بعدم تداول قضايا القدس والمسجد الأقصى في المنظمة حال فوزه في الانتخابات التي جرت اليوم لاختيار رئيس جديد لمنظمة اليونسكو.
وشددت المصادر على أن الكوارى، وعد مندوب تل أبيب في اليونسكو "كرمل كوهين" بعدم إدراج أي مشروع تصويت خاص بفلسطين أو المقدسات الإسلامية في القدس حال تم اختياره مدير عام المنظمة الأممية، حيث تم التصويت سابقا على اعتبار المسجد الأقصى كتراث إسلامي وكذلك الحرم الإبراهيمي.
وأضافت المصادر، أن "الكواري" طالب الأعضاء في المنظمة الأصدقاء لإسرائيل بالتصويت له خلال الجلسة التى ستعقد اليوم الاثنين بمقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس، وعلى خلفية التعهدات، حشدت إسرائيل علاقاتها الدولية للوقوف خلف المرشح القطري.
وجاءت الوعود القطرية بعدما أدان بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي تصويت اليونسكو الذي ينفي حق إسرائيل فى القدس، مايو الماضى، ووصفه بالسخيف.
التحالف القطري الإسرائيلي ضد مصر
ليست معركة اليونسكو فقط، من كشفت التربيطات القطرية الإسرائيلة، ففى مايو الماضى، كشفت وثائق حديثة سربها ويكيليكس، أن حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى أبلغ إسرائيل أن الدوحة تتبنى خطة لضرب استقرار مصر بعنف وأن قناة "الجزيرة" ستلعب الدور المحوري لتنفيذ هذه الخطة.
وذكرت الوثائق أن لقاء سريا جمع بين بن جاسم ومسئول "إسرائيلى" نافذ فى السلطة أبلغه فيه نيته تلك ووصف مصر بـ"الطبيب الذى لديه مريض واحد" ويجب أن يستمر مرضه، وأكد أن المريض الذي لدى مصر هو القضية الفلسطينية.
المال الحرام
تاريخ حافل من الرشاوى القطرية للجهات والأفراد لضمان استقطاب ما يحلو لها، وقد نشرت صحيفة الخليج الإماراتية، الأربعاء، 5 يوليو الماضى، تقريرًا استند إلى وثائق لموقع "ويكيليكس"، تكشف فيه جانب من سياسات السلطة في قطر لزعزعة استقرار المنطقة، والرشاوى التى دفعتها لشخصيات غربية نافذة لتسهيل تنفيذ أجندتها المدمرة.
وكشفت رسائل من البريد الإلكترونى للمرشحة الخاسرة في انتخابات الرئاسة الأمريكية هيلارى كلينتون نشرها "ويكيليكس"، عن إدراك الولايات المتحدة للعلاقة الوثيقة بين الدوحة والتنظيمات المتطرفة مثل "داعش".
كما كشفت إحدى الرسائل الإلكترونية السرية لكلينتون نشرها "ويكيليكس"، أن قطر قدمت فى 2012 هدية بقيمة مليون دولار لزوج كلينتون، الرئيس الأسبق للولايات المتحدة بمناسبة عيد ميلاده عبر مؤسسة كلينتون.
وكان جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، قد أشار إلى أن لديه 7 وثائق عن قطر نشر منها 5 وثائق، وحجب وثيقتين بعد تفاوض قطر مع إدارة الموقع الذى طلب مبالغ ضخمة حتى لا يتم النشر لما تحويه من معلومات خطيرة عن لقاءات مع مسؤولين "إسرائيليين" وأمريكيين، وأن هذه اللقاءات كلها للتحريض ضد مصر وشعبها.
اقرأ أيضًا:
"الليموند الفرنسية" تكشف تزوير قطر إيميل اليونسكو لدعم مرشحها