بعد "ثاد" و"النووي".. هل تنشغل إيران بعيدًا عن أزمة قطر؟
تواصل قطر تعنتها إزاء المطالب العربية الرامية إلي كف يدها عن دعم الإرهاب بالمنطقة، للشهر الرابع على التوالي، معلنة تحديها لموقف الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، من خلال الاستقواء بالقوى الأجنبية مثل إيران وتركيا على حساب مصالح الجوار الخليجي والعربي.
ولكن بالنظر إلي المعطيات الجديدة لطهران بالتحديد، نجد أنها في معترك أزمة تلوح في الأفق، ربما قد تدفعها للانشغال بعيدًا عن أزمة الدوحة حتى لو لفترة مؤقتة، بعدما اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة الماضي، أن إيران لم ترق إلى روح الاتفاق النووي، مضيفًا: "ستسمعون شيئًا عن إيران قريبًا"، وذلك قبل أيام من إعلانه موقفه بشأن هذا الاتفاق.
النووي
وأكد ترامب أنه أبلغ القيادات العسكرية بإعداد خيارات عسكرية حسب الحاجة، وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قد ذكرت أن ترامب يعتزم إعلان أنه لن يصدق على اتفاق إيران النووي الأسبوع المقبل، وسيقول إنه ليس في صالح الولايات المتحدة وسيحيل الملف للكونجرس للتعامل معه.
وقالت الصحيفة نقلًا عن مصادر مطلعة على استراتيجية البيت الأبيض، إن قرار الرئيس سيكون أول خطوة في عملية قد تؤدي إلى تقويض الاتفاق الموقع في 2015.
تصريحات ترامب هذه، قابلتها تعليمات أصدرها المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، بشأن استعداد بلاده للانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع الغرب.
ونقلت صحيفة "وطن امروز" التابعة للحرس الثوري الإيراني، عن مصدر مقرب من الرئيس حسن روحاني، أمس الأحد، أن "خامنئي أبلغ الحكومة بالاستعداد للإعلان عن الخروج والانسحاب من الاتفاق النووي في ظل الضغوط الأمريكية".
وقال المصدر الذي يعمل في ديوان الرئاسة الإيرانية، إن "اجتماعًا عقد مساء السبت الماضي في مكتب خامنئي مع روحاني وفريقه الدبلوماسي برئاسة وزير الخارجية محمد جواد ظريف، وأبلغهم بضرورة الاستعداد لإعلان الانسحاب من الاتفاق النووي".
وأضاف المصدر أن روحاني "أكد لخامنئي أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيعلن الخميس المقبل عدم امتثال إيران لبنود الاتفاق النووي"، موضحًا أن "الهدف من ذلك هو الضغط على إيران باتجاه القبول بإجراء مفاوضات جديدة بشأن البرنامج النووي".
ثاد
الأمر الآخر الذي ربما يعزز من كبح جماح النفوذ الإيراني بالمنطقة، ما كشفت عنه وكالة التعاون الأمني الدفاعي في البنتاجون، أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على صفقة قيمتها 15 مليار دولار لبيع نظام ثاد الدفاعي المضاد للصواريخ للسعودية، لدعم أمن المملكة والخليج في وجه التهديدات الإيرانية، التي تمتلك برنامجًا كبيرًا من الصواريخ الباليستية، والتي يعتبر برنامج ثاد أقوى رادع لها.
وذكرت الوكالة في بيان لها: "الصفقة ستدعم الأمن القومي الأمريكي ومصالح السياسة الخارجية وستدعم أمن السعودية ومنطقة الخليج، في وجه التهديدات الإيرانية وغيرها من التهديدات الإقليمية"، حسبما أفادت وكالات أنباء عالمية.
وأشارت إلى أن هذه الصفقة ستفتح الموافقة الطريق أمام السعودية لشراء 44 منصة إطلاق و360 صاروخًا ومحطات تحكم وأجهزة رادار.
وأوضح البنتاجون في بيان أول أمس السبت، أن منظومة صواريخ ثاد تُستخدم لصد أي هجمات بصواريخ باليستية، والتي تملك إيران واحدًا من أكبر برامجها في الشرق الأوسط وتعتبره إجراءً دفاعيًا ضروريًا ضد من تسميهم "أعداء".
واتفقت المملكة، الخميس الماضي، على شراء نظام إس-400 الروسي للدفاع الجوي. وشركة لوكهيد مارتن هي المتعاقد الرئيسي في نظام ثاد وتلعب شركة ريثيون دورًا مهمًا في نشر المنظومة.
اقرأ أيضًا
خاص| هل تتحول قطر إلى بوابة إيرانية للتجسس على دول الخليج؟
الأزمة الخليجية القطرية تخلق فرصًا لإيران في المنطقة
سفير إيران السابق في الدوحة يؤكد تورط قطر في دعم الإرهاب.. تعرف على التفاصيل
بعد تعاون الجزيرة وارنا.. هل تخطط قطر وإيران لـ "لوبي إعلامي"؟