بعد لهجتها الناعمة تجاه قطر.. لماذا ترفض الخارجية الأمريكية خطة ترامب؟
في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمكافحة التنظيمات الإرهابية في المنطقة، والممولين لهم، ربما يواجه الكثير من العوائق سواء من داخل إدارته أو من جانب مؤسسات أخرى في الداخل الأمريكي وعلى رأسها الكونجرس، من جراء تبني تلك المؤسسات لوجهات نظر مخالفة حول كيفية التعامل مع خطر الإرهاب والذي يمثل تهديدا صارخا لكل دول العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
بحسب تقرير نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، فإن عددا من الدبلوماسيين الأمريكيين داخل وزارة الخارجية الأمريكية أعربوا عن رفضهم لخطة ترامب التي تهدف إلى إغلاق مكتب حركة طالبان بقطر، حيث أنهم اعتبروا أن هذا القرار، إذا تم اتخاذه، سيكون خطأ كبير من قبل الرئيس الأمريكي في المرحلة الراهنة.
وكشفت الصحيفة البريطانية أن عددا من مسئولي وزارة الخارجية الأمريكية أرسلوا برقية للاحتجاج على خطة ترامب، حيث يرون أن الهدف من انشاء مكتبا لطالبان في قطر هو محاولة دمج التنظيم في مفاوضات سياسية تهدف إلى الحد من أنشطته الارهابية، وتحويلة إلى حركة سياسية معارضة خاصة وأن التهديد الذي يطال الجنود الأمريكيين العاملين في كلا من أفغانستان وباكستان لن ينتهي إلا بالانغماس في مفاوضات سياسية مع طالبان.
موقف الخارجية الأمريكية من خطة ترامب ليس بعيدا عن مواقفها السابقة من الأزمة التي تعيشها إمارة قطر منذ بداية المقاطعة العربية عليها، ففي الوقت الذي شدد فيه الرئيس الأمريكي على ضرورة أن تتوقف قطر عن دعم التنظيمات المتطرفة، اتجهت الخارجية الأمريكية نحو استخدام صياغة ناعمة في التعامل مع قطر، بل وسعى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تريلسون، خلال الجولة الخليجية التي أجراها في شهر يوليو الماضي، إلى إقناع الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب بالتصالح مع قطر دون أن تقدم أية ضمانات سوى التوقيع على اتفاقية للتوقف عن تمويل الإرهاب.
يبدو أن موقف الخارجية الأمريكية من خطة ترامب لإغلاق مكتب طالبان في الدوحة لا يتجزأ عن موقفها الناعم من قطر، خاصة وأن إغلاق مكتب التنظيم الإرهابي في الدوحة ربما لا يجد قبولا من إمارة قطر.
في تقرير سابق لها، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الرئيس الأمريكي يرغب بالفعل في إنهاء أزمة قطر، إلا أن ذلك لا يمكن أن يتم دون وجود ضمانات تقدمها قطر، موضحة أن ترامب سعى إلى إقناع الرئيس الأفغاني أشرف غاني بضرورة إغلاق مكتب طالبان في الدوحة، ولكن تبقى الكرة في ملعب قطر، لأنها صاحبة القرار النهائي حول إغلاق المكتب المشبوه أم لا.
من هنا نجد أن موافقة قطر على إغلاق مكتب طالبان في الدوحة ربما تكون ضمانة يسعى الرئيس الأمريكي للحصول عليها من الإدارة القطرية لإقناع حلفاءه العرب بأن هناك خطوات جدية تتخذها حكومة تميم للتوقف عن دعم الإرهاب، إلا أن موقف مسئولي الخارجية الأمريكية يبقى مثيرا للتساؤلات والشكوك.
إقرأ أيضا
باحث أمريكي: أما حان الوقت لوضع قطر في قائمة الدول الراعية للإرهاب