مصر تحاصر «الورم الخبيث».. تعرف على تاريخ الخلاف بين «فتح» و«حماس»
نجحت الجهود المصرية أخيراً فى حصار الورم الخبيث الذى أنهك الجسد الفلسطينى على مدى عشر سنوات من الانقسام بين حركتى فتح وحماس.
ففي خطوة مهمة تحت شعار "المصالحة الفلسطينية" وصل رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، إلى قطاع غزة، الذي تسيطر عليه حركة حماس، أمس الإثنين، وذلك لتولي حكومة الوفاق الوطني مسؤولياتها في القطاع.
ووجهت الحكومة الفلسطينية شكرها لمصر على لسان المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود، بسبب الدور الهام والتاريخى لمصر على رعايتها الاتفاق ومتابعتها ملف إنهاء الانقسام.
وكانت الإدارة المصرية قد كثفت من جهوده على مدى الأسابيع الماضية لتدخل المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية حيز التنفيذ بالفعل منذ أيام برعاية مصر إلى مرحلة جديدة.
مرت حركتي "حماس" و"فتح" بعدد كبير من محطات التعثر التي زادت الانقسام الفلسطيني، وقبل أن تعلن "حماس" موافقتها على إنهاء الانقسام والقبول بالمصالحة التي رعتها مصر، وتصدر بيانا رسميا بشأن ذلك، توضح خلالها تلبية دعوة مصر لفتح آليات جديدة حول تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاته، كانت سنوات الانقسام التي مرت بها تبتعد شيئا فشيئا لترسم في الماضي مستقبلاحزينا على كل القوى الفلسطينية التي تعرضت للضرر جراء هذا الانقسام الذي انعكس بدوره على الشعب الفلسطيني، والحركتين التي مرت بعشر سنوات طويلة من الانقسام فيما يعرف بـ"صراع الأخوة"
وفي هذا التقرير نرصد أبرز محطات الانقسام الفلسطيني الذي غزته المرجعيات الأيدولوجية والفكرية، التي صاعدت من الخلافات بينهما.
صراع الانتخابات التشريعية
فى عام 2006، خاضت "حماس" الانتخابات التشريعية، لتحصد أغلب المقاعد في المجلس التشريعي، في الوقت الذي رفضت فيه فتح خوض تلك الانتخابات، إلى جانب بقية الفصائل الفلسطينية، وهو ما فاقم من تصاعد الخلافات بينهما.
ووافقت حماس على خوض الانتخابات التشريعية التي جرت مطلع 2006، وحققت فيها مفاجأة بحصد أغلبية المقاعد في المجلس التشريعي، في المقابل رفضت حركة فتح وبقية الفصائل المشاركة في الحكومة التي شكلتها حركة حماس، برئاسة إسماعيل هنية، بدعوى "عدم الاتفاق على البرنامج السياسي"، وتضمن هذا التاريخ تراشقا سياسيا بين الحركتين ساهم فى تصاعد أزمتهما.
ديسمبر 2006
تصاعد حدة الخلافات بين الحركتين، عقب الخطاب الذى ألقاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذى دعا خلالها إلى عقد انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني كحل للخروج من الأزمة.
انقسام 2007
شهد عام 2007 بدايات الانقسام الحقيقية بين كلا من حركتي فتح وحماس، لتبدأ بعدها الاشتباكات المسلحة بين الطرفين، والتي تحولت إلى ساحة للقتال الدامي.
حوار مكة
مع تصاعد التراشق السياسى والمسلح بين الحركتين، تدخلت السعودية لإنهاء الإنقسام بين الطرفين، لتقود بعدها ما عرف بـ" حوار مكة"، والذى قاده الملك عبد الله بن عبد العزيز ليطلق مبادرة فى مكة لإنهاء الإنقسام.
ولكن بعدها تجددت الإشتباكات المسلحة بين الطرفيين فى مايرو 2007 ليستمر الصراع قائما الا أن تدخلت مصر لرعاية الحوار
الورقة المصرية
غزت الحرب التى قادتها إسرائيل على قطاع غزة، والجرائم التى ارتكبتها فى حق الفلسطينين من فرص التحاور بين كلا من فتح وحماس لإنهاس الإنقسام، وهو ما سمح بتدخل مصر لدعوة الطرفين الى الحوار، لتعرف حينها بالورقة المصرية، وعلى الرغم من قبول "فتح" بالورقة، إلا أن حماس أصرت على تعديل بعض بنودها، وهو ما ساهم فى وقف المفاوضات لعدة اشهر لتجمد الورقة المصرية
حوارات دمشق
انضمت سوريا الى قائمة الدول التى ساهمت فى إنهاء ما عرف بـ"صراع الأخوة" بين كلا من حركتى فتح وحماس، ولكنها باءت بالفشل نتيجة الصراع الذى احتد بين الطرفين على خلفية عدم اتفاقهمها على قضية الإنتخابات، التى قبت "فتح" بإجرائها أولا قبل المصالحة، فيما انحازت "حماس" للمصالحة أولا قبل الأنتخبات، وهو ما سهم فى توقف الحوار الفلسطينى برعاية سوريا.
حوار الدوحة
انضمت قطر الى قائمة الفشل الذى لازم مراحل المصالحة الفلسطينية بين كلا من حركتى فتح وحماس، باسم “إعلان الدوحة”، والذى كان ينص على تولى الرئيس محمود عباس الحكومة الانتقالية المقبلة،لكن الاتفاقية لم تجد طريقها للتطبيق فعليا.
نوفمبر 2010
عُقد لقاء بين زعماء حركة فتح وحماس في العاصمة السورية دمشق، بعد أن عاد الحراك لملف المصالحة علي إثر لقاء رئيس المخابرات المصرية الراحل، عمر سليمان، مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
2011
مع اندلاع الثورات العربية مطلع عام 2011، قادت مصر المصالحة بين كل من فتح وحماس، ليوقعا اتفاقا على إنهاء الانقسام الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تجري انتخابات خلال عام من تشكيلها، ولكن الاتفاق لم يكن له أي ترجمة على الأرض ما أدى إلى موت المصالحة.
إقرأ أيضاً :
ماذا قال رئيس وزراء فلسطين في حديثه مع عمرو أديب؟.. "رسائل بالجملة"