محلل سعودي: القاعدة التركية في قطر والصومال تهدد أمن الرياض
نشر المحلل السعودي، إبراهيم آل مرعي، تحليلًا حول موضوع القاعدة العسكرية التركية في الصومال وذلك عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، تلك القاعدة التي وضع حجر الأساس فيها مارس 2015، وتشمل 3 مدارس عسكرية ومخازن للذخيرة والسلاح، وتكلفتها 50 مليون دولار، تم افتتاح القاعدة يوم السبت 30 سبتمبر 2017، حيث أشار أن الهدف المعلن للقاعدة تدريب الجيش الصومالي وقوات الأمن، وأن تلك القاعدة هي ثاني قاعدة تركية خارج تركيا بعد قاعدتها في قطر.
واستكمل إبراهيم آل مرعي تحليله عن دور تركيا في الصومال قبل القاعدة العسكرية، فقد وظفت تركيا قوتها الناعمة وإرثها التاريخي في مقديشو بشكل مبهر، حيث إنها مهدت لتواجدها قبل إنشاء القاعدة بـ14 عامًا، ففي 2003 أعدت استراتيجية لتطوير العلاقات التركية الإفريقية، وفي 2005 حصلت تركيا منصب مراقب في الاتحاد الإفريقي، وفي 2008 حصلت تركيا على عضوية بنك التنمية الإفريقي، وفي نفس العام عُقدت قمة تركية إفريقية في اسطنبول، وفي 2010 استضافت تركيا مؤتمر اسطنبول بشأن الصومال، وفي 2012 استضافت المؤتمر الصومالي الثاني.
وعن القوة الناعمة لتركيا في الصومال، أكد المحلل السعودي أن تركيا تدفع 4 مليون دولار شهريًا للحكومة الصومالية، بالإضافة إلى عمليات إعادة الإعمار في منشآت مختلفة (مبنى البرلمان، ميناء مقديشو، المستشفى الصومالي التركي)، وتستضيف تركيا 15 ألف صومالي للدراسة بتركيا، بالإضافة إلى إنشاء مدارس تركية في الصومال، وبعد ذلك اتجهت تركيا إلى القوة الصلبة من خلال القاعدة العسكرية.
وعرض المحلل السعودي أهداف تركيا الحقيقية من وراء هذه القاعدة، أولًا: التموضع في منطقة جيواستراتيجية غاية في الخطورة والتأثيرالسياسي والعسكري والأمني والاقتصادي، ثانيًا: تقليص النفوذ والتأثير المصري في القارة الأفريقية، ثالثًا: فرض نفسها كقوة مؤثرة في المنطقة الجغرافية لدول البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن، وتحديدًا (السعودية، مصر، السودان، اليمن)، رابعًا: تسويق صناعاتها العسكرية في القارة الأفريقية، خامسًا: توظيف تواجدها في الصومال كقوة ضغط على دول البحر الأحمر وورقة تفاوض رابحة في أي ملف مع الدول العظمى المتواجدة في القرن الافريقي مثل (الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا).
وأكد إبراهيم آل مرعي أن التواجد الاقتصادي لتركيا في أي قارة حق مشروع كأي دولة في العالم، ولكن تواجدها العسكري شرق السعودية في قطر وجنوب غربها في الصومال يمثل تهديدًا للأمن القومي السعودي، حيث أشار إلى أن إرسال تركيا قواتها إلى الدوحة في بداية الأزمة القطرية، وإصرارها على إيواء ودعم تنظيم إرهابي مناوئ للمملكة ولمصر يجعل منها تهديدًا لا يمكن تجاهله.
وذكر المحلل السعودي أن المسؤولين في تركيا أكدوا أن هذه القاعدة تعتبر ضمانة لاستثمارات تركيا الحالية في إفريقيا والتي بلغت في 2015 20 مليار دولار، وستتجاوز 60 مليار في 2025، ولكنه أبدى تعجبه على أساس هل أي دولة في العالم لديها مصالح اقتصادية في دولة ما تذهب لبناء قاعدة عسكرية في هذه الدولة للحفاظ على مصالحها، وتساءل عن رد الفعل التركي لو قامت السعودية أو مصر ببناء قاعدة شمال سوريا أو غرب أرمينيا أو شمال غرب العراق، وفي النهاية أكد المحلل السعودي أن القاعدة العسكرية التركية في الصومال تمثل تهديد صريح للأمن القومي السعودي والمصري وكذلك للسودان واليمن.
اقرأ أيضًا..
من تركيا وإيران.. قطر تستعير التراث وتستضيف اليوم العالمي للسياحة