الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدم نموذجا جديدا فيما يتعلق بالنهج الازدواجي الذي يتبناه في التعامل مع مختلف قضايا المنطقة، من خلال التهديدات التي أطلقها مؤخرا بالتحرك العسكري، إذا ما أسفر الاستفتاء الذي يعقده اقليم كردستان حول الاستقلال عن الدولة العراقية.

الموقف التركي الحازم من كردستان يتعارض بصورة كبيرة مع موقفها الآخر من قرار المقاطعة الذي اتخذته الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب، والذي اعتبرته قطر حصارا يستهدف الشعب القطري.

موقف أردوغان من كردستان يأتي لشعوره بأن استقلال كردستان عن العراق سوف يمثل تهديدا صارخا للأمن القومي لبلاده، في ضوء وجود الأكراد بنسبة كبيرة في تركيا، وبالتالي فإن استقلالهم في العراق ربما يزيد نزعات الإنفصال لدى أكراد تركيا، إلا أنه في الوقت نفسه يتجاهل التهديد الذي تمثله السياسات القطرية على الأمن القومي للدول العربية.

الموقف الذي تبناه أردوغان من أكراد العراق ليس بجديد، فسبق له وأن حاصر المناطق الكردية في بلاده، بعدما تمكن حزب الشعب الكردي من تحقيق عدد كبير من المقاعد في البرلمان التركي ليعوق أردوغان من تشكيل الحكومة بمفرده، مما دفعه إلى إجراء انتخابات مبكرة، وشن هجوم عسكري على مناطق الأكراد في أوائل عام 2016، على الرغم من التداعيات الكبيرة لمثل هذا النهج على المواطن التركي، إلا أنه دائما ما يعطي الأولوية للمصالح الشخصية والحزبية على حساب المصلحة العامة.

مصلحة أردوغان وحزبه هي أيضا الدافع الرئيسي وراء اتهام الدول العربية الداعمة لمكافحة الإرهاب بحصار إمارة قطر، على غير الحقيقة، حيث أن النهج القطري يحقق مصالح تركيا في المرحلة الراهنة، في ضوء سعي تركيا إلى استخدام قطر لتوسيع نفوذها في المنطقة عبر استخدام التنظيمات الإرهابية لتحقيق مصالحها في المنطقة.

اقرأ أيضًا ..

فيديوجراف| هذا ما لا تعرفه عن استفتاء كردستان العراق

وزير خارجية تركيا: كل الخيارات مطروحة ردا على استفتاء كردستان