"بالبترول والضربات العسكرية".. هكذا تعاقب إيران وتركيا "كردستان"
بعد انتهاء التصويت على استفتاء استقلال إقليم كردستان العراقي، ووسط التصريحات القوية من جانب إيران وتركيا، نسلط الضوء على سياسة العقوبات التي تنتهجها الجارتان، للرد على الأكراد في حال إعلان قيام دولتهم.
تركيا.. الضربات العسكرية وسلاح البترول
كانت تركيا من أوائل الدول الرافضة للاستفتاء، وسارعت بإعلان ذلك على لسان رئيس الوزارء، بن علي يلدريم ووزير خارجيتها، مولود جاويش أوغلو، وخاصة الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث جاءت مجمل تصريحات الثلاثة منددة بالاستفتاء وتحذر الأكراد من وجود رد قوي في حال انفصلوا عن العراق.
الأمر لم ينته عند مجرد التصريحات، بل صعدت تركيا موقفها المعارض الثلاثاء الماضي، بعد أن صوبت مدافع الدبابات وقاذفات الصواريخ تجاه حدود كردستان الجنوبية، ثم شن الطيران التركي غارات جوية على مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني بشمال العراق، أول أمس السبت.
وعقب فتح أبواب الاقتراع، لوح أردوغان، بسلاح النفط التي يصدر الأكراد نحو 550 ألف برميل منه يوميًا، عبر أنبوب يصب في مرفأ جيهان التركي بجنوب البحر المتوسط، قائلًا:"فلنر بعد اليوم لمن سيبيع الإقليم الكردي في العراق النفط؟ الصنبور لدينا، وعندما نغلقه ينتهي الأمر"، آخر تصريحات السلطات التركية، جاءت على لسان يلدريم الذي أكد استعداد بلاده لاتخاذ الخطوات اللازمة إذا تعرضت لأي تهديد.
إيران: الأكراد مثل إسرائيل
لم تختلف إيران عن جارتها تركيا، في الإعلان المبكر عن رفض أي محاولة لاستقلال كردستان، حيث صرح رئيس الأركان العامة لقواتها المسلحة محمد باقري، في يوليو الماضي، أن "الأمر مرفوض وغير مقبول، واستجابة لمطالب الحكومة العراقية، قررت إيران أمس الأحد حظر الرحلات الجوية مع كردستان العراق.
القرار الإيراني لم يأت فقط بعد طلب من العراق، بل كانت حكومة طهران حذرت من هذه الخطوة في حال أصر الإقليم على عقد الاستفتاء، كما حذرت من إغلاق المعابر الحدودية مع كردستان العراق، واتخاذ إجراءات عقابية سياسية واقتصادية وأمنية بحق الأكراد، وفي نفس اليوم، قصفت إيران مواقع حدودية تابعة للإقليم بضربات المدفعية في قضاء جومان بشمال شرق أربيل، عاصمة كردستان.
تصريح باقري اليوم الإثنين، كشف عن رؤية نظام الرئيس حسن روحاني تجاه القضية، بعدما اتهم إسرائيل بالوقوف وراء الاستفتاء التي اعتبره "مؤامرة إسرائيلية"، مما يعني أن إيران ستتعامل مع الأكراد في حال استقلالها، بالشكل التي تتعامل به مع إسرائيل، باعتبارها عدو لها، خاصة مع خوف الدولة العبرية من نمو نفوذ طهران في المنطقة، بمشاركتها القوية في الأزمة السورية.
اقرأ أيضًا..
بسبب إيران و"داعش".. البيت الأبيض يعلن رفضه لاستفتاء كردستان