"عبيد المخابرات الدولية".. تاريخ المنظمات المشبوهة ومصادر تمويلها
يُعرف عمل المنظمات الحقوقية في مراحل تطورها التاريخي بالدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز حريته ومحاربة التمييز والعنصرية، وذلك هو الهدف الأسمى لها، ومع الوقت تحول عمل المنظمات الحقوقية في العالم إلى مصدر للكسب غير المشروع، حيث تخدم تلك المنظمات أغراض سياسية وتعمل كجواسيس للمخابرات التابعة للدول الكبرى التي تسعى للسيطرة على العالم.
ونرصد في هذا التقرير أشهر تلك المنظمات المشبوهة، وتاريخها ومصادر تمويلها، والدول التي تعمل لصالحها.
هيومان رايتس ووتش:
أنشأها في نيويورك اليهودي روبرت برينشتين، سنة 1978 م وكان يرأسها منذ إنشائها وحتى سنة 1999 م هو رئيسها الشرفي، وهو نفسه مؤسس منظمة تعزيز حقوق الانسان و رئيسها، والمدير التنفيذي لهيومان رايتس ووتش هو اليهودي الصهيوني ديفيد كيز مؤسس منتدى المنشقين ومديره، وتتحالف مع منظمة تعزيز حقوق الإنسان في رعاية المدونين في بلاد العرب والضغط على حكومات الغرب والشرق من أجل حمايتهم والدفاع عنهم أشهر منظمات حقوق الانسان في العالم.
وتعد هيومان رايتس ووتش، أكبر منظمات حقوق الإنسان وأشهرها في العالم، وتعتمد ميزانيتها على المنح والتبرعات، وأكبر ممول لها هو الملياردير الأمريكى اليهودى جورج سورس عضو مجلسها الاستشارى، وهو من أهم ممولى هيومن رايتس ووتش المنتظمين منذ تأسيسها، وآخر مبادراته فى هذا المجال تخصيص 100 مليون دولار على عشر سنوات بدءاً من 2010 كمساهمة مباشرة فى تمويل المنظمة، والذى تعتبره دوائر سياسة فى عدد كبير من الدول بأنه الذراع المالية لوكالة المخابرات الأمريكية، ويستخدم لتحقيق مصالح رايتس ووتش.
منظمة فريدوم هاوس:
كشفت وثائق "ويكليكس" عن عمليات منظمة فريدوم هاوس في تغيير الأنظمة فى أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وبتمويل وتوجيه مباشر من الكونجرس والخارجية الأمريكية.
وتأسست المنظمة، فى أكتوبر عام 1941، نتيجة تعاون المرشح الجمهورى ويندل ويلكى، وإليانور روزفلت، زوجة الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت، والتى كانت أول رؤسائها الفخريين، وانخرطت المنظمة فى عمليات مكافحة الشيوعية من خلال التركيز على قضايا الحريات والديمقراطية، ودعم نشطائها فى دول الاتحاد السوفيتى على اعتبار أن الحريات هى المدخل المناسب للتسلل عبر السور الحديدى، واستخدمت تقريرها السنوى حول حرية الصحافة، ومؤشر الديمقراطية فى توجيه الانتقادات إلى تلك الأنظمة.
وتعتبر هذه المنظمة من أقدم المنظمات الأمريكية، التي تعمل في مجال صناعة طابور يعمل على إسقاط الحكومات المعادية للولايات المتحدة، وكان لها دور كبير في مواجهة الشيوعية، وإسقاط حكومات شرق أوربا، ولعبت دورا في تمويل حركات المعارضة في الصين وروسيا.
وأنشأت فريدوم هاوس مكاتب خاصة لإدارة نشاط التجنيد في الشرق الأوسط، ومولت العديد من الأنشطة في العالم العربي وخاصة مصر، وتنفق الملايين على فعاليات شبابية حول عدد من القضايا المتعلقة بالديمقراطية والمجتمع المدني، وتفرع من فريدوم هاوس الكثير من المنظمات التي تعمل الآن على الساحات العربية والإسلامية وفي العشرات من دول العالم لإقامة نظم عصرية موالية للولايات المتحدة وخاضعة لها.
منظمة العفو الدولية:
أسس منظمة العفو الدولية اليهودي بيتر بينيسن، المنتمي لحزب العمال البريطانى، والذي خدم فى "بلتشى بارك" مقر الاستخبارات في الفترة من 1941 إلى 1945 ، ثم تحول للديانة المسيحية الكاثوليكية قبل وفاته.
عملت المنظمة منذ ظهورها على كشف الانتهاكات الحقوقية فى الدول الشيوعية، كان ذلك تقريبا فى نفس توقيت اختراق المخابرات المركزية الأمريكية للثقافة والإعلام من أجل مكافحة الشيوعية وفق ما كشفه كتاب "من الذى دفع للزمار؟ الحرب الباردة الثقافية" من تأليف ف.س.سوندرز.
فى مارس 2017 نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا مطولا عن استخدام إسرائيل لفرع محلى لمنظمة العفو الدولية كواجهة لوزارة الخارجية الإسرائيلية فى أواخر الستينيات والسبعينيات، واستندت الصحيفة إلى وثائق رسمية أفرجت عنها وزارة الخارجية الإسرائيلية، أشارت هآرتس إلى أن بعض رؤساء أفرع منظمة العفو الدولية فى إسرائيل كانوا على اتصال منتظم بوزارة الخارجية الإسرائيلية منذ أواخر الستينيات وصولا إلى منتصف السبعينيات من القرن الماضى، وكان هؤلاء المسؤولون يبلغون نظراءهم فى وزارة الخارجية عن أنشطتهم المختلفة عدا عن تلقيهم عددًا من التعليمات لتنفيذها.
كما حصلت الصحيفة على وثائق من معهد أكيفوت لبحوث الصراع الإسرائيلى الفلسطينى، تبين كيف حاولت إسرائيل التأثير فى نشاط منظمة العفو الدولية من الداخل وتحدثت عن تلقى مكتب العفو فى إسرائيل أموالًا ومساعدات مادية نقلت عبر وزارة الخارجية لتغطية الرحلات الجوية إلى الخارج والبدلات اليومية ورسوم التسجيل والمبالغ المستحقة عن مقر المنظمة.
الصندوق الوطني للديمقراطية "NED":
وهي أحد أذرع منظمات المجتمع المدني المفتوح ويرأسه منذ إنشائه سنة 1983 م و حتى اليوم اليهودي كارل جيرشما العضو في منظمة "بناي بريث" أو "أبناء العهد اليهودية" وكان يعمل باحثاً في الرابطة اليهودية لمكافحة التمييز، وهي إحدى المؤسسات التابعة لمنظمة بناي بريث.
و يمول الصندوق الملياردر اليهودي جورج سوروس، ويقوم الصندوق بتمويل المنظمة العربية لحقوق الإنسان لمديرها جمال عيد.
ويضم مجلس إدارة الصندوق الوطني للديمقراطية، نائب وزير الدفاع السابق ورئيس وكالة المخابرات المركزية، فرانك كارلوتشي من مجموعة كارلايل، و الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك من منظمة حلف شمال الأطلسي و المحافظين الجدد، وزلماي خليل زاد الذي كان مهندس الغزو الأمريكي على أفغانستان في زمن جورج بوش وأصبح بعد ذلك سفير أفغانستان فضلا عن العراق المحتل.
ويضم عضو آخر في مجلس الأمناء هو فين ويبر، والذي شارك في ترأس قوة عمل رئيسية مستقلة عن سياسة الولايات المتحدة تجاه التغيير في العالم العربي و كذلك وزيرة الخارجية الاميركية السابقة اليهودية مادلين اولبرايت ومهندسي مشروع القرن الأمريكي الجديد، ديك تشيني ودونالد رامسفيلد اللذان دعا لتغيير النظام بالقوة في العراق عام 1998.
ويعتبر الصندوق الوطني للديمقراطية، أحد مشاريع الإمبريالية الأمريكية تحت ستار نشر الديمقراطية و الحرية و ذلك لتطبيق الهيمنة الصهيوأمريكية طبقاً لمشروع القرن الأمريكي الجديد.
اقرأ أيضًا:
تقرير «رايتس ووتش» ليس الأخير.. ننشر قائمة «منظمات هدم الدولة»