حكاية أميرة.. أحدث ضحايا مقبرة "مستشفى روض الفرج"
شقيقة الضحية: أصبحت تعوم في بحر دم من شعر رأسها إلى قدميها
زوج الضحية: 3 تقارير طبية متضاربة حول سبب الوفاة الحقيقي
مدير المستشفى يرفض تسليم الملف الطبي للزوجة المتوفاة
الإهمال الطبي في المستشفيات، سلسلة مستمرة من القصص التي تدمي القلوب ويقف العقل أمامها في حالة من الذهول، فدائما الطبيب يختلق العديد من الأعذار حتى لا يتحمل نتيجة خطأه، والذي قد يترتب عليه فقدان أحد المرضى حياته، ويكون الهم الأول للطبيب هو الهروب بجريمته دون عقاب.
وبين مئات من قصص الإهمال الطبي في المستشفيات، تأتي تلك القصة من داخل مستشفى روض الفرج العام التي تروي فصولها مأساة أسرة فقدت أحد أفرادها، في مشهد مبكي لكل من يراه أو يسمع عنه، بل وتثير الغضب وتدفع الدماء إلى العروق، تجاه ذلك الإجرام الطبي الذي أودى بحياة الأم أميرة سعد أحمد.
قصة مأساوية سعى "دوت مصر" لكشف تفاصيلها أمام الرأي العام، لعل وعسى يكون ذلك سببا فى إفاقة الضمائر الغائبة، والتذكير بأن هناك حاجة ملحة لتشريعات جديدة توقف نزيف الأرواح على أسرة المستشفيات الحكومية والخاصة نتيجة أخطاء أطباء لا يعرفون معنى الإنسانية أو الضمير.
هنا بدأت المأساة
توجه "دوت مصر" إلى أسرة الأم الضحية أميرة، وتحدثت شقيقتها هالة عن المأساة من البداية وقالت إن أميرة سعد أحمد تعمل ممرضة بمستشفى روض الفرج العام عمرها 33 عامًا، وذهبت إلى المستشفى ذاتها كي "توضع " في تمام الساعة 1.45 دقيقة ولم تكن تشكو من أي مرض أو تعثر في حالة الولادة.
وتضيف هالة أنها تعمل ممرضة عمليات من 26 عامًا، وأن أميرة خرجت الساعة 4.15 تقريًبا، وهذا الوقت المستغرق لولادة قيصرية يعد كثير جدًا، مضيفة: "هذا الأمر دفعني للسؤال عليها وعندما دخلت غرفة الإفاقة كانت الصدمة الأولى عندما وجدتها تعلق كيس دم ويركب بالجرح درنقة وعندما سألت لما كل هذا لم أجد إجابة مفيدة، وتوجهت أميرة بعد ذلك إلى القسم الخارجي غرفة عادية وهي تتألم جدا وبعد نصف ساعة بدأت تنزف إلى أن أصبحت تعوم في بحر دم من شعر رأسها إلى قدميها ولم أجد من ينقذني وبدأت في الصراخ والبحث عن طبيب كي أستغيث به، وعندما وجدت دكتور الاستقبال تعامل معي بهدوء يصل إلى الاستفزاز، ولم يقدر أن الحالة تحتضر، وتوجه التمريض لأخذ أميرة إلى غرفة العناية وكانت هناك صدمة أخرى عندما لم نجد جهازًا لقياس الضغط أو سماعة أو جهاز أكسجين وكانت كل المحولات فاشلة لأن أميرة توفيت قبل أن تصعد لغرفة الرعاية".
شبهة جنائية
وأشار إبراهيم زوج أميرة إلى أنه تعرض لضغط نفسي من دكتورة الصحة التي أكدت أنه توجد شبهة جنائية لوجود نزيف من الفم ومكان الولادة بالمتوفاة، وفي حالة إبلاغ الشرطة سوف يتعرض الجثمان إلى التشريح الذي يستغرق من 6 إلى 8 أيام.
وأضاف: "نحن لم نفكر غير في إكرام الميت ودفنه، وقتها ولم يكن عندنا علم بأن المرحومة لها ثلاثة تقارير للوفاة الأول تقرير سكتة قلبية من المستشفى بتوقيع الدكتورة المتابعة للحالة، والثاني التصاق المشيمة في جدار الرحم وترك جزء منها، والثالث جلطة في الرئة، واكتشفت إن سبب الوفاة مقيد في شهادة الوفاة بأنه قيد البحث، ما استدعاني إلى التوجه لقسم شرطة روض الفرج وتحرير محضر رقم 3631 إدارى واتهمت مدير المستشفى (م.أ) والدكتورة (ح. ع ) التي أجرت العملية بإهمال أدى إلى الوفاة وبعد ذلك توجهنا إلى النيابة وإثبات كل ذلك بالإضافة إلى كل المستندات والتقارير".