شهد يوم 11 من سبتمبر أحد أبرز الأحداث في الألفية الثالثة، بعد قيام تنظيم القاعدة باستهداف مركز التجارة العالمي، ومع مررو السنوات تتطورت التنظيمات الإرهابية، وأصبح بعضها يهدد أمن واستقرار وطننا العربي.

كان للسينما دور في رصد الإرهاب والتطرف منذ سنوات؛ حيث يعد السيناريست وحيد حامد من أبرز الكتاب الذين رصدوا التطرف في السينما المصرية، ورصد الإرهاب بفيلم "عمارة يعقوبيان" من خلال شخصية الإرهابي طه الشاذلي الذي جسده الفنان محمد إمام، حيث تناول حياة شاب طموح يفشل في الإلتحاق بكلية الشرطة بسبب مهنة والده، لينضم بعدها إلى أحد التنظيمات الجهادية بعد أن تم إعتقاله بأحد المظاهرات، رغم أن الفيلم رصد شخصية الإرهابي منذ بدايتها وحتى النهاية، إلا أنه لم يتناولها بالعمق الكافي، حيث شهد الفيلم وجود العديد من الأبطال والشخصيات الأخرى البعيدية كل بعد عن قضية الإرهاب.

وكانت تلك هي نفس المشكة التي ظهرت بفيلم "دم الغزل" حيث تم رصد الإرهاب من خلال شخصية "رضا ريشية" الذي جسده الفنان محمود عبدالمغني، حيث تناول قصة شاب ينضم لأحد التنظيمات الجهادية ليقوم بعد ذلك بفرض سيطرته على المنطقة لتطبيق الشريعة بالقوة، والتي جاءت شبيهة بأحداث حقيقية حدثت بإمبابة، ولكن لم يتم تناول الشخصية بالعمق الكافي.

وتناول السيناريست لينين الرملي شخصية الإرهابي بشكل صريح وأكثر عمقًا بفيلم "الإرهابي"، من خلال شخصية علي عبدالظاهر التي جسدها الزعيم عادل إمام، حيث تتناول أحداث الفيلم قصة إرهابي، تستضيفه عائلة متوسطة بعد أن أصابته أبنتهم بسيارتهم، لتتغير بعدها مفاهيمه الخاطئة التي تعلمها من الجماعات المتطرفة، رغم رصده للشخصية بشكل كبير، ولكن الفيلم لم يتناول حياته كإرهابي وبداية انضمامه للجماعات الإرهابية.

وشهدت السنوات الأخيرة إبتعاد العديد من المنتجين عن تلك النوعية من الأفلام التى ترصد قضايا الإرهاب، نظرًا لعدم تحقيها الرح المادى مقارنة بتكاليفها المرتفعة، بجانب أنها تتنازل قضية شائكة يجب أن يتم رصدها بدقة، ظهر بشكل واضح في فيلم "جواب اعتقال" للفنان محمد رمضان، حيث طالب جهاز الرقابة على المصنفات الفنية الجهة المنتجة بتعديل السيناريو لأكثر من مرة نظرًا لأهمية القضية، وبالفعل تم تعديل السيناريو ليتم عرض العمل في موسم عيد الفطر 2017، ولكن الفيلم لم يحقق النجاح المتوقع بإحتلاله المركز الثالث في ترتيب إيرادات الموسم، رغم رصده قضية الإرهاب والتطرف بشكل أكثر عمقًا.

وبدأ صناع السينما خلال السنوات الأخيرة فى تناول شخصية الإرهابة من زاوية جديد وهى الكوميديا ، حيث يتم رصد الإرهابي الذى لا يعرف شيئًا عن الجهاد ولكنه ينضم لتنظيم داعش بالصدفة، ليتورط في عدد من المشكلات بطريقة كوميدة وكان آخر تلك الأفلام "دعودش" الذي تم عرضه بالسينمات الشهر الماضي، ومن قبله فيلم "القرموطي في أرض النار" الذي رصد الإرهاب أيضًا بطريقة كوميدية، وبالطبع فأن لا يمكن أن تعد تلك النوعية من الأفلام نموذج لرصد الإرهاب، حيث إن تلك الأفلام يكون هدفها الأول الكوميديا لإدخال البسمة إلى قلب المشاهد.

مما لا شك فيه أن للسينما دور حيوي في توعية الشباب بمخاطر الفكر المتطرف برصد تلك القضية، ودور الإرهابي في تدمير نفسه ومن حول بسبب فكره المتطرف.

اقرأ أيضًا:

آخرها "الكنز".. أفلام الأجزاء بين التشويق واستثمار النجاح

شاهد| آخرهم أحلام.. فنانات كل ما تكبر تحلى