التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 05:38 م , بتوقيت القاهرة

ويل سميث محور لعبة التركيز في Focus

فكرة المزج بين أفلام السرقة والنصب، وأفلام الكوميديا الرومانسية، فكرة جماهيرية قديمة، لأن الجمهور يستمتع جدا بمشاهدة (تحقيق الثروة - الشريك الجذاب). وقد شاهدنا بفضل هذا المزج أفلام عديدة جيدة تعتبر كلاسيكيات حاليا، مثل كيف تسرق مليون 1966 How to Steal a Million  لأودري هيبورن وبيتر أوتول، غراميات توماس كراون  1968  The Thomas Crown Affair  لـ ستيف ماكوين وفاى دوناواى، ونسخة أخرى في التسعينات بنفس الاسم، مع بيريس بروسنان ورينية روسو.


في كل هذه الأعمال وغيرها، يظل حجر الأساس لنجاح وشهرة الفيلم، قائما على التوافق الكيميائي بين البطلين، وهو ما يتحقق فعلا في تركيز Focus  المعروض حاليا. رغم فارق السن بين ويل سميث (47 سنة)، ورفيقته الشابة مارجوت روبي (25 سنة).



الخط الأساسي بسيط.، نصاب مرح وسيم يقابل نصابة جميلة فاتنة، ويُعلمها أن اللعبة دائما هى جذب انتباه و"تركيز" الضحية لنقطة، ثم سرقتها من نقطة أخرى. وهو نفس ما يفعله سيناريو الفيلم بالجمهور تقريبا، في سلسلة متواصلة من عمليات الخداع والغش.


بعد حجر الأساس المتوفر في البطلين، يأتي العنصر المهم الثاني في هذه النوعية، وهو استمتاع الجمهور نفسه بكونه ضحية النصب. تلك اللحظة التي يكتشف فيها المتفرج أن ما يحدث يخالف كل توقعاته السابقة. السيناريو يحقق هذا بالفعل، لكن للأسف يحققه أحيانا بقدر كبير من التصنع والافتعال وهو ما يفقد اللعبة متعتها، ويجعل المتفرج يشعر أحيانا أن إتقان خديعته في الأحداث، غير محبوك بالشكل الكافي.


على كل يعوض الأبطال هذا العيب نسبيا. ويل سميث صاحب حضور حقيقي. وهنا يعود بعد بعض الخطوات غير الموفقة مؤخرا في أعمال جادة دراميا مثل After Earth - Seven Pounds  للجانب المرح الخفيف، الذي افتقده جمهوره. لا يُمكن وصف الفيلم ككل كأحد أفضل أفلامه، لكنه هنا يذكرنا من جديد أن مكانته كنجم لم تتحقق صدفة.



 رغم هذا، يمكن اعتباره أيضا ضحية للسيناريو والاخراج، الذي تشارك فيهما جلين فيكارا وجون ريكوا، بداية من التركيز عليه، ومحاولة تبرير العديد من الأحداث والدوافع اعتمادا على جاذبيته فقط، مرورا بالإصرار على إقحام مشاهد عديدة له عاري الجذع بشكل مصطنع. وهى المشاهد التي لم نشاهد ما يماثلها من البطلة للأسف!


على كل، مارجوت روبي هى المستفيد الأكبر من الفيلم بكل تأكيد. الشقراء الشابة التي قامت بدور زوجة ليوناردو دي كابريو في أخر أفلامه مع مارتن سكورسيزي  The Wolf of Wall Street، تنال هنا مساحة أكبر وتثبت جدارتها بالفرصة، وتصمد كنِد حقيقي لأحد أشهر نجوم هوليوود حاليا. الفيلم سيمنحها حتما تذاكر لأدوار بطولة أخرى.


وبالمناسبة فقد كان المقرر من البداية أن يقوم ببطولة الفيلم ريان جوسلينج، ثم براد بيت وبين أفليك، ليصل الدور الى ويل سميث بعد إعتذارهم كلهم، أما البطولة النسائية فقد كانت لـ إيما ستون، وشملت بعد اعتذارها مرشحات مثل كريستن ستيوارت وميشيل ويليامز وجسيكا بيل، قبل أن يستقر صناع الفيلم على مارجوت روبي.



جلين فيكارا وجون ريكوا بذلا جهدا لا بأس به مع مدير التصوير زافير جروبيت، في إخراج المشاهد الخارجية، خصوصا مشاهد مُدرجات الملاعب والحلبات. وبصفة عامة يتمتع الفيلم بمواقع تصوير جذابة، ومونتاج لطيف متقن، كجزء من لعبة إغواء المتفرج.


لكن على العكس من أغلب الكلاسيكيات التي ذكرتها في البداية، الأقرب نظريا لطابع الفيلم، تذكرت فيلمين فقط من إنتاج 2013 مع المشاهدة. الأول الآن تراني  Now You See Me  وهو فيلم لم أحبه، احتوى على قدر كبير من التصنع والافتعال لتحقيق مفاجآت، وحقق نجاحا جيدا رغم ذلك. والثاني احتيال أمريكي  American Hustle  وهو فيلم جيد يستمد قوته أيضا بشكل أساسي من حضور أبطاله.


فيلم Focus أبعد ما يكون عن التصنيف كعمل مهم، ولا يتمتع بمعالم جودة سينمائية كثيرة، تؤهله للتوصية للمشاهدة على الشاشات الكبيرة، خصوصا مع وجود فيلم مثل  Kingsman: The Secret Service  حاليا، لكن اذا كنت من جمهور أفلام النصب من نوعية  Ocean's Eleven  وتعشق ألاعيب الغش والخداع، فمن المرجح أن الفيلم كفيل بتسليتك طوال مدة عرضه، خاصة إذا كنت من عشاق ويل سميث.



باختصار:
فيلم نصب كوميدي رومانسي خفيف، يحقق مستوى جيد من التسلية بفضل التوافق الساحر بين ويل سميث ومارجوت روبي. ستنساه غالبا أثناء الخروج من القاعة، لكن من الصعب أن تتهمه طوال مدة العرض بالملل. 


لمتابعة الكاتب