يُرجى قراءة الأجزاء السابقة قبل المتابعة. 
الجزء الأول
الجزء الثاني

بعد Alice in Wonderland  مباشرة وفي ديسمبر تحديدا بدأ عرض فيلم  The Tourist  الذي شاركته بطولته النجمة آنجلينا جولي. بكل تأكيد لا يمكن اعتبار 278 مليون دولار عالميا إيرادا هزيلا، لكن بالنظر لتكلفة الفيلم (100 مليون دولار) ولاسم النجمين، يمكن اعتباره رقما محبط نسبيا. الفيلم كان محطة أخرى للهجوم النقدي.

معادلة (جوني ديب في شخصية غريبة وأجواء غريبة) عادت في أحد أفضل حالاتها فنيا مع فيلم Rango  في مارس 2011. الشخصية الكارتونية مثال ممتاز لتوظيف هوية وإطار نجومية جوني ديب. نال الفيلم تقديرات نقدية جيدة. رغم هذا حقق من أصل تكلفة تقترب من 140 مليون دولار، 246  مليون فقط، في رقم محبط آخر.

Rango - Behind the scenes

رغم أن فيلما أو اثنين قد  لا يصلحان كمؤشر، إلا أن السؤال عالميا بدأ هنا. هل توقفت المعادلة السحرية جماهيريا عن العمل؟.. أم أن الأزمة تتعلق بفيلم أو اثنين فقط؟.. الفيلم التالي كان الجزء الرابع من قراصنة الكاريبي Pirates of the Caribbean: On Stranger Tides  في مايو من نفس العام. وانتهى بتحقيق أكثر من مليار دولار عالميا، رغم كل الهجوم النقدي، ورغم تصنيفه من الغالبية كأضعف أجزاء السلسلة.

هل جاك سبيرو حالة خاصة استثنائية، أم أن جوني ديب لا يزال نفس النجم، ولا يزال ينجح مع معادلته المعقدة الخاصة؟ 

Pirates of the Caribbean: On Stranger Tides Movie Clip

للأسف معادلة (جوني ديب في شخصية غريبة) لم تنقذ The Rum Diary  في أكتوبر 2011. وانتهى الفيلم بـ 24 مليون دولار عالميا، من أصل تكلفة 45 مليون دولار، في فشل تجاري ثقيل الوزن. 

في مايو 2012 لم ينجح المخرج تيم بيرتون نفسه، في إعادة المعادلة للنجاح جماهيريا. وانتهى فيلم Dark Shadows  المقتبس عن مسلسل قديم ناجح، بإيراد عالمي بلغ 246 مليون من أصل تكلفة 150 مليونا.

Dark Shadows Movie CLIP

على كل تضرر الفيلم بالتأكيد بسبب عرضه بعد فيلم مارفل Avengers  بأسبوع واحد. لكن أصبح واضحا أن المعادلة لم تعد مضمونة النجاح كما سبق. وجاءت إيرادات The Lone Ranger في صيف 2013 لتكمل الانطباع، وتطعن المعادلة في مقتل. فيلم ديزني الضخم والأهم في الموسم الصيفي، الذي تكلّف 215 مليون دولار، انتهى بتحقيق 260  مليون دولار فقط. 

رغم الهجوم النقدي فالفيلم من وجهة نظري، أحد أفضل أفلام المغامرات في 2013، ويتمتع بكل مزايا أفلام البوبكورن الصيفية. وحقيقة أن عرضه تم في موسم مزدحم بأفلام الخيال العلمي والسوبر هيرو، يفترض أن يمنحه نكهة مختلفة وميزة تنافسية في شباك التذاكر. وهو ما لم يحدث.

The Lone Ranger Clip

في تقديري، الفيلم كان سيصبح صاروخا في شباك التذاكر لو تم عرضه قبل 2011. في الفترة التي كانت فيها غرابة شخصيات جوني ديب، لا تزال غير متوقعة. الفترة التي لم يكن الإعلام يسخر فيها من تغيير شكله بالماكياج. الفترة التي سبقت الهجوم النقدي والحملات المنتظمة للتشكيك.

أزمة الفيلم الأخرى أنه ترك للجمهور انطباعا أنه مستنسخ من قراصنة الكاريبي. خصوصا أنه من نفس فريق العمل (المنتج جيري بروكهايمر والمخرج جور فيربانسكي). الفيلم والشخصية بكل تأكيد يلامسان فعلا أجواء قراصنة الكاريبي. لكن في النهاية هل تختلف أفلام السوبر هيرو مثلا عن بعضها للدرجة؟

صناع فيلم Transcendence  حاولوا تسويق معادلة (جوني ديب في شخصية غريبة)، في تيمة خيال علمي، بعيدا عن أى تغيير شكلي في وجه جوني ديب. حقق الفيلم عالميا بالكاد تكلفته (100 مليون دولار). وهو بذلك أسعد حظا من فيلمه الكوميدي الأخير Mortdecai  في 2015 الذي حقق 30 مليون دولار. ما يعادل نصف تكلفته فقط.

Transcendence Clip?

من جديد تظل معادلة نجومية جوني ديب شديدة التعقيد. الجمهور يريد منه مفاجآت غريبة. ومن فرط تكرارها لم تعد غرابته غريبة. لم يعد تغييره لشكله مفاجأة. بشكل ما اتفق الكل فجأة أن معادلة (جوني ديب في شخصية غريبة وأجواء غريبة) رخيصة ومبتذلة. رغم كونها لا تزال مشروطة للنجاح.

ما يريده الجمهور من جوني ديب ويشترطه، هو تحديدا ما ينفر منه حاليا في نفس الوقت!

منذ 4 أعوام كانت صورة جوني ديب بماكياج مختلف في دور جديد، مصدر حماس للمشاهدة والانتظار. الآن وبالنسبة لعديدين تعتبر مصدر سخرية ليس إلا. جوني ديب لم يتغير. لا يزال نفس الممثل الموهوب. ما تغير هو الانطباع الجماهيري المُسبق السلبي عن الفيلم والدور.

المعادلات السينمائية الناجحة أشبه بوجبة مُفضلة. يمكنك أن تأكلها يوميا لفترة طويلة منتظمة. لكن في وقتٍ ما ستفقد حماسك فجأة تماما وترغب في تغيير. لا يمكن أن تأكل طوال الوقت وجبتك المفضلة فقط. جوني ديب ومعادلته كانا الوجبة المفضلة لملايين، وبسبب استنزافه لنفسه فيها في أدوار متقاربة في سنوات معدودة، وبفارق شهور بين فيلم وآخر، توقف الحماس الجماهيري فجأة.

هل انتهى الأمر إذا تماما، وقتل جوني ديب (النجم) جوني ديب (الممثل)؟  

لقراءة الجزء الرابع

لمتابعة الكاتب