التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:44 م , بتوقيت القاهرة

لماذا أسقطت تركيا الطائرة الروسية؟

إقدام تركيا على إسقاط الطائرة الروسية على حدودها ربما سيكون له الكثير من التداعيات على مستقبل الأوضاع في الصراع الحالي الذي تشهده المنطقة، إلا أن الأسباب التي دفعت الحكومة التركية على المخاطرة ربما لا تقتصر على فكرة الدفاع عن النفس، بل تتجاوز هذا الأمر بكثير، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".


1- التدخل الروسي في سوريا



التدخل الروسي في سوريا ربما كان السبب الرئيسي في تقويض الجهود الكبيرة التي بذلها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإسقاط نظام الأسد في سوريا، وهو الأمر الذي أجبرهم على تخفيض سقف طموحاتهم بصورة كبيرة، ليقتصر فقط على الاحتفاظ بقعد لهم على مائدة المفاوضات يمكنهم من خلاله المساهمة في رسم مستقبل سوريا عندما يحين الوقت.


2- استهداف التركمان



المنطقة التي سقطت فيها الطائرة الروسية كانت أحد المناطق التي يقطنها التركمان، وهي أحد أهم القبائل الموالية لتركيا، والتي تستهدفها الطائرات الروسية منذ بداية قصفها لمعاقل المعارضة السورية، وهو الأمر الذي سبق وأن حذر منه الرئيس التركي في خطاب له الثلاثاء الماضي، والذي أكد أن بلاده لا تسمح باستهداف التركمان لأنهم "أهلنا وأقاربنا" بحسب تعبيره. وأوضحت الصحيفة أن قصف الطائرات الروسية لمعاقل القبائل التركمانية خلق مشكلة سياسية في الداخل لأردوغان في ظل تسليط الضوء على القضية من قبل الصحف وهو الأمر الذي دفع الحكومة التركية للرد.


3- الوعود الانتخابية



الحملة الانتخابية للحزب التركي الحاكم قامت في الأساس على إبراز الهوية العرقية للأتراك وعقيدتهم السنية، وذلك في سبيل دحض محاولات الأكراد للوصول إلى البرلمان والمشاركة في تشكيل الحكومة، وبالتالي فكان القصف الروسي للتركمان في سوريا سببا في إحراج شديد لحكومة أردوغان، خاصة وأن تلك الدعاية مكنت حزبه من استعادة الأغلبية المطلقة في انتخابات نوفمبر الحالي بعد أن تخلت عنه تلك الأغلبية في يونيو الماضي.


4- النزاع الحدودي مع سوريا



المنطقة التي سقطت فيها الطائرة الروسية كانت أيضا أحد مناطق النزاع الحدودي مع سوريا، حيث كانت هناك خلافات عميقة بين كلا البلدين حول تلك المنطقة والتي تمثل حساسية خاصة بالنسبة لتركيا، خاصة وأن الحكومة الروسية قد سبق لها وأن دعمت مطالب سوريا بضم تلك المنطقة إلى أراضيها، في ظل ما تحظى به تلك المنطقة تنوع عرقي وديني، وهو الأمر الذي يزيد المسألة تعقيدا.


5- سياسية التهديد الروسية



ربما مل الأتراك من استخدام روسيا لنبرة التهديد في التعامل معهم، وهو الأمر الذي يقتصر على الفترة الراهنة، ولكن تمتد جذوره إلى تاريخ الدولة العثمانية، حيث أن الحروب العثمانية الروسية استمرت لقرون طويلة.