التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 11:29 م , بتوقيت القاهرة

كتاب لمؤرخ بريطاني عن رحلة ابن عبد الوهاب نحو التشدد

ترجمة- أحمد عبد المطلب

في كتابه "ابن عبد الوهاب"، الصادر في مطلع الشهر الجاري، يسلط المؤرخ البريطاني، مايكل كروفورد، الضوء على شخصية محمد بن عبد الوهاب، والذي كان متشددا جدا، على حد وصفه، ويعتقد إن المسلمين قد فسدوا وعقائدهم تلوثت بالشرك، حسبما ذكرت صحيفة "إنبدندنت " البريطانية،

وكان ابن عبد الوهاب يرى إن واجبه هو إعادة المعنى "الحقيقي" للإسلام، وأن على المسلمين أن يعودوا إلى الطريق المستقيم، وأن يتم تشجيعهم، بالقوة إذا تطلب الأمر، للتصرف "بسلوك إسلامي تماما"، حسبما جاء في الكتاب.

ويذكر كروفورد إن ابن عبد الوهاب، المولود في 1703 في مدينة نجد، في قلب شبه الجزيرة العربية، ينحدر لأسرة من العلماء الدينيين، وعاش طفولته في فقر، وفي شبابه سافر إلى البصرة والمدينة المنورة للدراسة على أيدي علماء اتبعوا المذهب الحنبلي الصارم في الفقه الإسلامي.

كما تبنى ابن عبد الوهاب، بحسب الكاتب، "أيدلوجية مطلقة"، حيث حرم أغلب عادات المسلمين، مثل سماع الموسيقى، ورسم البشر، واعتبر الصلاة في المساجد التي بها أضرحة وثنية، إلى ذلك، فقد رفض كل المذاهب الإسلامية، عدا المذهب الحنبلي الذي يتبعه، فقد اعتبرها لا تختلف عن الشرك بالله.

وتابع: "في البداية تم اتهام ابن عبد الوهاب بالهرطقة وكان ينظر إليه كآثم منحرف، حتى إن أبيه نفسه قد رفض أفكاره، فيما أصدر شقيقه فتوى ضده، كما تم إبعاده عن عدد من المدن التي حاول أن يجذب فيها أتباعا إليه.

وقال: "لكن مصير ابن عبد الوهاب تغير حينما تحالف مع حاكم الدرعية في نجد، محمد بن سعود، والذي تبنى الوهابية ونشرها، فيما وعده ابن عبد الوهاب بالهيمنة في الأرض والجنة في الآخرة، في اتحاد قوي للدين والسياسة.

أخيرا، أرجع كروفورد انتشار الوهابية السريع على مدار العقود الماضية لأسباب عدة، ومن بينها التركيز على النجاح الجمعي للمجتمع المتدين على النجاح الفردي، وسمو "المؤمن الحقيقي" على باقي المجتمع، كما إنها تعطي أولوية أكبر للتحالف والتعاضد الديني على المصالح المادية.