التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 07:27 م , بتوقيت القاهرة

رحلة مرسيدس من سرعة الجمل إلى صواريخ "إس- 300"

لا شك أن مؤسس مرسيدس "كارل بنز"، كان دائما يتخيل عربته تسير دون أن تجرها أحصنة، ما دفعه إلى اختراع أول سيارة تعمل بمحرك جازولين في شهر مايو، منذ أكثر من 120 عاما، قادته ليصبح مؤسس أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم.

بداية فاشلة

1885، كانت البداية لظهور أول جني لثمار تفكير كارل بنز، حيث نجح حلمه  خلال عمله بورشة لتصنيع الآلات، بتصميم سيارة بثلاث عجلات تعمل بالوقود وكانت اسمها "motorwagen"، وحصل على براءة اختراع لها عام 1886، إلا أن النموذج الأول لاختراع "كارل" كان سيئا للغاية، حيث اصدمت السيارة بجدار في أول اختبار لها، نتيجة سوء جهاز التحكم بها.

نجاح التجربة

الفشل الذي تعرض له كارل بنز، في أول تجاربه دفعه لتطوير السيارة ويحول عجلاتها إلى الخشب لمزيد  من الثبات وتم عرضها في معرض paris expo،  وكانت تحمل اسم Benz Patent Motorwagen، وأصبحت وقتها أكثر سيارة شعبية في التاريخ، إلا أنها كانت تعاني بعض المشاكل، وهي عدم قدرتها على صعود المرتفعات بسبب عدم وجود سرعات في السيارة، حيث لم تتعدى سرعتها 18 كيلو مترا في الساعة، والتي تقارب سرعة الجمل الذي يقطع من 18 إلى 40 كيلو مترا في الساعة.

الزوجة الملهمة

كانت، بيرثا بنز، صاحبة فضل كبير في تطوير سيارات مرسيدس والتي كانت الأقدم في التاريخ، وكانت هي من قامت بتطوير نظام الفرامل، بطلب صانع أحذية وضع جلد علي المكابح لتقويتها، بالإضافة إلى إصلاح العديد من المشاكل التقنية والميكانيكية  بالسيارة  لزيادة سرعة السيارة، ما مكنها من قطع مسافة 106 كيلو.

إنجاز تاريخي

بدء كارل في تطوير المحرك عام 1896، بإنتاج أول محرك أفقي، والذي احتوى على أسطوانات موزعة أفقيا، ليتكمن في أواخر القرن التاسع عشر من إنتاج 572 سيارة سنويا، واستمر تطوير محركات مرسيدس حتى تمكن كارل في عام 1909، من إنتاج محرك قوته 200 حصان، يستطيع قطع 226 كيلو مترا على مدار الساعة، وقام بجولة بالسيارة حول العالم لاستعراض هذا الإنجاز.

وفي 11 مايو عام 1924 اندمجت شركة "بنز" مع شركة "دايملر ومايباخ"، تحت اسم "دايملر – بنز"، واستطاع هذا التحالف تطوير محركات مرسيدس لتعمل بنظام الاحتراق الداخلي للوقود .

تطور مرسيدس

تطورت مرسيدس مع مرور الزمن إلى أن أصبحت تنتج ما يقرب من 1.4 مليون سيارة سنويا، وتعد ضمن أفخم السيارات على مستوي العالم، وهي من السيارات الأكثر ثباتا وسرعة، حيث تصل سرعة بعض فئاتها إلى 300 كيلو متر في الساعة، أي ما يقارب من سرعة صاروخ "إس- 300" الذي يستطيع التحليق ما بين 140 إلى  300 كيلو متر على مدار الساعة.

 سبب التسمية

يجمع اسم "مرسيدس بنز" الاسم الأخير لكارل بنز المخترع الأول للسيارة، بالإضافة إلى البنت الصغري  للمهندس الألماني "جوتليب دايملر"، والذي كان شريكا لبنز في تطوير محرك مرسيدس ليعمل بنظام الاحتراق الدخلي للوقود.