التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 03:17 م , بتوقيت القاهرة

جاهين الرسام ثم الشاعر

هو رسام كاريكاتير من الطراز الثقيل قبل أن يكون شاعرا رائعا .
هو ذلك الفتى السمين الذي دخل مجلة صباح الخير بعد ظهور جورج البهجوري ورجائي ونيس منتصف الخمسينات، تمتلئ مجلة صباح الخير بمجموعة شابة جديدة واعدة تبدع وترسم، تضع خطا جديدا في رسم الكاريكاتير.



                    
عبد المنعم رخا أول رسام كاريكاتير مصري بعد صاروخان الأرمني، ثم ظهور طوغان، فترة سكون ثم ظهور لجورج البهجوري ورجائي ونيس وحجازي وصلاح جاهين وبهجت عثمان.


صلاح جاهين عزف منفردا، غرد بعيدا عن السرب والكوكبة، خطوط وأفكار قوية واعدة تؤذن بميلاد عبقري كاريكاتير جديد، يضخ أفكارا ورسوما بشكل منتظم ليضع مجلة صباح الخير في أوائل المطبوعات الخفيفية واللطيفة. مبيعات بالجملة، شخصيات مصرية صميمة من أفكاره وتأليفه .


منظم يحرص على وقته ويذهب باكر جدا إلى مجلة صباح الخير بشارع قصر العيني. يتناول فطوره على عربة الفول مع العمال ثم يبدأ يومه بالإبداع .


أبدع شخصيات صنع منها سلسلات رائعة "قيس وليلى" و"عنتر وعبلة" و"قهوة الموظفين" و"دواوين الحكومة". 



في مطلع الستينات في زمن كانت فيه الطباعة شاقة جدا وصلت رسومه إلى 36 رسمة كاريكاتورية في العدد الواحد، وكانت له 10 سلسلات بخلاف الرسوم الأخرى بنفس العدد .


انفرد بصفحتي المنتصف في مجلة صباح الخير ليبدع لنا سخرية أسبوعية راقية. 


هو ذلك الرسام الذي أجبر السادات على وضع الكاريكاتير قيد المراقبة .


أحرج عبد الناصر والسادات برسومه، صنع أزمات من الحكومات بل ودول مثل الصين .


لم يأت بمؤلف لرسومه كما يفخر البعض بل ألف أفكار شخصياته وطور نفسه مع الزمن .



لم يلق القدر الكافي من التغطية الإعلامية كرسام كاريكاتير بسبب جهل الإعلام أولا ثم حرب باردة من رسامي الكاريكاتير ثانيا .


الكل يعلم قدره كشاعر، كمؤلف مسرحيات ككاتب أفلام ومكتشف نجوم .


لكنه رسام كاريكاتير فريد ومتميز قبل أن يكون شاعرا .