التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 04:57 ص , بتوقيت القاهرة

مقررة أممية تكشف حجم معاناة ذوي الإعاقة فى غزة بسبب استمرار عدوان الاحتلال

الخبيرة الأممية الدكتورة هبة هجرس
الخبيرة الأممية الدكتورة هبة هجرس
كشفت الخبيرة الأممية الدكتورة هبة هجرس المقرر الخاص المعنى بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالأمم المتحدة، عن طريقة استهداف الاحتلال لذوى الإعاقة في القطاع، مطالبة بضرورة وقف العمليات العسكرية فى كل الأراضي المحتلة وقطاع غزة الآن وليس غدا بعد أن حولت حياة الأشخاص ذوي الإعاقة إلى جحيم.
 
وقات هبة هجرس، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، إن العمليات العسكرية المتوحشة فى قطاع غزة تتجاوز يومها الـ 300 يوميا ولا يُعد خفيا على أي متابع، التأثيرات الخطيرة لاستمرار العمليات العسكرية وارتفاع حدتها فى الأراضي الفلسطينية المحتلة حول حياة كل الاشخاص ذوي الإعاقة فى كل قطاع غزة، وتحويل حياتهم إلى جحيم بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
 
وأضافت: "من لم يفقد حياته منهم بفعل القصف المتواصل يجد من المستحيل عليه تلبية طلبات الإخلاء لغياب آليات الإنذار والإخلاء التى تأخذ فى الحسبان احتياجاتهم وسط الدمار الهائل الذي لحق بالإسكان والبنية التحتية المدنية والركام الناتج عنه وفى النهاية قد يجد نفسه وأسرته ضحايا القصف أيضا".
 
وأوضحت أن هناك عائلة هاشم غزال وجميعهم من ذوي الإعاقات السمعية، وهذه العائلة خير مثال لما يمكن أن تعيشه أسرة من الأشخاص ذوي الاعاقة فى ظل العمليات العسكرية المتتابعة بقطاع غزة، لافتة إلى أن هاشم وهو الأب الروحي للصم بقطاع غزة، كان يعيش رفقة 5 من أبنائه وأخته من ذوي الإعاقات السمعية جميعا مع زوجته من غير ذوي الإعاقة في منزله شرق غزة، وقد ذاقوا ويلات العمليات العسكرية التى كلفتهم النزوح القسري لخمس مرات.
 
وتساءلت: "كيف لهم أن يسمعوا أصوات القصف؟.. وكيف يتصرفوا للحصول على المساعدات؟.. ومن أين لهاشم العلاج وهو الذي أجرى عملية قسطرة قلبية قبل العدوان بفترة قصيرة؟ وفى نهاية المطاف وبقصف إسرائيلى لمنزلهم قتل هاشم واسرته جميعا.
 
ولفتت إلى أنه رغم فقدان حياة عدد كبير من تلك الفئة إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة فى كل قطاع غزة فقدوا فرصتهم في الحصول على خدمات صحية وإعادة التأهيل في مخيمات اللاجئين المكتظة بسبب تدمير المستشفيات، أو انقطاع الخدمات الأساسية، أو القيود المفروضة، أو عدم إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية، مطالبة بضرورة تيسير وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وملح لأهالي قطاع غزة دون قيد أو شرط، بما فيها تلك المساعدات التى تعمل على تلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، من مواد غذائية ومياه شرب نقية وأدوية وأجهزة تعويضية وأدوات مساعدة .
 
وأعربت هبة هجرس، عن تقديرها البالغ لجهود الإغاثة التى بذلتها وتبذلها الهيئات والجهات المعنية منذ انطلاق الحرب وحتى اليوم، موضحة أنها تآمل أن تتبع الجهات المعنية بالإغاثة داخل قطاع غزة آليات أكثر حساسية لاحتياجات الأشخاص ذوي الاعاقة كونهم الأكثر تضررا مما يحدث والأكثر عرضة لفقد الحياة وتدهور الصحة وصعوبات الحياة اليومية، فضلا عن أن معدلات نسب الأشخاص ذوي الإعاقة تزداد بشكل مضطرد فى هذه المنطقة بسبب طول مدة العمليات العسكرية وغياب أليات الإغاثة المناسبة وغياب منظومة خدمات صحية مناسبة وطبيعة الظروف المعيشية القاسية التي يعيشها الجميع وتسبب في إصابة الكثيرين بإعاقات مختلفة.
 
وأشارت إلى أن الأشخاص ذوي الإعاقة هم من يدفعون أغلي ثمن للحرب، واستمرار العمليات العسكرية بما له من تداعيات كارثية بالغة الخطورة على الأشخاص ذو الإعاقة، يعد استمرارا لانتهاك مضاعف لحقوق الإنسان لكونهم مدنيين ولكونهم أشخاص ذوي إعاقة، وفقا لكل المواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمواثيق الدولية الخاصة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وما جاء في الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المادة 11، وقرار مجلس الأمن رقم 2475 بشأن طرق حماية الأشخاص ذوي الإعاقة أثناء النزاعات المسلحة.
 
وطالبت هبة هجرس بضرورة الالتزام بمجموعتي التدابير المؤقتة الملزمة التي أمرت بها محكمة العدل الدولية بما فيها تلك المعنية بوقف العمليات العسكرية فى رفح وضمان حماية وسلامة جميع المدنيين بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة والإفراج عن جميع الرهائن والأفراد المحتجزين تعسفياً، وخاصةً الأشخاص ذوي الإعاقة دون قيد أو شرط.