حياة الراحل السلطان قابوس فى محاضرة بجمعية الصداقة العُمانية البريطانية بلندن
جاء ذلك فى محاضرة قدمها جونز اليوم بجمعية الصداقة العُمانية البريطانية فى مقرها بلندن، تحت عنوان: "الجار الطيب.. حياة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه".
وقال "جونز" إن طبيعة الأزمات الإقليمية المتعاقبة كانت أحد أسباب تعزيز رغبة الدبلوماسية العُمانية فى فعل شيء للتخفيف من آثارها، وإن سياسة الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة مع جميع الأطراف تطورت إلى اعتراف بإمكانية السلطنة فى الانخراط بنشاط أكبر على نحو يؤدى إلى "دبلوماسية التيسير".
وأوضح أن المبادئ الأساسية للخارجية العُمانية مستمدة من فهم خاص للجوار باعتباره مكاناً ومجموعة من العلاقات التى تعتمد على مستويات عالية من التعاون وشعور بالمصلحة الذاتية التى لا تتعارض مع مصالح الآخرين، داعياً إلى ضرورة إجراء مزيد من الدراسة المتعمقة للسياسة الخارجية العُمانية وما أوجدته من ثقة كانت الأساس لتلك التدخلات الدبلوماسية.
وتطرق المحاضر إلى الركائز الأساسية التى انتهجها السلطان قابوس طيب الله ثراه من أجل بناء السلطنة على المستويين الداخلى والخارجي، والجهد الذى بذله خلال السنوات الأولى من حكمه لضمان أمنها واستقرارها.
وأشارت المحاضرة إلى الدور الذى قام به السلطان الراحل فى تطوير المؤسسات بالسلطنة "دولة المؤسسات"، منها إصدار النظام الأساسى للدولة عام 1996م الذى أخذ فى الاعتبار تقاليد الشورى العريقة التى تعد من السمات الأساسية للحياة العامة والحياة السياسية للسلطنة بالإضافة إلى مجلسى الدولة والشورى، مؤكداً أن ثمرة هذه الثقافة تمثلت فى الانتقال السلس فى الحكم فى شهر يناير الماضى عندما ثبّت الاجتماع المشترك لمجلس العائلة الحاكمة ومجلس الدفاع بحضور رئيسى مجلسى الدولة والشورى وأعضاء من المحكمة العليا، السلطان هيثم بن طارق سلطاناً لعُمان خلفاً للسلطان قابوس بعد أن قرر مجلس العائلة فتح رسالة السلطان الراحل وتثبيت من أشار إليه.
وتناولت المحاضرة تطور السياسة الاجتماعية فى عهد السلطان الراحل والإنجازات التى تحققت على مختلف المجالات، وعلى رأسها الصحة والتعليم بالإضافة إلى الثقافة العُمانية والتزام السلطان الراحل بالثوابت الإسلامية المنفتحة والمتسامحة.
كما أعرب الباحث البريطانى جيرمى جونز عن تفاؤله فى أن النهج الاستثنائى البالغ الأهمية الذى أوجدته النهضة المباركة سوف يدعم السلطنة بقيادة السلطان هيثم بن طارق.