برلمانيون إيرانيون يتراجعون عن قرار إلغاء زيادة أسعار البنزين
قالت النائبة الإيرانية فاطمة سعيدى متحدثة كتلة الأمل الإصلاحية فى مجلس الشورى (البرلمان) بتراجع الكتلة عن مشروع قرار لإلغاء زيادة أسعار البنزين، وذلك بعد تأييد المرشد الأعلى الإيرانى آية الله على خامنئى لقرار المجلس الأعلى التنسيقى الاقتصادى بالزيادة.
وأضافت سعيدى، فى مقابلة مع وكالة إيسنا شبه الرسمية، تم إعداد مشروعى قرار بصفة عاجلة يشمل توحيد سعر البنزين وعرضه للجمهور بسعر 1500 تومان وإلغاء الزيادة التدريجية، لكن تم حذفه من جدول أعمال البرلمان عقب تأييد المرشد الأعلى صباح اليوم الأحد.
وشددت البرلمانية الإيرانية على ضرورة السيطرة على أسعار السلع فى البلاد الفترة المقبلة، قائلة "على الحكومة وكافة المؤسسات الرقابية السيطرة على أسعار السلع ويولون اهتمام حقيقى فى هذا الصدد، كما ينبغى دعم الأسر التى تواجه لحظات معيشية صعبة"
وتشهد العاصمة طهران ومدن أخرى هدوء حذرا، اليوم الأحد، وسط انقطاع خدمة الإنترنيت بمعظم أنحاء إيران بعد موجة الاحتجاجات العنيفة التى اندلعت ضد رفع أسعار البنزين منذ يوم الجمعة الماضية، وقررت الحكومة تعطيل المدارس اليوم، لما شهدته معظم المدن الإيرانية أمس من ازدحامات خانقة وقطع الطرق الرئيسية ومظاهرات تخللت بعضها أعمال عنف، ناهيك عن انقطاع فى خدمة الإنترنيت فى البلاد.
واعتقلت السلطات العشرات من مثيرى الشغب والأشخاص خلال المظاهرات، كما تم اعتقال قادة الاحتجاجات فى مدينة مشهد بشمال شرق البلاد.
وعلى مدار اليومين الماضيين اندلعت احتجاجات فى معظم المناطق الإيرانية ضد قيام الحكومة برفع أسعار البنزين ثلاثة أضعاف، تخللتها أعمال شغب وعنف ومحاولات لإحراق بعض مستودعات النفط، وارتفع عدد القتلى لـ 11 قتيلًا بحسب وكالة الشرق الأوسط، وعلى مواقع التواصل الاجتماعى، انتقد الإيرانيون قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود حيث وتداول المغردون مقاطع فيديو للاحتجاجات.
وليلة الجمعة الماضية، بدأت إيران تقنين توزيع البنزين ورفعت أسعاره بنسبة 50% أو أكثر، وسيكون على كل شخص يملك بطاقة وقود دفع 15 ألف تومان (13 سنتًا) لليتر، لأول 60 ليترًا من البنزين يتم شراؤها كل شهر، وسيُحسب كل ليتر إضافى بـ30 ألف تومان، وذلك بعد أن كان سعر ليتر البنزين المدعوم من الدولة، يبلغ 10 آلاف تومان (أقل من تسعة سنتات)، فى خطوة جديدة تهدف إلى خفض الدعم المكلف الذى تسبب بزيادة استهلاك الوقود وتفشى عمليات التهريب.
وساند الزعيم الأعلى آية الله على خامنئى ساند اليوم الأحد، رفع سعر البنزين والذى أدى إلى إثارة احتجاجات فى شتى أنحاء البلاد منحيا باللوم فى "أعمال التخريب" على معارضى الجمهورية الإسلامية والأعداء الأجانب.
وفى أول رد فعل، تعهد وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو بمساندة ودعم الشعب الإيرانى للخلاص من ماوصفه بـ40 عاما من الطغيان والظلم الذى تعرض له هذا الشعب.