شاهد أردوغان الحقيقي عدو الديمقراطية والصحافة
للمرة الأولى أراه متسقا مع ذاته، للمرة الأولى أراه صريحا، لدرجة ستخلده في قائمة الفاشيين، أردوغان الذي دأب على اتهام الدول العربية بالديكتاتورية ومعاداة الديمقراطية، ووجه سهام الحق والكره لمصر، كشف عن وجهه الحقيقي في عدة خطابات ولقاءات تليفزيونية.
اشتهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتناقض الشديد بين خطابه وممارساته على أرض الواقع، اعتاد الحديث عن الحريات ورفع الظلم وهو الديكتاتور الأكثر استبدادا، لم تخلو لقاءته من كلمات المحبة وتقبل الأخر رغم أنه الداعم الرئيسي للإرهاب.
أردوغان الذي حاول التنظيم الدولي الترويج له على أنه القدوة الحسنة للديمقراطية في العالم العربي والإسلامي، اتضح أنه ليس إلا ديكتاتور استبد بكل السلطات في تركيا الممتلئة سجونها بمئات الآلاف من أبناء شعبه، روجوا أن ممارساته الاقتصادية ستقود دولته إلى مقدمة الأمم لنستيقظ على طامة كبرى يعيشها الأتراك حتى الآن بعد انهيار عملتهم بشكل لم تشهده «جمهوريات الموز».
كشفت إجابة أردوغان في حوار أجراه معه التليفزيون الإسرائيلي عام 2016 حول موقفه من الحريات والتعبير عن الرأي، الوجه الحقيقي للمستبد الأعظم حين وجهت المذيعة سؤالها له: «إلى أي مدى تصل حرية الصحفيين؟»، فأجاب: «حرياتهم تنتهي عندما تبدأ حدودي أنا».
هذه الإجابة مثلت اتساقا شديدا مع ممارسات الديكتاتور التركي رجب طيب أردوغان، باعتباره صاحب الرقم القياسي عالميا في تكبيل حرية الصحافة، فهو المسئول المباشر عن سجن 319 صحفيا في معتقلات حزب العدالة والتنمية منذ 2016، ووضع 142 آخرين على قوائم الملاحقة الأمنية بتهم ملفقة سببها معارضتهم لسياساته الداعمة للإرهاب.
ممارسات أردوغان بحق حرية الصحافة دفعت منظمة العفو الدولية لوصف ما يحدث في تركيا بأنها أصبحت أكبر سجن للصحفيين في العالم، إذ قبع ثلث الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي - بحسب تقارير لجنة حماية الصحفيين الدولية - في سجون تركيا، واقترن ذلك بإغلاق 180 وسيلة إعلامية على الأقل بموجب مرسوم تنفيذي في عام 2016 أصدرته الحكومة التركية بعد فرضها حالة الطوارئ في البلاد.
موقف أردوغان من حرية الصحافة والتعبير عن الرأي عام 2016 لم يكن اكتشافا جديدا للوجه الحقيقي، إذ وثق خطابا قديما ظهر فيه الديكتاتور التركي يتحدث عن الديمقراطية والحريات الدليل الدامغ على فاشيته، حين أكد فيه أنه وتياره يستخدمون الديمقراطية وسيلة للوصول للسلطة فقط، قائلا: «لم تكن الديمقراطية هدفا لنا في يوم من الأيام».