التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:27 ص , بتوقيت القاهرة

فى الصين.. "الكسل" يحقق 16 مليارا فى 2018

الصين
الصين

أصبح التسوق الإلكترونى يمثل خطرا على الصينين خلال السنوات الأخيرة، حتى وصل الأمر إلى أن بعض السيدات بالصين رغم مرورهما بسوق الخضار أثناء عودتهما إلى البيت، لا يرغبون في أن يحملوا كيسا ثقيلا من الخضار، ويعوضون  ذلك بشراء احتياجاتهما عبر الإنترنت.

 

وأسهم التسوق الإلكتروني خلال السنوات الأخيرة بالصين في تشكيل ما يسمى بـ"اقتصاد الكسل" وسمي بهذا الاسم، بسبب تفضيل الزبائن إقتناء ما يحتاجونه عبر الإنترنت بدلا من الذهاب إلى السوق.

 

وأظهرت البيانات الاستهلاكية لـ"الكسولين"  فى الصين، الصادرة عن موقع التسوق "تاوباو"، أن الشعب الصيني قد أنفق 16 مليار يوان بسبب الكسل خلال عام 2018، بزيادة قدرت بـ 70 ٪ مقارنة مع العام الماضي، وبينها زيادة بـ 82% متأتية من مواليد ما بعد 1995.

 

ويزداد الإقبال على خدمات توصيل الوجبات إلى المنازل مع هبوط درجات الحرارة فى الشتاء، ما جعل "كسل" المستهلكين يتحول إلى مصدر رزق للكثير من العمال، لكن "الكسل" لم يتوقف عند الوجبات، بل ظهرت خلال السنوات الأخيرة، خدمات تنظيم خزانة الملابس والطهي والتدليك، والتي يمكن طلبها عبر الإنترنت أيضا.

 

يشار إلى أن مخترع الحاسوب جون أتاناسوف، قال ذات مرة، إن كسله في الحساب هو ما دفعه إلى اختراع الحاسوب، ويأتى أكثر المستهلكين الكسولين هم أصحاب الياقات البيضاء، من ذوي الدخل المرتفع نسبيا والذين يرغبون في توفير وقت القيام بهذه الأعمال للتركيز على أعمال أهم ورفع كفاءة استغلال وقت الفراغ.

 

وتظهر البيانات الصادرة عن مؤسستي آيدوان وإيقوان بأن حجم سوق O2O في الصين قد تجاوز 600 مليار يوان خلال عام 2018، ما مثل قوّة دفع جديدة للاستهلاك. وبحسب البيانات، فإن هذه الظاهرة تتركز خاصة في المدن الساحلية، في حين تنخفض المؤشرات في مناطق الشمال الشرقي والشمال الغربي.

 

ويأتي مواليد الثمانينات والتسعينات في المركزين الأول والثاني، وهو ما يعكس الاتجاه المتزايد من هذه الفئة العمرية في الاعتماد على الإنترنت.

 

ورغم التسهيلات التي يقدمها "اقتصاد الكسل" للمستهلكين، لكنه في ذات الوقت يثير الكثير من المحاذير، خاصة بالنسبة لجودة الخدمة، أو المخاطر التي قد تكمن وراء مقدمي الخدمات الذين يدخلون البيوت، مثل إخصائي التدليك وغيرهم، إلى جانب مخاطر تسريب تجربة المستخدمين ومعلوماتهم الشخصية.

 

وأظهر "تقرير أمن الإنترنت في الصين 2017"، أن أكثر من 85% من المستخدمين الصينيين يخشون تسريب بياناتهم الشخصية.

 

وتوضح البيانات، بأن أكثر من نصف المتسوقين على الإنترنت قد سرقت بياناتهم أثناء عمليات التسوق الإلكتروني، من بينهم 84% يتعرضون إلى الإزعاج والأضرار المالية، وتقدر الإحصاءات الخسائر الناجمة عن سرقة بيانات المستخدمين بـ 91.5 مليار يوان. ويرجع الخبراء سرقة البيانات الشخصية، إلى عدم توفر اجراءات الحماية اللازمة على منصات التسوق الإلكتروني.

 

ورغم التطور السريع لـ"اقتصاد الكسل"، إلا أنه مازال يمثل 10% فقط من حجم الاقتصاد الحقيقي لقطاعات المطاعم والتجميل والترفيه وغيرها من الخدمات، وهو ما يعكس آفاق التطور الكامنة في هذا السوق.