محلل سياسى: "أولاند" يستغل احتجاجات الفرنسيين ليعود للرئاسة
قال الكاتب والمحلل السياسى، المقيم فى باريس، كامل المرعاش، أن الاحتجاجات التى تشهدها الشوارع الفرنسية على ارتفاع أسعار المحروقات قد تزداد سوءا حال عدم وجود مخرج، مشيرا إلى أن مشكلة حول من يمثل هؤلاء المحتجون فلا يوجد بينهم من يمكن أن يتفاوض مع السلطة كونها احتجاجات شعبية غير منظمة.
وأضاف المرعاش خلال مداخلة لفضائية "الغد" الاخبارية، أن مطالب المحتجين لم تعد تقتصر على إلغاء ضريبة الوقود وإنما توسعت لتشمل معالجة مسألة القوة الشرائية وغيرها، معرباً عن تقديره بأن الاحتجاجات الآن تتجه نحو مواجهة وانقسام داخل المجتمع الفرنسي، لافتا إلى أنه من الخطأ تحميل الرئيس "ماكرون" كل هذه المشاكل التى يعانى منها المجتمع الفرنسي، خاصة انخفاض القوة الشرائية والتى هى نتاج سياسات متراكمة.
وأوضح المرعاش أن الجميع يحاول أن يستفيد من تلك الاحتجاجات، مشيرا إلى أن مكتب الاحصاءات الوطنى الفرنسى أعلن أن القوة الشرائية زادت بمعدل 1.07% إلا أنها غير كافية لإرضاء المواطن الفرنسي، خاصة فى الريف، متابعاً أنه لا يوجد تأييد كبير فى المدن الفرنسية الكبرى برغم أن هناك تعاطف لوجود استفادة جماعية عند المطالبة بإلغاء ضرائب الوقود التى سيستفيد منها الجميع.
وأشار المرعاش إلى أن الرئيس "ماكرون" يحاول اصلاح الاقتصاد الفرنسى الذى عانى من ترهل لفترات طويلة، ورأى أن التعاطف الشعبى لن يكون مع المشاغبين الذين يقذفون قوات الأمن ويحطمون واجهات المحال التجارية، متابعاً أن هناك منظمات متطرفة (يسارية ويمينية) تستغل تلك الاحتجاجات لإثارة الشغب ولتحويل الاحتجاجات إلى عنف، معرباً عن اعتقاده بأن الاحتاجات ستفقد التعاطف معها حالة استمرار العنف.
وتابع المرعاش أن هناك سياسيون يستغلون تلك الاحتجاجات لتحقيق مكاسب، ومن بينهم الرئيس السابق، فرانسوا أولاند، الذى يستغلها ربما للعودة إلى الرئاسة.