التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 06:41 م , بتوقيت القاهرة

يوسف «القطراوي».. سر علاقة «مفتي الدم» بأمير قطر

رغم كل الادعاء بأن الدكتور يوسف القرضاوي، قد تخلى عن العمل التنظيمي في جماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن هناك العديد من الشواهد تؤكد أنه مازال عضوًا فاعلًا فيها، بل وزعيمًا لها، وإن كان البعض يعتبره «زعيمًا روحيًا» للتنظيم الذي أسسه حسن البنا في العام 1928.


في العام 2008، أصدر الباحث حسام تمام، دراسة بعنوان «القرضاوي والإخوان.. قراءة في جدلية الشيخ والحركة» للباحث حسام تمام، وقال في مطلعها: «القرضاوي هو ابن خالص لحركة الإخوان، فلم يعرف عنه انتماء حركي أو فكري لغير جماعة الإخوان ومدرستها، كما لم يعرف له خروج صريح منها أو عنها».


القرضاوي عُرف بحركة الإخوان ربما بالقدر الذي عرفت به، وارتبطا معا في كل مراحل العمر كأنك تقرأ تاريخها حين تقرأ مذكراته التي صدرت في ثلاثة أجزاء؛ وكأنه يكتب عن نفسه حين يؤرخ للجماعة في كتابه (الإخوان المسلمون سبعون عاما في الدعوة والتربية). بحسب حسام تمام، مضيفًا: «يقترب عمر القرضاوي من عمر الإخوان، وتاريخه يكاد يتطابق مع الفترة الأبرز في تاريخ الإخوان».


الهروب إلى قطر


في مطلع ستينات القرن الماضي، وخلال تضييق الخناق على تنظيم الإخوان في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، هرب القرضاوي إلى قطر، وهناك بدأت مرحلة أخرى من حياته، حصل معها على الجنسية القطرية، وبدأ في تأسيس الوجود الإخواني في الخليج الذي أصبح له موردا وموجها وقائدا.


وربما لم يحظ القرضاوي بحفاوة ومكانة كتلك التي يحظى بها في قطر. فما من مناسبة إلا ويكون رئيس ما يسمى بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، مدعوًا من قبل حكام قطر. فعلها الأمير السابق، حمد بن خليفة آل ثاني، وساره على نهجه نجله تميم الحاكم الحالي للإمارة الخليجية.


تحت طلب قطر


وفي ظل العزلة التي فرضتها بعض الدول الخليجية والعربية على الدوحة؛ كرد فعل على إساءة «تميم» لقادة هذه الدول، ورعايته وتمويله التنظيمات الإرهابية، واستضافته أمراء الإرهاب على أرضه، يحرص الأمير الصغير على إنزال شيخ الإرهاب، ورأس الفتنة «القرضاوي» منزلة خاصة.


وقبل سنوات ثلاث استضاف تميم بن حمد- خلال تنصيبه أميرًا للبلاد- القرضاوي، وبث التليفزيون القطري فيديو للأمير وهو يقبل رأس شيخ الفتنة.


تميم بن حمد يقبل رأس القرضاوي


حفاوة الاستقبال، والتوقير، والاحترام المبالغ فيه للقرضاوي من جانب الأسرة الحاكمة في قطر لا تعود- بحسب خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية- إلى علم الشيخ الإخواني، بل لذوده ودفاعه عن مؤامرات وسياسات النظام القطري، من خلال الهجوم على خصوم الدوحة، وتكفيرهم، وشيطنتهم أيضًا.


بأوامر، أو بتوجيهات من قادة قطر، كان «شيخ الدم» يطل على أتباعه عبر قناة الجزيرة، وكان يُطلب منه إصدار فتاوى بإهدار دم فلان، أو مهاجمة سياسة زعيم عربي، أو التحريض على نظام دولة أخرى لها خصومة مع الإمارة الخليجية الصغيرة.



بعد عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، هاجم إن القرضاوي الجيش المصري بضراوة، وكان هذا الهجوم سببًا لوجود هجوم مضاد في الإعلام المصري، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي ضد «شيخ الفتنة»، واتهامه بالخيانة العظمى، والتحريض على قتل المتظاهرين الرافضين لحكم الإخوان.


مفتي الدم


فتاوى القرضاوي كانت مرجعًا للإرهابيين، والانتحاريين. إذ أجاز الزعيم الروحي للإخوان «تفجير الانتحاري تفجير نفسه بين المدنيين»، مشترطًا «تخطيط وروية من الجماعة»، ناصحًا الانتحاري بأن «ينجو بنفسه بعد التفجير إذا ما تمكن من ذلك، بحسب الفتوى القاتلة بثتها قناة «الجزيرة» القطرية، ردًا على سؤال لأحد متابعيها.



لقد نجحت الأسرة الحاكمة في جعل القرضاوي مُفتيًا محليًا مسموع الكلمة، وبات مرجعًا دينيًا لبعض المُضللين في العالم العربي والإسلامي.