رئيس الوزراء يتابع من الأقصر استعدادات احتفالية افتتاح طريق الكباش. وينقل لشباب المرممين فى معبد الكرنك تحيات الرئيس السيسى وتقديره لما يقومون به من جهد.. ويؤكد: توجيهات رئاسية باستعادة الوجه الحضارى للأقصر
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، محافظة الأقصر، لمتابعة استعدادات احتفالية افتتاح طريق المواكب الكبرى المعروف باسم "طريق الكباش"، بعد التطوير والترميم تزامناً مع احتفال الأقصر بعيدها القومي، إضافة لافتتاح عدد آخر من المشروعات، يرافقه الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، واللواء محمود شعراوي، وزير التنمية المحلية، والمستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، والدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
وتفقد رئيس الوزراء هذا المشروع الأثرى البارز، واستمع إلى شرح من وزير السياحة والآثار حول خطى التطوير والأعمال المتبقية، حيث أكد الوزير أن الكشف عن "طريق الكباش" بدأ لأول مرة فى عام 1949، ثم توالت أعمال الحفائر والكشف عنه عبر العقود المتوالية بسواعد مصرية خالصة، لافتاً إلى أن طول الطريق يبلغ حوالى 2.7 كم، ويمتد من الكرنك شمالا مروراً بمعبد موت، وانتهاء بمعبد الاقصر جنوباً، ويتكون من ممشى من الحجر الرملى تحيطه تماثيل لأبى الهول على الجانبين، مع عناصر معمارية أخرى ترجع لعصور مختلفة.
وحول سير العمل، أوضح الدكتور خالد العنانى أن الأعمال الجارية بالمشروع قاربت على الإنتهاء بنسبة تنفيذ تتجاوز 97% ولم يتبق سوى الجزء الخاص بكنيسة السيدة العذراء، حيث بدأت بالفعل أعمال إزالة الرديم خلف كنيسة السيدة العذراء باستخدام المعدات حتى تم الوصول لمستوى الأرض الأثرية، وجار حالياً تجهيز الجزء الأوسط من الطريق لأعمال بناء وترميم الممشى الحجرى فى هذه المنطقة المتبقية من الطريق.
وأضاف الوزير أنه فيما يخص الجانب الغربى من تماثيل الطريق، فقد تم ترك شريط من الرديم الأثرى بعرض 3 أمتار وبطول الجدار الشرقى لكنيسة السيدة العذراء انتظاراً لاستكمال أعمال هدم هذا الجدار، ومن ثم البدء فى أعمال الحفائر الأثرية للكشف عن تماثيل الصف الغربى من الطريق، ليتم عقب ذلك تنفيذ السور لهذه المنطقة وتركيب الإضاءات الخاصة بها.
ولفت العنانى إلى استمرار أعمال الحفائر بالطريق، لافتأً إلى أنه قد تم الكشف عن أجزاء من تماثيل أبى الهول فى مواقع الحفائر، وجار العمل على توثيقها ورفعها تمهيداً لإعادة ترميمها وتركيبها على قواعدها، كما يقوم فريق العمل بإعادة تجميع الكتل المختلفة التى تمثل أجزاء من تماثيل أبى الهول لإعادة تركيبها فى أماكنها الأصلية، وأضاف أن أعمال الحفائر الجارية أسفرت حتى الآن عن الكشف عن آثار معاد استخدامها فى مبان ملحقة بالطريق، ومن أبرز هذه القطع الأثرية، جزء من وجه تمثال آدمى يحمل ملامح رومانية من الحجر الرملي، وهناك أيضاً كتلة من الحجر الرملى عليها خرطوش للملكة نفرتيتي، بالإضافة إلى أجزاء التلاتات التى تحمل نقوشا ترجع لعصر الملك إخناتون.
كما زار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ومرافقوه معبد الكرنك، لتفقد أعمال ترميم صالة الأعمدة الكبرى بالمعبد، استعداداً لاحتضان احتفالية افتتاح مشروع تطوير طريق الكباش، وأوضح الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار، أن فريق الترميم الخاص بوزارة السياحة والآثار بالتعاون مع عدد من خريجى أقسام الترميم بجامعتى الأقصر وجنوب الوادى ومعهد الترميم بالأقصر يتولى أعمال ترميم الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك، وإظهار ألوانها الأصلية، وذلك بعد إزالة آثار عوامل التعرية من عليها، مع إيلاء أولوية للأعمدة على هيئة زهرة البردى المفتوح.
وصعد رئيس الوزراء إلى أعلى نقطة فى معبد الكرنك حيث رأس الأعمدة التى يتم ترميمها، وأجرى حواراً مع عدد من شباب وشابات يتولون أعمال الترميم أعلى السقالات، وأكد لهم أنه عرض على الرئيس عبد الفتاح السيسى أمس صورهم وهم يعملون فوق السقالات فى معبد الكرنك، مشيدا بما يبذلونه من جهود، ونقل لهم تحيات الرئيس وتقديره لما يقومون به من جهد رائع يبعث على الفخر، لافتأً إلى أن هذه الآثار عمرها آلاف السنين، ولم يفكر أحد فى القيام بما نقوم به الآن لإعادة صورتها الحضارية.
وتعرف رئيس الوزراء منهم على التوقيت الذى يستغرقه ترميم كل عمود، والتقنيات المستخدمة، وعدد من يعملون فى كل عمود، وساعات العمل اليومية، موجها بضرورة الإسراع فى اتمام الأعمال المتبقية استعداداً لحدث أثرى مميز جديد تنتظره مصر.
من جانبه قال وزير السياحة والآثار للشباب من المرممين والمرممات: انتم عناصر مشرفة، ونحن على استعداد لتوفير كل ما يلزمكم، "خلوا بالكم على نفسكم، وعلى آثار مصر".
وأضاف الوزير أن أعمال الترميم فى الصالة الكبرى تشمل ١٣٤ عمودًا، ارتفاع كل منها نحو٢٠ م، بالإضافة إلى ترميم الزخارف والكتابات الهيروغليفية بها، وإظهارها بشكل واضح، هذا بالإضافة إلى ترميم تمثال الملك تحتمس الثانى الموجود بالصرح الثامن بمعبد الكرنك، مؤكداً أن أعمال الترميم تتم بناء على دراسات علمية دقيقة قام بها فريق العمل، للوقوف على أنسب طرق الترميم والتى تتناسب مع الحالة الراهنة للأثر، وتتسق مع الأسس العلمية التى أقرتها المواثيق الدولية.
وأثناء زيارته لمعبد الكرنك، أجرى رئيس الوزراء حوارات مع بعض السائحين الموجودين بالمعبد للاستماع إلى آرائهم وانطباعاتهم خلال زيارتهم لمصر، حيث رحب خلالها بعودة السائحين الروس إلى مصر، والتقط معهم الصور التذكارية، كما أكد لهم حرص الدولة المصرية على ضمان سلامتهم واستمتاعهم بمعالمنا الأثرية أثناء زيارتهم.
وأعرب الدكتور مصطفى مدبولى عن تطلعه لقيام السائحين بتكرار زيارتهم إلى مصر، مؤكداً أن الحكومة والشعب المصرى يرحبان بالسائحين الوافدين إليها للتعرف على حضارتها العريقة والاستمتاع بأنماط السياحة المتنوعة التى تتمتع بها، ومتمنياً لهم إقامة سعيدة فى مصر.
أعرب الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، عن سعادته لتواجده فى مدينة الأقصر فى ثانى زيارة خلال فترة وجيزة؛ وذلك من أجل متابعة جميع أعمال التطوير التى تشهدها المدينة بأكملها، والتى تحظى باهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، أولا بأول، مؤكدا أن التوجيهات الرئاسية تتحدد فى استعادة الوجه الحضارى لمدينة الأقصر وتحقيق التنسيق الحضارى لمبانى المدينة ورفع كفاءتها وتطويرها.
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه عرض أمس على الرئيس السيسي، بعض الصور التى توضح الجهد الكبير الذى يقوم به شبابنا من القائمين بأعمال ترميم معبدى الأقصر والكرنك، معربا عن اعتزازه بتواجد شباب من الجنسين متخصصين فى ترميم الآثار، وكذلك عدد من العاملين بالمجلس الأعلى للآثار؛ للقيام بأعمال الترميم، ومحاولتهم الدؤوبة لاستعادة الألوان الأصلية التى كانت تزين هذه المعابد من آلاف السنين، وهو جهد رائع لإزالة الركام الذى كان يغطيها على امتداد سنوات طويلة، والذى يعقبه القيام بمعالجات دقيقة للغاية لإعادة هذه الألوان لما كانت عليه، واصفاً مشهد شباب الأثريين على سقالات أعمال الترميم بـ "الرائع"، وهم حريصون على مواصلة أعمال الترميم على مدار الساعة رغم ارتفاع درجات الحرارة؛ لاستعادة الشكل الجمالى لألوان المعابد.
كما أوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن هذه الزيارة التى يرافقه فيها وزيرا السياحة والآثار، والتنمية المحلية، تأتى لمتابعة أعمال التطوير الشامل للمدينة مع محافظ الأقصر؛ حيث تترقب مدينة الأقصر عددا من الافتتاحات لمجموعة من المشروعات الكبيرة خلال الفترة المقبلة؛ سواء كانت أثرية، أو سياحية، مؤكدا حرصه على استمرار المتابعة بصورة دورية، وقال: سأقوم بزيارات أخرى متتابعة لحين موعد الافتتاح؛ حتى تظهر مدينة الأقصر فى أبهى صورها، كما أننا حريصون كل الحرص على أن تظهر مصر فى أفضل صورة أمام العالم أجمع، مضيفا أن حفل نقل المومياوات كان حدثا فريدا وكان حديث العالم لفترة طويلة، وبإذن الله سنعمل على أن يتم الاحتفال بمدينة الأقصر بصورة غير مسبوقة.
وخلال المؤتمر الصحفي، أعرب رئيس الوزراء عن سعادته بلقاء عدد كبير من السائحين اليوم من مختلف الجنسيات الأوروبية الذين أعربوا عن سعادتهم بتواجدهم فى مصر، كما أعرب عن تفاؤله باستعادة مدينتى الأقصر وأسوان لأعداد كبيرة من السائحين خلال الفترة الأخيرة.
كما رحب رئيس الوزراء بمشاركة عدد كبير من ممثلى القنوات الفضائية الأجنبية والمحلية فى هذه الجولة؛ لمتابعة أعمال التطوير معنا على أرض الواقع.
من جانبه أكد المستشار مصطفى ألهم، محافظ الأقصر، أنه يتم تنفيذ خطة لتجديد الهوية البصرية لطريق الكباش ضمن رؤية فنية تستهدف إضفاء هوية موحدة لمدينة الأقصر بكاملها، باعتبارها مدينة سياحية ومقصدا سياحيا بارزا، مع تنفيذ أعمال الإنارة على جانبى الطريق بما يتيح الزيارة ليلاً، إلى جانب استكمال أعمال الرصف والتشجير حتى نهاية طريق الكباش، على النحو الذى يحقق المظهر الحضارى المميز لهذا الموقع الأثري.
كما تفقد رئيس الوزراء أعمال تطوير مرسى السياحة والآثار بالأقصر وما تم به من أعمال تنفيذ برجولات، وأرضيات، وعدد من الخدمات المكملة لمشروع تطوير "طريق الكباش".