التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 09:59 م , بتوقيت القاهرة

فيديو.. صانع أحذية الفراشات.. حكاية أقدم ورشة لتصنيع أحذية الباليه في مصر

 بأدوات تحمل أسامى أرمنية الأصل، وعشق لحرفة ورثها أبًا عن جد، يبدأ الرجل الستينى" محمود صالح"، عمله فى ورشته الخاصة لتصنيع أحذية الباليه فى السادسة صباحًا وحتى العاشرة  مساءًا كل يوم،  لا يعرف سواها حرفة، وتدور كل تفاصيل حياته حولها، تربى على حرفة من نوع خاص، ورفض لسنوات طويلة العمل فى تصنيع الأحذية بشكلها المعتاد، بل وجد فيها اختلاف ورقى، وفن تدب أرجل راقصيه على المسرح بصنائع أيادى عمال ورشة "عم محمود".

" بدأت كصانع أحذية صغير فى أكاديمية الفنون سنة 1968، واتعلمت على إيد الخبير الروسى بورشوف وقتها"، كلمات بدأ بها محمود حديثه ل"اليوم السابع"، حول حرفته التى يعشقها منذ الطفولة.

وبملامح تخللتها خبرة السنوات يحكى محمود تاريخ عمل عائلته فى تلك الحرفة، قائلًا" من الستينات وجدى وأبويا بيتعاملوا مع الأرمن اللى دخلوا الأحذية مصر وقضوا على ثقافة لبس البلغة"، مضيفًا " لما ظهرت الفرق الفنية، ورقص الباليه استعانوا بعيلتنا عشان يصنعوا الأحذية يدويًا"

ارتباطه بعمله كصانع فى أكاديمية الفنون جعله يعمل فى ورشته الخاص منذ التسعينات، وهو ما جعله يحفظ كل ما يخص رقص الباليه عن ظهر قلب،  تتغير ملامحه، ويعتدل فى جلسته ليتحدث عن تفاصيل حذاء الباليه الذى ينقسم للبوانت والديميه والكراكتر، " جزمة البوانت خاصة بالرقصات الصعبة، والديميه للتدريب، أما الكراكتر للتانجو والاسبانيول"، كلمات نمت عن معرفة دقيقة منه بحرفته.

يحرص منذ أن بدأ العمل فى تلك الورشة على العمل بخامات مصرية أصيلة، من الجلود للحرير وحتى الخامات القطنية، ويرى أن كلمة السر فى ورشته هى "الأصالة وشرب الصنعة لأكثر من 50 عام"، مع متابعة التطورات فى تصنيع الحذاء فى الخارج، حتى أصبح "الورشة رقم واحد فى الشرق الأوسط"، بشهادة الراقصين.

تفاصيل عديدة يعيشها محمود خلال عمله، ويكبر الزبائن أمام أعينه لسنوات طويلة" الزباين بيجولى بالاسم وبيكبروا قدام عنيا وبقوا مدربين كبار فى الأسكندرية"، بنبرة سكنتها السعادة البالغة قال محمود تلك الكلمات عما ينتجه والعمال فى ورشته من أحذية.

7 أزواج من الأحذية هى حصيلة عمل اليوم الواحد فى الورشة، أو بحسب الطلبية التى تطلبها فرق الرقص كل فترة، فيعمل والعمال فى ورشته كخلية النحل من أجل إنجاز العدد المطلوب، فيمر الحذاء بأكثر من مرحلة من التفصيل للتجهيز ووضع اللمسات الأخيرة وهى المرحلة الأقرب لقلبه.

وعن تلك الصناعة فى مصر يقول أنها ينقصها استخدام الماكينات، فكل العاملين فيها يقومون بالأعمال اليدوية للحذاء من الأول للآخر، وهو ما يجعل الكثيرون ينبهرون عندما يزورونه فى الورشة، حيث توسع فى السنوات الأخيرة وأصبح يصدر لألمانيا وإيطاليا وسوريا،  بالرغم من صعوبات العمالة التى يقبلها فى المجال، لأن تصنيع حذاء الباليه"حرفة وليست مهنة"، والعامل فيها لابد وأن يكون وارثًا للحرفة،  او يتخذ وقتصا حتى يتعلمها ويجد شغفه فيها.

" لو فى مكن مش هخلى جزمة صينى فى السوق"، كلمات عبر بها محمود عما يحلم به بالنسبة للتطوير فى مجاله الفريد من نوعه، موضحًا أن استيراد حذاء الباليه وصل ل1200 لسعر الزوج، بينما يتكلف شراء المصرى 400 جنيهًا فقط.