فيديو.. الحاجة عزيزة.. قصة كفاح "خيرية" عمرها 30 عاما
حطمت أسطورة المنايفة فى إمبابة.. وأطلقوا عليها أم الإمبابيين.. الحاجة عزيزة قصة كفاح من العمل الخيرى بدأت منذ 30 عامًا بمبادرة معا ضد الجوع.. وحلمها أكبر مطبخ فى مصر لمساعدة الفقراء والمساكين
تكثر أعمال الخير خلال شهر رمضان الكريم، ويزداد التنافس على عمل الخير بين الصائمين، و يتكاتف الجميع لمساعدة الفقراء والمساكين.
وتتعدد قصص الخير فى شهر البركة، وينتشر أصحابها خاصة فى المناطق الشعبية، ولعل بطلة قصتنا اليوم تكون إحدى أشهر السيدات فى منطقة إمبابة "عزيزة عبد العليم"، والتى لم يكن ضمن أحلامها البحث عن الشهرة
والوجاهة التى وهبها الله بين البسطاء.
بدأت رحلة الحاجة "عزيزة" مع الخير، منذ قرابة الثلاثين عاماً من قرية ساقية أبو شعرة، سنتريس بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، حيث كان والدها يسعى لجمع الأموال وشراء الأراضى الزراعية فقط، ولم يهتم بهم كأسرة
لديها متطلبات من مأكل وملابس وهو ما دفعها للبحث عن سعادة الآخرين وخاصة فى هذه النواحى ومد يد العون للمحتاجين.
وكانت البداية بمبادرة معا ضد الجوع، وربنا كرمنى بيها وهى عبارة عن مائدة يومية للفقراء، بالإضافة إلى شنطة تموينية شهرية لغير القادرين.
وأضافت "عزيزة"، أصعب حاجة فى الدنيا أن الواحد طول اليوم شغال ولما يرجع بيته ميلقيش حاجة يأكلها، والحمد لله وقتى كله لله حالياً بمساعدة جمعية "أحباب الكريم" والتى ترعى حوالى 2700 أسرة بأحياء إمبابة وبشتيل والوراق.
وتابعت، "أنا مش متعلمة، بس بعرف أقرى وأكتب، بس ربنا كرمنى وعلمنى بفضله، وبدعى ربنا أن مبادرة معا ضد الجوع ويبقى عندنا أكبر مطبخ على مستوى مصر للفقراء والمساكين، وأتمنى اللى قادر يجى يساعد معانا.
وعن بداية أعمال الخير، قالت الحاجة عزيزة، "قصصت على أحد الجيران ظروف بعض الأسر والذى يصل عددهم حوالى عشرين أسرة، وفوجئت به يعطينى مائتى جنيها، وكان وقتها مبلغاً كبيراً، وقمت على الفور بشراء
أشياء عديدة، وأعددت عشرين شنطة معبأة بالأطعمة والمستلزمات التى تحتاجها الأسر، وحين رأيت الفرحة تغمر أعينهم حمدت الله تعالى كثيرا ودعوت لجارنا الذى جعله الله تعالى سببا فى إسعادى قبل إسعادهم؛ ومنذ هذه
اللحظة بدأت انطلاقتى مع رحلة العمل الخيرى وبدأ حلم حياتى يتحقق على أرض الواقع بهذا التمويل الذى قدَّره الله تعالى من جارنا الطيب.
صفى لنا شعورك كلما أدخلتى السعادة فى قلوب المحتاجين؟
والله شعور لا يوصف، حيث أجد نفسى مأمورة ومدفوعة لعمل الخير من الله عزَّ وجلَّ، أسارع برفع سماعة التليفون: يا فلان، رتِّب لنا لقاء فى حي كذا لنقوم بتوزيع الف شنطة على الفقراء والمساكين، ثم أفاجأ بمن يأتينا من أهل
الخير ليعلن عن تبرعه بأموال لمرضى السرطان وآخر يقوم بدفع قيمة عِجل أو عجلين لنقوم بذبحهما وتوزيعهما على الفقراء والمساكين، وغيرهم ممن يساهم بدفع الأموال لشراء الأكفان وإيداعها فى مقر الجمعية وسيارة تكريم
الموتى موجودة لدينا، وسبحان الله تعالى كلما أنجزت شيئا أو مصلحة لأصحاب الحاجات أو شراء علاج لأحد المرضى والملمات أشعر بسعادة غامرة لا يعلم مداها إلا الله عز وجل ،وأشعر بقوة من الله تساندنى وتدفعنى لتقديم كل
ما هو من شأنه إدخال الفرحة والسعادة الى قلوب هؤلاء الذين ربما يجعلهم الله سببا فى إدخالنا الجنة إن شاء الله.
هل تطلعينا على رسالة الجمعية وأهم أهدافها؟
تعد رسالة جمعيتنا (أحباب الكريم) رسالة سامية نؤديها لوجه الله تعالى، هى منظمة اجتماعية وتنموية تهدف الى تقديم خدمات جليلة لتدعيم الفقراء والمحتاجين لمواجهة مشكلاتهم الاجتماعية والاقتصادية والبيئية للفئات المحرومة
فى المناطق الفقيرة والمجتمعات المهمشة، حيث نقوم برعاية الأمومة والطفولة وتقليل البطالة بين الشباب، كما تسعى الجمعية الى الارتقاء بالعمل الاجتماعى من خلال تنمية قدرات الأفراد الأكثر احتياجا والمرأة والطفل والشباب
فى المناطق العشوائية، وأيضا تقدم الجمعية برامج توعية ثقافية واقتصادية وصحية وبيئية فى إطار المواطنة واحترام الأشخاص ذوى الاحتياجات الخاصة وذلك بمشاركة كافة الأطراف المعنية والمجتمعية لترسيخ عملية التنمية
المستدامة القائمة على مبدأ المساءلة.
ومن أهم أنشطة الجمعية، تقديم خدمات علمية وتعليمية وثقافية للمجتمع المحلى وتوفير مساعدات ومشروعات اجتماعية ،وكذا توفير الرعاية لذوى الاحتياجات الخاصة وكبار السن مع توفير الرعاية للأمومة والطفولة والأسرة
،ولقد أنشأنا مراكز إنتاجية وخدمات ثقافية وتحسين البيئة المحلية للمجتمع، إضافة الى تقديم الإعانة الطبية والغذائية للمرضى والمحتاجين.
وما هى أهم مجالات العمل الرئيسية بالجمعية؟
من أهم المجالات الرئيسية التى تقوم بها الجمعية: مكافحة الأمية وإرجاع المتسرِّبين من التعليم، رعاية الأسر والطفولة علميا واجتماعيا عن طريق إنشاء الحضانات والمدارس والمراكز الطبية والعيادات، إنشاء مراكز إنتاجية
وخدمية وثقافية وعلمية وتدريب ومشاغل، تقديم المساعدات وإقامة المشروعات الاجتماعية للخريجين، تقديم الإعانات الطبية والغذائية للمرضى والمعاقين والمحتاجين، تحسين البيئة والتنمية المحلية للمجتمع، عمل فصول تقوية
ودورات حاسب آلى ولغات، توفير السلع بأسعار رمزية وحماية المستهلك من جشع التجار، تجهيز العرائس من غير القادرات والأيتام.
تقوم الجمعية بمد يد العون للجميع بلا استثناء على مدار العام، ليلا كان أو نهارا، ومن الجديد الذى تقدمه الجمعية: مشروع الفرن والذى جاءت فكرته من مجموعة من السيدات اللواتى ليس لهن مصدر رزق يقتتن منه ،إنما فقط
هن يُجِدْن الخبيز وصناعة المعجّنات الريفية مثل: العيش والفطير وخلافهما، مما جعلهن يشعرن بسعادة لكونهن ممن يؤدين عملا يستطعن من خلاله مواجهة أعباء الحياة، كما تقوم الجمعية بتعليم الخياطة للأمهات المعيلات
ورعاية الأيتام والاحتفال بيوم اليتيم وتزويج اليتيمات والأيتام وتسليم جهاز العروسين لغير القادرين وتبنى حالات عمليات جراحية والعسيل الكلوى وجراحة العيون أيضا، وتقيم الجمعية العديد من معارض الملابس الخيرية،
وإقامة مشروع “إطعمنى” وإقامة الموائد الرمضانية وغيرها طوال العام، كما قامت الجمعية بعمل وحدات تنقية المياه للمناطق المحرومة
كما تقدم الجمعية أعمالا عديدة نافعة يستفيد منها المجتمع بأيدى هؤلاء البسطاء تحت مظلة وإشراف الجمعية والتى منها: أعمال المشغولات اليدوية واستغلال الأقمشة المتاحة لتصنيع الملابس بواسطة الاكتفاء الذاتى، كما تقدم
الجمعية فصول محو الأمية والقوافل الطبية الصحية ورحلات الحج والعمرة وتحفيظ القرآن الكريم وتجويده وحضانة ورعاية الرضع.
وختاما رسالة تبعثين بها لأحد.. فلمن تكون وما الذى تحلمين تحقيقه لجمعيتكم ولمصر؟
أبعث برسالتى لكل رجالات مصر الشرفاء الذين أنعم الله تعالى عليهم بالصحة والمال الوفير عدم نسيان الفقير، فلربما يكون هذا الفقير سببا فى دخول الواحد منهم الى الجنة بإذن الله.
وما أحلم بتحقيقه لجمعيتى أن يوفقنى المولى عز وجل بأن أظل أؤدى رسالتى من أجل إسعاد الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات وإسعاد نفسي بخدمتهم، فهم أمانة فى أعناقنا، وأدعو ربى سبحانه أن يحفظ مصر الأزهر، هبة النيل، وأن يبارك رئيسها وشعبها الطيب وأن ينصر جيشها على المعتدين الآثمين.