"أسد سيناء" الذي أطلق قاتله 21 طلقة تعظيما لشجاعته
يعرف الجيش المصرى بقوته وعزيمته وسط ميدان المعركة، فأثبت للعالم أن الجندى المصرى ليس من السهل أن ينكسر أو أن يفرط فى أرضه، فدونها الموت.
يرصد " دوت مصر " فى الذكرى الـ 45 من العاشر من رمضان قصة حياة الجندى المقاتل سيد زكريا خليل، من سلاح المظلات، الذي لم يعلم قصة بطولته أحدا إلا بعد مضي 23 عاما من رحيله، فأكد أن شجاعة وحب المصرى لوطنه ليس لهما حدود .
حاصرته إسرائيل بكتيبة من الكوماندوز في ليل رمضان، كي تتمكن من قتله، الفتى المجهول والفرعون المصري الذي كبد الأعداء تدمير 3 دبابات وتمكن من قتل 32 إسرائيليا وكان يرى بنور الله في جنح الظلام.
"أسد سيناء" ابن الثالثة والعشرين، الذي حارب صائما تحت أشعة الشمس الحارقة وفي جوف الصحراء والرمال المتقدة، تاج رأس الرجولة، الابن البار لأمه مصر، الذي ظل صامدا شامخا في ساحة القتال لم يتقهقر خوفا، حتى لقي ربه، وأجبر قاتله اليهودي على احترامه ودفنه وإطلاق 21 طلقة في الهواء إجلالا وتعظيما لشجاعته وبسالته، إنه ابن مصر العزيز، خير أجناد الأرض "سيد زكريا خليل.
وقد ترك الشهيد رسالة لأخيه جاء فيها: " أخي العزيز أحمد زكريا خليل تحية طيبة وبعد.. إنني أكتب لك هذه الرسالة وأنا في ظروف غير عادية أما إذا أصبحت شهيدا فلا تحزنوا على أبدا لأني سأكون في منزلة عند الله لا يصل إليها أحد إلا الأنبياء، وقال الله في كتابه الكريم "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم، وهذا مرادي من الله عز وجل وهذا ما أتمناه طوال حياتي، ملحوظة: احتفظوا بهذه الرسالة ربما تكون الأخيرة مني لكم والله أعلم".
كان هذا نص آخر رسالة كتبها سيد زكريا خليل، في 4 أكتوبر 1973 ؟
أما قصته فيرويها قاتله عام 1996، عندما قرر أن يحضر احتفالات مصر بعيدها القومي لتحرير سيناء بعد مرور 23 عاما على انتصارات أكتوبر 1973، وأثناء تواجد السفير المصري تقدم رجل أعمال يهودي يعيش في ألمانيا وطلب مقابلة السفير لأمر هام، وعندما تمت المقابلة قدم رجل الأعمال نفسه بأنه كان محاربا اسرائيليا في حرب 73 وأخرج من حقيبته سترة قديمة للمجند سيد زكريا وخطابا لم يسعفه القدر أن يوصله لأهله.
وقال المحارب اليهودي: إن البطل سيد زكريا تسبب في تدمير 3 دبابات وقتل طاقمهم المكون من 12 جنديا، ثم قضي على سرية مظلات بها 22 جنديا.
واستطرد الرجل في الحديث قائلا: قام المجند سيد وأحد زملاؤه بالاشتباك مع مجندين إسرائليين يحرسون 3 دبابات، فقضوا عليهم ثم قاما المجندين بإطلاق النار على طاقم الدبابة المكون من 12 جنديا حتى قتلوهم جميعا، ما جعل القوات الإسرائيلية ترسل طائرة مظلات فقام المجند البطل بإصابة الطائرة بقذيفة موجهة جعلت الجنود يقفذون واحدا تلو الاخر والمجند يلتقطهم بالرصاص حتى اسقطهم جميعا صرعي.
بعدها أرسل الجيش الإسرائيلي كتيبة صاعقة مكونة من 100 جندي وطائرة هليوكوبتر لمحاصرة المجموعة المتبقية من المصريين وارسلوا نداءات للاستسلام لكن قائد المجموعة وقتها رفض التسليم فاستشهد وباقي مجموعته وبقي على قيد الحياة سيد زكريا ومجند آخر.
ظل المجندين يقاتلان حتى استشهد أحدهم وبقي سيد يحارب وحده ليلا حتى ظن الأعداء أنهم أمام كتيبة كاملة، بعدها تسلل جندي اسرائيلى لسيد من الخلف وأطلق على ظهره دفعة من الرصاص فأوقعه شهيدا.
حينها لم يصدق أنه انتصر على ذلك البطل الملحمة وتساءل بينه وبين نفسه ما كل هذه البطولة، بعدها احتفظ بمتعلقات الجندي الجسور وقام بدفنه إكراما لشجاعته ثم أطلق في الهواء 21 طلقة، وهي تحية عسكرية تضرب لكبار العسكريين المقاتلين، وبعد مرور أعوام من الاحتفالات قرر المجند اليهودي الذي أصبح رجل أعمال في المانيا أن يذهب لمقابلة السفير المصري ويسلمه متعلقات البطل المصري ويطلب منه تكريم ذكراه.
اقرأ أيضا:
فيديو..العاشر من رمضان من فتح مكة لاسترداد سيناء