عرض الصحف.. سفارة في القدس ودماء في غزة
عرض الصحف
سالي حسام الدين
الثلاثاء، 15 مايو 2018 09:44 ص
سيطرت القضية الفلسطينية على عرض الصحف العالمية ليوم الثلاثاء 15 مايو 2018، بين نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس إلى الاشتباكات الدموية في غزة التي تقضي على أي أمل لسلام قريب.
قتل الفلسطينيين العزل
صحيفة "الجارديان" قالت في افتتاحيتها اليوم إن القادة الإسرائيليين أصبحوا يقلدون أسلوب ترامب المتهور في تجاهل المعارضين، ولذا استخدمت القوات الإسرائيلية القوة المميتة في وجه المدنيين الفلسطينيين العزل في الاحتجاجات أمس.
وقالت الصحيفة إن ترامب نفسه قضى على أي ادعاء أو تمثيل بأن هذه الإدارة ربما تكون وسيط أمين في إنهاء الصراع، والآن وبعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل تساءلت الصحيفة عن مصير 300 ألف فلسطيني ما زالوا يعيشون في القدس الشرقية، وهل سيتم طردهم من بيوتهم أم سجنهم في أراضٍ فلسطينية صغيرة محاطة بالقوات الإسرائيلية من كل جانب ومحرومين من حقوق الإنسان الأساسية عند مصادرة أراضيهم.
فشل ترامب في القدس
أما افتتاحية "نيويورك تايمز" فركزت على الفشل الأمريكي في القدس، قائلة إن اليوم الذي فتحت فيه أمريكا سفارتها في القدس كان يفترض أن يكون اليوم الذي يتطلع إليه العالم لأنه كان يفترض أن يأتي بعد حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولكن في يوم الاثنين كان افتتاح السفارة هدية من ترامب لإسرائيل بلا مقابل أو شرط وكان أيضا ضربة للفلسطين وقالت الصحيفة "العالم لم يشهد فجرا جديدا من السلام والأمن للشعبين الذين يحلمان به بل شهد قتل الجنود الإسرائيليين لعشرات الفلسطينيين المحتجين وإصابتهم الألاف على حدود قطاع غزة".
فقدان السيطرة
فيما قالت صحيفة "الإندبندنت" في افتتاحيتها إن قرار افتتاح السفارة الأمريكية في القدس قد يبدأ سلسلة من الأحداث المتتابعة في الشرق الأوسط يعجز ترامب عن السيطرة عليها.
وقالت الصحيفة من السهل غالبا أن نصف سياسات ترامب الخارجية بأنها خطرة وخاطئة ومتسرعة وبلا معلومات كافية، وقرار نقل السفارة للقدس دليل واضح على كل هذا.. هناك عشرات القتلى كنتيجة مباشرة للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وأيضا حضور ابنة ترامب وزجها أيضا لمراسم الافتتاح يعد سابقة في مجال الدبلوماسية تظهر مدى التحيز الأمريكي، لدرجة أن هذا القرار يمكن أن يتسبب في عواقب وخيمة حتى ضد المسيحيين في الشرق الأوسط، وكذلك تبعد المسافات بين أمريكا وحلفائها في أوروبا.. وحتى عبارات ترامب عن "الالتزام القوي بتحقيق السلام" لا تبدو أكثر من كلمات فارغة المعنى عندما تعرض على شاشات الأخبار حول العالم مشاهد الدم في غزة.
الأنجليكان ونهاية العالم
على نحو آخر، ركزت صحيفة "واشنطن بوست" على أن الدعم الذي حظيت به إسرائيل في إدارة ترامب جاء بالتحديد من جانب طائفة الأنجليكان المسيطرة على صناعة القرار لدى المسيحيين المحافظين في أمريكا وهذا الدعم ليس حبا في إسرائيل نفسها بل إنه لسبب أخطر بكثير وهو الإيمان بتحقيق نبوءة تأتي بنهاية العالم.
وأوضحت الصحيفة إن كل مشاهد الدم التي نراها في غزة ليست سوى من أجل تحقيق نبوءات حول عودة المسيح ونهاية العالم، ولذا بحسب ما قالت إليزابيث أولدميكسون فإن الطائفة لا تؤيد فقط وجود إسرائيل أو منح القدس لإسرائيل بل توسيع إسرائيل على جانبي نهر الأردن، والقدس هي محور هذه الخطط حتى يشتعل الصراع وتأتي نهاية العالم بعودة المسيح.
لا يفوتك