التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 10:25 م , بتوقيت القاهرة

في ظل الخلافات التجارية.. الصين تراهن على "ورقة النووي" لردع ترامب

ترامب وشي جين بينج
ترامب وشي جين بينج

في الوقت الذي تشتد فيه الخلافات التجارية بين الصين والولايات المتحدة حول التجارة، إلا أن الحكومة الصينية ربما مازالت لديها من الأوراق ما يمكنها أن تلعب به في المرحلة المقبلة لمواجهة أية إجراءات أمريكية محتملة تجاه التجارة مع بكين، خاصة وأن القوى الآسيوية لديها نفوذ كبير في العديد من القضايا التي تمثل أولوية قصوى لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

كانت الخلافات بين الصين والولايات المتحدة حول التجارة قد وصلت إلى ذروتها في الأسابيع الماضية، عندما أعلنت الصين عن فرض 25% رسوما جمركية على 106 بضائع أمريكية، بعد ساعات من نشر واشنطن قائمة بنحو 1300 منتج صيني تعتزم فرض جمارك إضافية عليها.

زيارة مثيرة للجدل

إلا أنه بالرغم من الخلافات التجارية بين البلدين، تبقى الصين إحدى القوى التي اعتمدت عليها الولايات المتحدة بصورة ملحوظة لإنهاء أزمة كوريا الشمالية، والتي استمرت لعقود طويلة من الزمن، وهو ما بدا واضحا في زيارة الرئيس ترامب إلى بكين في نوفمبر الماضي، وهي الزيارة التي أكد خلالها ضرورة وجود دور قوي للصين من أجل الضغط على بيونج يانج لوقف برنامجها النووي.

ولكن بالرغم من التقدم الكبير الذي يتحقق في الملف الكوري الشمالي، ربما مازالت الصين ممسكة بأوراق اللعبة، وهو الأمر الذي قد يؤرق إدارة ترامب، خاصة بعد الزيارة التي يجريها حاليا زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون إلى الصين، والتي تمثل أكبر شريك تجاري لبلاده، وهو ما يطرح تساؤلات عديدة خاصة وأن الزيارة هي الثانية من نوعها في مدة لا تتجاوز شهرين.

من جانبها علقت صحيفة "نيويورك تايمز" على الزيارة بقولها بأن بكين رسخت نفسها كلاعب حاسم يمكنه تشكيل نتيجة المحادثات، التى قال ترامب إنها ستعقد فى 12 يونيو المقبل فى سنغافورة، وهو ما يعني أن الزيارة ربما تحمل في طياتها رسالة مفادها أن الصين لديها القدرة على تفجير القضية من جديد إذا ما أرادت ذلك قبل انعقاد القمة بين ترامب ونظيره الكوري الشمالي.

مشروع صيني إيراني

لعل أي تحرك سلبي من قبل الصين في الملف الكوري الشمالي يمثل صداعا كبيرا في رأس الرئيس الأمريكي الذي يبدو محتاجا إلى حد كبير إلى تحقيق انتصار سياسي يمكنه من خلاله مجابهة الحملات التي تستهدفه في الداخل، خاصة وأن حالة الجدل تتصاعد بصورة كبيرة جراء الانسحاب الأمريكي من الاتفاقية النووية الإيرانية، وهي الخطوة التي يراها البعض أنها بمثابة إجراء متهور يمكن أن يؤدي إلى تداعيات سلبية للغاية.

الصين، من جانبها، ربما ليست بعيدة عن الملف الإيراني، ففي الوقت الذي تستضيف فيه زعيم كوريا الشمالية، أطلقت خط سكك حديدية جديد بين بايانور فى منطقة الصين الداخلية المنغولية ذاتية الحكم وايران، والتي تساهم في تقصير أوقات السفر بما لا يقل عن 20 يومًا مقارنة بسفن الشحن وهو ما يعكس رغبة صينية في زيادة التجارة مع طهران.

يأتي إطلاق الخط الجديد في الوقت الذي تحث الولايات المتحدة حاليا الشركات الأجنبية لتخفيض عملياتها فى إيران، وبالتالي فإن الخطوة الصينية تعني أن بكين لن تلتزم بالرؤية الأمريكية، بل على النقيض، حيث أنها تنتوي توسيع علاقاتها التجارية مع إيران في المرحلة المقبلة.