هل ينقلب سحر لعبة "السجناء الأمريكيين" على ترامب بتعويذة إيران؟
يبدو أن قرار كوريا الشمالية بالإفراج عن ثلاثة سجناء أمريكيين، هو أحد الانتصارات الدبلوماسية التي تمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تحقيقها، فيما يتعلق بالملف الشائك والذي أثار الجدل لعقود طويلة من الزمن، إلا أن تزامنه مع القرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني يثير تساؤلات ومخاوف حول مصير نزلاء السجون الأمريكيين في طهران.
كان الرئيس ترامب قد احتفى بالقرار الكوري الشمالي بالإفراج عن ثلاثة سجناء أمريكيين من أصول كورية، مشيدا بنظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون، كما أنه كان حريصا على أن يكون على رأس مستقبلي السجناء الأمريكيين لدى وصولهم إلى الأراضي الأمريكية، في خطوة تحمل جانبا احتفاليا بانتصاره الدبلوماسي، الذي قد يساهم في زيادة شعبيته في الشارع الأمريكي قبل انطلاق انتخابات التجديد النصفي للكونجرس والمقررة في نوفمبر القادم.
ولكن يبقى التساؤل حول مصير سجناء الولايات المتحدة في الأراضي الإيرانية، خاصة بعد قرار أمريكا بالانسحاب من الاتفاق النووي، يوم الثلاثاء الماضي، وهو القرار الذي أثار جدلا كبيرا، خاصة وأن باقي الدول الموقعة على الاتفاق أعربت عن رغبتها في البقاء به، وعلى رأسهم حلفاء الولايات المتحدة، وهو بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
لعل مسألة السجناء الأمريكيين في إيران كانت أحد المحاور التي أطلق منها ترامب سهام الانتقاد تجاه الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس السابق باراك أوباما مع طهران في عام 2015، حيث تحدث بوضوح، خلال حملته الانتخابية، عن إصرار طهران على ابتزاز الولايات المتحدة وإذلالها مقابل الإفراج عن المواطنين الأمريكيين المحتجزين هناك، معتبرا أن إطلاق سراح الأمريكيين كان ينبغي أن يتم قبل التوقيع على أي اتفاق بين إيران والغرب.
Well, Iran has done it again. Taken two of our people and asking for a fortune for their release. This doesn't happen if I'm president!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) October 23, 2016
مسألة السجناء الأمريكيين في إيران لم تكن غائبة إطلاقا عن عقل ترامب عندما أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، حيث كان أحد المطالب الأمريكية للعودة إلى المفاوضات هو إطلاق سراح المحتجزين الأجانب، وخاصة الأمريكيين منهم، وهو ما يعني أن رؤية ترامب تقوم في الأساس على إعادة هيكلة الاتفاق النووي الايراني ليقوم على شروط وورؤى جديدة، أهمها إخضاع طهران، وهو ما يبرز في قائمة المطالب التي وضعتها الإدارة الأمريكية.
إلا أن هناك حالة من القلق تبدو مسيطرة إلى حد كبير على عائلات السجناء الأمريكيين في إيران، بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، حيث أن مخاوف كبيرة تأتي جراء الخطوة التي ينظر إليها قطاع كبير من المحللين بأنها بمثابة محاولة لاستعداء طهران، والتي قد يترتب عليها ردود فعل عنيفه من قبل النظام الإيراني تجاه أقربائهم.
يقول جاريد جينسر، وهو محامي أحد المعتقلين الأمريكيين في إيران، في تصريحات نشرتها "نيويورك تايمز"، أن الإفراج عن السجناء الأمريكيين في كوريا الشمالية ربما يعطي انطباعا إيجابيا بأن المواطن الأمريكي يبقى في قلب اهتمام الإدارة، وهو الأمر الذي يعطي قدرا من الاطمئنان لأسر هؤلاء المعتقلين، موضحا أنهم يأملون أن يبقى الرئيس الأمريكي ملتزما بالتعهدات التي أطلقها خلال حملته الانتخابية حول هذا الملف.